الرئيس المصري فعلها وضرب نتنياهو؟ النهار تتحقق FactCheck
المتداول: فيديو يصورّ، وفقاً للمزاعم، "الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وهو ينهال بالضرب على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو" أخيراً.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: هذه المشاهد زائفة، لكونها منشأة بالذكاء الاصطناعي. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
المشاركات والتعليقات بالآلاف. يبدأ الفيديو بلقطة للسيسي ونتنياهو جالسين معاً في مكان ما. ثم يقف فجأة السيسي وينهال بالضرب على نتنياهو الذي يقع ارضاً. وأُرفق الفيديو بتعليقات، مثل "السيسي فعلها أخيرا"، وايضا "أكشن بين السيسي ونتنياهو".

حقيقة الفيديو
ومع انتشار الفيديو في شكل واسع خلال الساعات الاخيرة، علّق مستخدمون كثر ان هذه المشاهد مفبركة، "ذكاء اصطناعي".
وبالطبع، هي كذلك.
والدليل العثور على الصورة الاصلية التي استُخدمت في عملية توليد المقطع بواسطة الذكاء الاصطناعي، مؤرشفة في موقع وكالة "رويترز" في 19 ايلول 2017، مع شرح انها تظهر "السيسي (الى اليمين) متحدثا إلى نتنياهو خلال لقائهما، في 19 أيلول 2017، في إطار جهود إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، قبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك ".

ونسبت الوكالة مصدر الصورة الى الرئاسة المصرية، التي نشرتها مع صورتين أخريين بالتاريخ ذاته. وأفادت في بيان يومذاك بأن "السيسي التقى نتنياهو في ذلك اليوم، في مقر إقامته بنيويورك، في حضور وزير الخارجية المصري سامح شكري، ورئيس المخابرات العامة خالد فوزي، ومدير مكتب رئيس الجمهورية اللواء عباس كامل".

وتخلل اللقاء "بحث في سبل إحياء عملية السلام، وأكد السيسي الأهمية التي توليها مصر لمساعي استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بهدف التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقاً لحل الدولتين والمرجعيات الدولية ذات الصلة".
ونقل بيان الرئاسة المصرية عن نتنياهو "تقديره لدور مصر الهام في الشرق الأوسط وجهودها في مكافحة الإرهاب وإرساء دعائم الاستقرار والسلام في المنطقة".

الجمعية العامة للأمم المتحدة: عباس يطالب بإنهاء "نظام الفصل العنصري" بحق الفلسطينيين
ملاحظة: كان لافتاً في الفيديو الزائف تغيّر ملامح وجهي السيسي ونتيناهو، بفعل توليده بالذكاء الاصطناعي.
ترامب يوقّع مع قادة مصر وتركيا وقطر اتفاق غزة
وجاء تداول هذا الفيديو الزائف في وقت وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع قادة كلّ من مصر وتركيا وقطر في شرم الشيخ، الإثنين 13 تشرين الاول 2025، وثيقة اتفاق غزة الذي توسّط فيه وأثمر وقفا لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس وتبادلهما سائر الرهائن الأحياء المحتجزين في القطاع بمعتقلين وسجناء فلسطينيين، واصفا ما تحقّق بأنه "يوم عظيم للشرق الأوسط"، على ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
ووصل ترامب إلى شرم الشيخ آتيا من إسرائيل حيث ألقى كلمة أمام الكنيست تحدث فيها عن "بزوغ فجر تاريخي لشرق أوسط جديد" ونهاية "كابوس طويل ومؤلم" لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين.
وتزامن خطابه مع عودة آخر الرهائن الأحياء من غزة ومئات من السجناء والمعتقلين الفلسطينيين إلى ديارهم، وذلك بموجب خطة أميركية لوقف إطلاق النار بين الدولة العبرية وحماس.
وبصفته مهندس خطة وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي أنهكته حرب ضروس على مدى عامين، شارك ترامب إلى جانب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في ترؤس قمة شرم الشيخ التي حضرها 31 من قادة الدول والمنظمات الدولية.
ولم يحضر القمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ولا ممثلّون لحماس، في حين شارك فيها الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي صافح الرئيس الأميركي.
وقد أثار إعلان مشاركة نتنياهو في قمة شرم الشيخ حول غزة موجة اعتراض من قادة المنطقة، مما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى التراجع سريعا عن قراره، وفقا لمصادر ديبلوماسية عدة.
وقال مصدر ديبلوماسي غربي لوكالة "فرانس برس": "في أي حال، كان عباس مستعدّا للقائه. إنه لأمر مؤسف".
وأفاد مصدر ديبلوماسي تركي الوكالة بأنّ تركيا، بدعم من دول عربية، مارست ضغوطا لمنع حضوره. وقال: "بمبادرة من الرئيس رجب طيب إردوغان، وبفضل الجهود الديبلوماسية التركية، وبدعم من قادة آخرين، لم يحضر نتنياهو الاجتماع في مصر".
تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان "السيسي ضرب نتنياهو"، كما يشاهد في المقطع المتناقل. في الواقع، هذه المشاهد زائفة، لكونها منشأة بالذكاء الاصطناعي. واستُخدمت في عملية التوليد صورة أصلية تعود الى 19 ايلول 2017، وتظهر السيسي ونتنياهو خلال اجتماعهما في نيويورك، على هامش انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة يومذاك.
نبض