ينتشر خبر في وسائل التواصل الاجتماعي يدّعي ان السلطات السورية "قرّرت تغيير اسم شارع العراقيين في مدينة السيدة زينب بريف دمشق الى اسم معاوية بن ابي سفيان". الا ان هذا الخبر ليس صحيحاً، بتأكيد من محافظة ريف دمشق لـ"النّهار". FactCheck#

"النّهار" سألت ودقّقت من أجلكم

خلال الساعات الماضية، ضجّ الخبر في وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما في سوريا. وجاء فيه: "تغيير اسم شارع العراقيين في منطقة السيدة زينب بريف دمشق إلى شارع امير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان". وقد أرفق بصورة للافتة صغيرة ثُبّتت على جدار، وكُتب عليها: "ش. معاوية بن أبي سفيان". وحصد الخبر مئات التعليقات والمشاركات. 

الخبر الخاطئ المتناقل (فايسبوك)

ولكنّ هذا الخبر غير صحيح. 

فقد تواصلت مراسلة "النهار" في سوريا أريج فرزلي مع محافظة ريف دمشق، وأفادها المكتب الاعلامي فيها بانه "تم التواصل مع رئيس بلدية السيدة زينب حسام الحلبي، الذي نفى صحة الخبر المتناقل، جملة وتفصيلا". 

بدوره، نفى مجلس مدينة السيدة زينب، في بيان، "الشائعات حول تغيير أسماء الشوارع بمدينة السيدة زينب"، مؤكدا أنه "لم يتم تغيير اسم أي شارع من شوارع مدينة السيدة زينب المعروفة بمكانتها الدينية والتاريخية". 

وقال في بيان: "تلقى مجلس مدينة السيدة زينب بلاغات بعدد من الاستفسارات، ولوحظ تداول أنباء، عبر بعض وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، تشير إلى تغيير أسماء بعض الشوارع بالمدينة. وإشارة إلى ذلك، يعلن المجلس بشكل قاطع ونهائي أن هذه الأنباء عارية من الصحة، ويؤكد الآتي:

1. لم يتم تغيير اسم أي شارع من شوارع مدينة السيدة زينب المعروفة بمكانتها الدينية والتاريخية.
2. تظل جميع أسماء الشوارع والميادين بالمدينة كما هي، محافظة على هويتها التاريخية والاجتماعية التي تُميزها.
3.يحض مجلس المدينة المواطنين الكرام والوسائل الإعلامية على تحري الدقة في نقل المعلومات، والرجوع إلى المصادر الرسمية في مثل هذه الأمور، وعدم الانسياق وراء الإشاعات التي تثير التساؤلات و النعرات دون وجه حق". 

بيان مجلس مدينة السيدة زينب (فايسبوك)

ماذا عن الصورة التي أرفقت بالخبر؟

نعثر عليها منشورة في حساب في انستغرام في 6 آذار 2025، من دون أيّ تفاصيل عنها. ونشرها في ذلك التاريخ يعني ان لا علاقة لها بالخبر الخاطئ المتناقل عن السيدة زينب. 

ويخصّ الحساب "سمية"، وهي فنانة، وفقاً لما تعرّف بنفسها. وتنشر صوراً كثيرة لمعالم في شوراع دمشق، العاصمة السورية، وساحاتها.  

وقد تواصلنا معها لسؤالها عن تفاصيل عن صورتها... في انتظار جوابها.  

ومعاوية بن أبي سفيان صحابي من كتّاب الوحي، وسادس خلفاء المسلمين، ومؤسس الدولة الأموية.

ولد لأسرة ثرية وذات سيادة في قريش، وأسلم قبل فتح مكة ولم يهاجر خوفا من أبيه. ولاه أبو بكر قيادة جزء من الجيش الإسلامي في الفتوحات المتجهة إلى الشام، واستعمله عمر على جنوبها، وزادت رقعة سلطته في زمن عثمان حتى شملت الشام كلها.

نشب خلاف بينه وبين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بعد مقتل الخليفة الثالث، وتنازل له الحسن بن علي عن الخلافة، فظل أميرا للمؤمنين قرابة عقدين من الزمان حتى توفي سنة 60 هـ (موسوعة الجزيرة). 

 ووفقا لدراسة نقدية عنه، "كان معاوية الشخصية المحورية في الأحداث التي مرت بالمسلمين من مقتل عثمان بن عفان (35 هـ) حتى توليه الخلافة (41 هـ) ثم تأسيسه لنظام الملك الوراثي بعد ذلك، أي الدولة الأموية التي حكمت العالم العربي الإسلامي تسعين سنة (41 هـ - 132هـ). ثم حكمت الأندلس لثلاثة قرون". 

وقد توفي معاوية في رجب سنة 60 هـ وقد ناهز الـ80. وكانت مدة خلافته 19 عاما و3 أشهر، وكان أميرا على الشام 20 عاما قبل ذلك، وصلى عليه الضحاك بن قيس، ودفن في دمشق.

غير أن ثورة العباسيين على الأمويين أزالت أي أثر ثابت لمدافن بني أمية، الذين حكموا العالم الإسلامي قرابة قرن. ولذا فإن هناك خلافا وترددا في تحديد قبر معاوية، ولا يتعدى الضريح الموجود في مقبرة باب الصغير أن يكون قد بني في عهد المماليك، وجدد بعد ذلك في زمن العثمانيين، وفقا لـ"موسوعة الجزيرة".