المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "اعدام حماس قتلة الصحافي الفلسطيني صالح الجعفراوي في غزة" أخيرا. 

الا أنّ هذا الزعم خاطئ.

الحقيقة: هذا الفيديو قديم، اذ يعود الى 21 ايلول 2025. ويظهر عناصر من حركة حماس ينفذون إعداماً علنياً في مدينة غزة، بحق ثلاثة أشخاص متهمين بالتخابر مع إسرائيل، وفقاً لما تم تداوله. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم

ما ستشاهدونه قاس. وعذرا منكم. 

ثلاثة رجال ركعوا ارضا، بينما تحلق حولهم عناصر مسلحون. ويسمع في الخلفية صوت رجل يقول: "القانون الثوري الفلسطيني وبناء على المحكمة الثورية الفلسطينية، لقد تقرر حكم الإعدام الذين خانوا الوطن، وخانوا شعبه وخانوا قضيته، ووضعوا يديهم بأيدي الاحتلال من أجل قتل أبناء شعبهم. وقد تقرر حكم الإعدام على هؤلاء المتخابرين". ثم يطلق الرصاص على الرجال الثلاثة.  وقد انتشر المقطع أخيرا في حسابات كتبت معه (من دون تدخل): "الاجهزة الامنية في غزة تعدم المسؤول المباشر عن اغتيال الشهيد صالح الجعفراوي". 

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك)

استشهاد الصحافي صالح الجعفراوي جنوب غزة برصاص عصابات مسلحة 

جاء تداول الفيديو بعد مقتل الصحافي والناشط الفلسطيني صالح الجعفراوي، مساء الأحد 12 تشرين الاول 2025، خلال تغطيته حجم الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي وجريمة الإبادة الجماعية في مدينة غزة، على ما أورد موقع "الجزيرة مباشر". 

وأظهرت مشاهد نقلتها "الجزيرة مباشر" وصول جثمان الجعفراوي، الذي ارتقى مساء الأحد برصاص عصابات مسلحة في جنوب مدينة غزة، إلى المستشفى المعمداني. وفُقد الاتصال به مساء الأحد، خلال تغطيته الجرائم الإسرائيلية في حي الصبرة جنوب مدينة غزة. وقالت قناة "الأقصى" إن عصابات مسلحة في مدينة غزة أطلقت النار على الجعفراوي وسرقت مقتنياته.

وذكر موقع "بي بي سي" ان الجعفراوي قُتل برصاص "عصابات خارجة على القانون" خلال اشتباكات عنيفة اندلعت في حي الصبرة بين عناصر من "وحدة سهم" التابعة لحماس، ومسلحين من عائلة دغمش، التي تتهمها حماس بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي وتنفيذ أعمال نهب. وأسفرت المواجهات عن مقتل أكثر من 20 شخصاً، بينهم صحافيون، وإصابة آخرين.

حقيقة الفيديو 

الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بالجعفراوي، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.

فالبحث عنه، بتجزئته الى صور ثابتة (Invid)، يوصلنا اليه منشورا في حساب eye.on_gaza@ في يوتيوب، في 21 ايلول 2025، مع تعليق: لحظة إعدام عملاء في غزة. 

لقطة من الفيديو المنشور في حساب eye.on_gaza@ في يوتيوب، في 21 ايلول 2025

كذلك، نصل الى مشاهد مماثلة نشرتها مواقع اخبارية وحسابات في 21 ايلول 2025، بكونها تظهر تنفيذ عناصر من حركة حماس إعداماً علنياً في مدينة غزة، بحق ثلاثة أشخاص متهمين بالتخابر مع إسرائيل. 

عناصر من حركة حمـ ـاس ينفذون إعـدامـاً علنياً في مدينة غزة بحق ثلاثة أشخاص تتهمهم بالتخابر مع #إسرائيل#إرم_نيوز #غزة pic.twitter.com/0fRKKXcaVn

— Erem News - إرم نيوز (@EremNews) September 21, 2025

لقطة من فيديو نشره موقع إرم نيوز في حسابه في اكس، في 21 ايلول 2025

"ستركعون تحت بساطير المقــاومة وحكمها"..
خلال إعدام 3 عملاء للاحتلال.. أمن المقــاومة يوجه رسائل للعميل ياسر أبو شباب وعصابات الشاباك الإسرائيلي pic.twitter.com/26MO9aGfWg

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) September 21, 2025

لقطة من فيديو نشرته قناة قدس الاخبارية في اكس، في 21 ايلول 2025

الاثنين 22 منه، أعلن أمن حركة حماس، في بيان مقتضب، انه "استنادًا إلى مواد القانون الثوري الفلسطيني، وبناءً على قرار المحكمة الثورية الفلسطينية، نُفِّذ في مدينة غزة بتاريخ 21 ايلول 2025، حكم الإعدام بحق ثلاثة من المتخابرين مع الاحتلال والمنتسبين لمرتزقة العدو". وأكد أن "لا مكان لخائنٍ على أرضنا المباركة"، و"ستصل أيدينا لكل من تسبب في إيذاء شعبنا أو شارك في تمكين المرتزقة".

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أمني فلسطيني في حكومة غزة إن "التنفيذ العلني للاعدام جاء ليكون رسالة واضحة ورادعا لكل من تسول له نفسه التعامل مع الاحتلال، ولتعزيز الوعي بخطورة هذه الجريمة على أمن المجتمع وصموده، فالمقاومة الفلسطينية والأجهزة الأمنية في قطاع غزة تعمل منذ سنوات طويلة على تنظيف قطاع غزة من وجود أي عملاء يعملون لصالح الاحتلال ونجحت بشكل كبير جدا في ذلك".

حماس تطلق حملة قمع في غزة مع تلويح ترامب بـ”نزع سلاحها”

تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الفيديو المتناقل يظهر "لحظة إعدام حماس قتلة الصحافي الفلسطيني صالح الجعفراوي". في الحقيقة، هذا الفيديو قديم، اذ يعود الى 21 ايلول 2025. ويظهر عناصر من حركة حماس ينفذون إعداماً علنياً في مدينة غزة، بحق ثلاثة أشخاص متهمين بالتخابر مع إسرائيل،