نشرت حسابات على موقع التواصل الاجتماعي الأشهر في مصر فايسبوك فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "رجل أمن مصريا يمنع مسؤولا إسرائيليا من مصافحة رئيس المخابرات المصرية"، خلال اجتماعات الوفود في مفاوضات وقف إطلاق النار بشرم الشيخ أخيرا. الا ان هذا الزعم غير صحيح. FactCheck# 

"النّهار" دقّقت من أجلكم

يظهر الفيديو تحرك أحد عناصر قوات GIS التابعة لجهاز المخابرات العامة المصرية ليصافح رئيس الجهاز اللواء حسن رشاد، منعاً لاقتراب مسؤولين في فريق التفاوض الإسرائيلي منه. وكتب أحد الحسابات (من دون تدخل): "خلوا بالكو يا شباب إن المشهد ماكانش فقط اللقطة الخاصة بالحارس اللي سلم علي السيد حسن رشاد من الأمام لمنع أحد مرافقي الوفد الاسرائيلي من الاقتراب والسلام عليه، كانت فيه لقطة تانية بتكمل المشهد فى الخلف من تنفيذ حارس آخر".

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك)

حقيقة الفيديو 

ولكن البحث العكسي قاد إلى أن هذا الفيديو مفبرك تماما. 

فهذا المشهد غير موجود في المقاطع الرسمية التي نشرتها القنوات الفضائية والمواقع الإخبارية المصرية (الحكومية) آنذاك.

وقد نشرت قناة "الحياة" (الفضائية المصرية - حكومية) الفيديو الأصلي بتاريخ 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2025 بعنوان: "لحظة وصول الوفود المشاركة في لقاءات شرم الشيخ للاجتماع بشأن خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة".

ويظهر في الدقيقة 1:42 عدم تحرك أي عنصر حراسة من قوات GIS التابعة لجهاز المخابرات لمنع اي مسؤول في الوفد الإسرائيلي من مصافحة رئيس الجهاز اللواء حسن رشاد، لا بل بقي عنصر الحراسة واقفا خلف رئيس الجهاز من دون أن يتحرك.

وظهر المسؤول الإسرائيلي مبتسماً، قبل أن يصافح أحد المشاركين في المفاوضات.

لقطة من الفيديو المنشور في قناة الحياة في يوتيوب، في 8 تشرين الاول 2025

كذلك، نشرت قناة"القاهرة" الإخبارية (حكومية أيضاً) المشاهد ذاتها في التاريخ نفسه، خلال متابعة فعاليات هذه المفاوضات. وظهرت اللقطة عينها في الدقيقة 6:59 في الفيديو أدناه. 

لقطة من الفيديو الذي نشرته قناة القاهرة في يوتيوب في 8 تشرين الاول 2025

والعثور على المشاهد الاصلية يعني ان المقطع المتناقل زائف، مفبرك بواسطة برنامج ذكاء اصطناعي.

في ذلك اليوم، بدأت وفود حركة حماس وإسرائيل والوسطاء جلسة موسعة في شرم الشيخ، للبحث في تنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة، وفقا لما ذكرت منصات إخبارية مصرية (حكومية)، بينها موقع قناة القاهرة الإخبارية (حكومي). 

وقال مراسل القناة من مدينة شرم الشيخ المصرية إن رئيس الوفد الإسرائيلي رون ديرمر وصل الى القاعة الرئيسية للمشاركة في الاجتماعات الموسعة. وأضاف أن هناك اجتماعات ثنائية ومتعددة الأطراف جرت في شرم الشيخ قبيل انطلاق الجلسة الموسعة.

وضمّت تلك الجلسة الموسعة رئيس المخابرات العامة المصرية، رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، رئيس المخابرات التركي، المبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، ورئيس الوفد الإسرائيلي رون ديرمر.

وكشفت مصادر مطلعة أن الأجواء داخل المباحثات إيجابية. وهناك تقدم ملحوظ في بعض الملفات، على رأسها ملف الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين الأحياء والجثامين، اذ أبدت حركة حماس، بحسب المصادر، استعدادها لتسليم جميع المحتجزين الإسرائيليين في حال تم الاتفاق على بقية البنود.

معبر رفح والمرحلة الثانية 
من جهة أخرى، أعلنت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق التابعة للجيش ‏الإسرائيلي، اليوم الخميس، أن الاستعدادات تتواصل مع مصر لفتح معبر ‏رفح أمام حركة الأفراد. إلا أن موعد الفتح سيُعلن في مرحلة لاحقة.‏

وهدّدت إسرائيل في وقت سابق بإبقاء معبر رفح مغلقاً وتقليل المساعدات إلى القطاع الفلسطيني، لأن حركة حماس تتباطأ في إعادة رفات الرهائن القتلى، على قولها، وذلك بما يعكس التحديات التي يواجهها وقف إطلاق النار، الذي أنهى ‏حربا مدمرة استمرت عامين، وقاد لإطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء ‏الذين كانوا محتجزين لدى الحركة.‏

وقالت الوحدة، التي تشرف على دخول المساعدات إلى قطاع غزة، إن ‏المساعدات الإنسانية تواصل الدخول للقطاع عبر معبر كرم أبو سالم مع ‏إسرائيل ومعابر أخرى.‏

وذكرت الوحدة في بيان لوكالة "رويترز": "يجب التأكيد أن المساعدات ‏الإنسانية لن تمر عبر معبر رفح. لم يتم الاتفاق على هذا الأمر في أي ‏مرحلة من المراحل".‏

وأفاد مصدران لـ"رويترز" أمس الأربعاء بأنه من المتوقع فتح معبر رفح ‏أمام حركة الأفراد اليوم الخميس.‏

من جهة أخرى، أفادت هيئة الإذاعة الإسرائيلية أن الحكومة قررت عدم فتح معبر رفح ‏حتى تكثف حماس إعادة جثث الأسرى المختطفين لديها. ‏

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مسؤول قوله إن إسرائيل "لا تنوي بدء ‏المرحلة الثانية من الاتفاق قبل إعادة جثث جميع المختطفين".‏

الخلاصة: الفيديو المتداول مفبرك تماما. والمشاهد الأصلية التي نشرتها القنوات المصرية الحكومية في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2025، أظهرت لقطات مختلفة.