صالح الجعفراوي وثق لحظاته الأخيرة بكاميرا هاتفه؟ النهار تتحقق FactCheck

النهار تتحقق 14-10-2025 | 14:56

صالح الجعفراوي وثق لحظاته الأخيرة بكاميرا هاتفه؟ النهار تتحقق FactCheck

كان الرجل يئن، مناجياً الله. فيديو زعم ناشروه أنّه يصوّر "اللحظات الأخيرة لصالح الجعفراوي". وتبيّن "النّهار" حقيقته.   
صالح الجعفراوي وثق لحظاته الأخيرة بكاميرا هاتفه؟ النهار تتحقق FactCheck
لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
Smaller Bigger

المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "الصحافي والناشط الفلسطيني صالح الجعفراوي موثقاً لحظاته الاخيرة بكاميرا هاتفه". 

 

الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.

 

الحقيقة: هذا الفيديو الذي يعود الى 21 تموز 2025، يظهر الفلسطيني محمد زياد أبو طه موثقاً لحظاته الأخيرة بعد إصابته، الاحد 20 منه، برصاص الجيش الاسرائيلي خلال مجزرة المساعدات في منطقة السودانية شمال قطاع غزة، وفقاً لما تم تداوله. FactCheck# 

 

 

"النّهار" دقّقت من أجلكم 

 

 

دقيقة قاسية جداً يظهر فيها رجل وهو يئن، متألماً، خائر القوى، على ما يبدو، بينما كان يناجي الله. وقد انتشر الفيديو بكثافة أخيرا في حسابات كتبت معه (من دون تدخل): "صالح الجعفراوي يوثق لحظة استشهاده بكاميرا جواله". 

 


 

 

استشهاد الصحافي صالح الجعفراوي جنوبي غزة برصاص عصابات مسلحة 

جاء تداول الفيديو في وقت قُتِل، مساء الأحد 12 تشرين الاول 2025، الصحافي والناشط الفلسطيني صالح الجعفراوي، خلال تغطيته حجم الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي وجريمة الإبادة الجماعية في مدينة غزة، على ما أورد موقع "الجزيرة مباشر"

وأظهرت مشاهد نقلتها "الجزيرة مباشر" وصول جثمان الجعفراوي، الذي ارتقى مساء الأحد برصاص عصابات مسلحة في جنوب مدينة غزة، إلى المستشفى المعمداني. وفُقد الاتصال به مساء الأحد، خلال تغطيته الجرائم الإسرائيلية في حي الصبرة جنوب مدينة غزة. وقالت قناة "الأقصى" إن عصابات مسلحة في مدينة غزة أطلقت النار على الجعفراوي وسرقت مقتنياته.

وذكر موقع "بي بي سي" ان الجعفراوي قُتل برصاص "عصابات خارجة على القانون" خلال اشتباكات عنيفة اندلعت في حي الصبرة بين عناصر من "وحدة سهم" التابعة لحماس، ومسلحين من عائلة دغمش، التي تتهمها حماس بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي وتنفيذ أعمال نهب. وأسفرت المواجهات عن مقتل أكثر من 20 شخصاً، بينهم صحافيون، وإصابة آخرين.

 

 

حقيقة الفيديو 

الا ان الفيديو المتناقل ليس للجعفراوي. والدليل العثور عليه، بعد تجزئته الى صور ثابتة (Invid)، منشوراً في حسابات "الجزيرة.نت" و"الجزيرة مباشر" في اكس وفايسبوك وانستغرام ويوتيوب، في 21 تموز 2025، مع شرح انه يظهر "الفلسطيني محمد زياد أبو طه موثقاً لحظاته الأخيرة بعد إصابته، الأحد 20 منه، برصاص الجيش الاسرائيلي خلال مجزرة المساعدات بمنطقة السودانية شمال قطاع غزة". 

 

 

لقطة من الفيديو المنشور في صفحة موقع
لقطة من الفيديو المنشور في صفحة موقع

 

 

وفي الفيديو، كان الشاب محمد يناجي ربه بعدما ردد الشهادتين "يا رب خذني وأنت راض عني".

وعبّرت كلماته القليلة عن مأساة المدنيين العزّل في قطاع غزة، والذين كان الجيش الاسرائيلي يستهدفهم، أكان في مخيمات النزوح، أم عند نقاط توزيع المساعدات، وفقاً لموقع "الجزيرة مباشر".

 

يومذاك، أعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 93 فلسطينيا على الأقل، عندما أطلقت القوات لإسرائيلية النار باتّجاه أشخاص ينتظرون الحصول على مساعدات، غالبيتهم في شمال القطاع، حيث ازدادت ظروف الجوع سوءا مع تقييد دخول المساعدات وتواصل الحرب منذ 21 شهرا، على ما أوردت وكالة "فرانس برس".

وأفاد المتحدث باسم الجهاز محمود بصل بمقتل 80 شخصا أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات تنقلها شاحنات في شمال غرب مدينة غزة، مؤكدا أنهم قضوا جراء "إطلاق الاحتلال النار".

وذكر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن قافلة تابعة له تتألف من 25 شاحنة وتحمل مساعدات غذائية الى شمال غزة "واجهت حشودا ضخمة من المدنيين الجائعين تعرّضوا لإطلاق نار"، وذلك بعيد عبورها المعابر مع إسرائيل واجتياز نقاط التفتيش.

وشدد على أن "أي عنف يطال المدنيين الذين ينتظرون المساعدة الانسانية غير مقبول على الإطلاق"، ودعا إلى "حماية كل المدنيين والعاملين" في المساعدات.

من جهته، شكك الجيش الإسرائيلي في الحصيلة، قائلا إن الجنود أطلقوا "نيرانا تحذيرية لإزالة تهديد مباشر".

ودفعت الحرب والحصار الإسرائيلي بسكان القطاع الذين يزيد عددهم على مليوني شخص، إلى شفا المجاعة، بحسب ما تؤكد الأمم المتحدة ومنظمات دولية. وبات مقتل مدنيين ينتظرون الحصول على مساعدات مشهدا شبه يومي، اذ تتهم مصادر محلية وشهود إسرائيل بإطلاق النار باتّجاه الحشود، خصوصا قرب أماكن توزيع المساعدات التي تديرها "مؤسسة غزة الانسانية" المدعومة من الدولة العبرية والولايات المتحدة.

وقالت الأمم المتحدة في ذلك الاسبوع إن نحو 800 شخص قُتلوا أثناء انتظارهم المساعدات منذ أواخر أيار 2025. 

 

تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الفيديو المتناقل يظهر "الصحافي الفلسطيني صالح الجعفراوي موثقاً لحظاته الاخيرة بكاميرا هاتفه". في الحقيقة، هذا الفيديو الذي يعود الى 21 تموز 2025، يظهر الفلسطيني محمد زياد أبو طه موثقاً لحظاته الأخيرة بعد إصابته، الأحد 20 منه، برصاص الجيش الاسرائيلي خلال مجزرة المساعدات في منطقة السودانية شمال قطاع غزة، وفقاً لما تم تداوله. 

 

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/13/2025 10:08:00 AM
أعاد عناصر "حماس" انتشارهم في مختلف شوارع ومناطق قطاع غزة.
لبنان 10/13/2025 4:37:00 PM
توقيف شركة “مياه تنورين” مؤقتاً عن تعبئة مياه الشرب وسحب منتجاتها