وزير خارجية سوريا أعلن موافقة روسيا على تسليم بشار الأسد؟ النهار تتحقق FactCheck

المتداول: تصريح منسوب الى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني يدّعي قوله ان "روسيا وافقت على تسليم الرئيس السوري المخلوع بشار الاسد و12 آخرين من رموز النظام السابق المطلوبين للعادلة، الى السلطات السورية".
الحقيقة: هذا التصريح زائف، ملفّق. ولم يدل الشيباني بكلام مماثل. كذلك، لم تعلن روسيا موقفاً بهذا الشأن. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
بصفة "عاجل"، ينتشر بكثافة تصريح للشيباني في مختلف منصات التواصل الاجتماعي. وجاء فيه (من دون تدخل): "اسعد الشيباني: روسيا ابلعتنا بموافقتها على تسليم بشار الاسد و12من رموز نظامه المطلوبين للعدالة. وسيمثلون أمام القضاء السوري نهاية الاسبوع المقبل، بحسب الاتفاق، وسيتم بث جلسات المحاكمة على القنوات الاعلامية السورية الرسمية".
ولكن هذا التصريح غير صحيح، ولم يدل الشيباني به او بأي كلام شبيه.
في الواقع، لا اثر لهذا الموقف في اي وكالات انباء سورية او عالمية، او في اي مواقع اخبارية، عربية وروسية.
كذلك، لم نعثر على اي موقف أصدرته روسيا أخيراً، يدعم التصريح المختلق المتناقل للشيباني.
الشرع في موسكو
وجاء انتشار هذا التصريح الزائف، في وقت عقد الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، الأربعاء 15 تشرين الاول 2025، أول لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، منذ إطاحة في 8 كانون الأول 2024 الحليف السابق للكرملين بشار الأسد.
وحظي الشرع الذي رافقه وزير الخارجية أسعد الشيباني ومسؤولون عسكريون واقتصاديون، بترحيب حار من فلاديمير بوتين أمام عدسات الكاميرا.
وأعلن بوتين، خلال استقباله الشرع في تصريحات بثّها التلفزيون الروسي الحكومي، انه "على مدى كل هذه العقود، كان يحرّكنا أمر واحد فقط: مصالح الشعب السوري"، مضيفا: "لدينا بالفعل علاقات عميقة جدا بالشعب السوري"، وفقا لما نقلت وكالة "فرانس برس".
من جهته، قال الشرع: "نحاول أن نعيد ونعرِّف بشكل جديد طبيعة هذه العلاقات، على أن يكون هناك استقلال للحالة السورية والسيادة السورية وأيضا سلامة ووحدة الأراضي واستقرارها الأمني". وأشار الى "روابط تاريخية" و"مصالح مشتركة" بين البلدين.
وبعد الاجتماع الذي استمر بحسب وسائل إعلام روسية لأكثر من ساعتين ونصف الساعة، قالت موسكو إنها على استعداد لمواصلة دورها في إنتاج النفط الخام السوري.
وأفاد مصدر حكومي سوري بأن الشرع سيطلب من موسكو خلال زيارته تسليم كل من ارتكب جرائم حرب وموجود في روسيا، وعلى رأسهم بشار الأسد" الذي لجأ مع عائلته إلى روسيا بعيد فراره من سوريا في 2024.
لكن أيا منهما لم يأت علنا على ذكر الأسد، ولا القواعد الروسية. وقال الشرع قبل الاجتماع: "نحن نحترم كل ما مضى من اتفاقيات" من دون الادلاء بمزيد من التفاصيل.
لكن دميتري نوفيكوف، النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي، صرّح لموقع "لينتا.رو" إن تسليم الأسد للسلطات السورية الجديدة قد يكون خطيرا عليه. ورأى ان طلب تسليم روسيا الأسد يبدو غريبًا، مذكّرا بأن الأسد كان سابقًا الرئيس المنتخب للبلاد بموجب القانون، وحياته معرضة للخطر.
وقال: "هناك عدد لا بأس به من المسؤولين الحكوميين السابقين من دول مختلفة على الأراضي الروسية، بمن فيهم الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش. وإذا سلكت روسيا هذا المسار، فسيكون ذلك مخالفًا لمعايير حقوق الإنسان. ومن غير المرجح أن نوافق على ذلك".
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد، الاثنين 13 منه، أن موسكو قدّمت لبشار الأسد وعائلته حق اللجوء "لأسباب إنسانية بحتة"، وذلك "تجنباً لتكرار سيناريو الانتقام منه كما حصل مع القذافي في ليبيا"، وأنهم يقطنون "في العاصمة الروسية".
ونفى تعرّض الأسد، لمحاولة تسميم في موسكو وذلك بعد مزاعم متداولة حول الموضوع في مؤسسات إعلامية.