تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما في العراق، صورة بمزاعم أنَّها "لافتة إعلانية للفنانة تيسير العراقية لترشّحها للانتخابات البرلمانية العراقية" المقررة في 11 تشرين الثاني المقبل. إلّا أنَّ هذا الخبر مختلق، والصورة معدّلة، زائفة. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم

في الادّعاء المتداول، صورة للافتة إعلانية انتخابية للفنانة تيسير العراقية بالتسلسل الرقم 82 ضمن قائمة "ائتلاف دولة القانون" التي يقودها رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي. وكُتب على اللافتة: "عصفورة بغداد المرشحة تيسير العراقية". وعلّقت حسابات (من دون تدخّل): "المرشحة تيسير عصفورة بغداد".

الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك)

وقد تحقّقت "النّهار" من الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:

1- بالبحث في صفحات الفنانة تيسير على مواقع التواصل، والمفوضية العليا المستقلّة للانتخابات و"ائتلاف دولة القانون"، اتّضح انَّه ليست هناك أي إشارة إلى ترشيح تيسير للانتخابات البرلمانية المقبلة، ولم تنقل أي مؤسسة إعلامية خبرا ذا صلة.

2- بمراجعة قائمة المرشحين الموافق عليهم لخوض الانتخابات، اتّضح أنّها تخلو من اسم تيسير العراقية. 

كذلك، اتّضح أنَّ نبيل احمد عبدالامير عباس الملا هو صاحب التسلسل الرقم 82، ضمن "ائتلاف دولة القانون" في محافظة بغداد، ورقم اسمه في قائمة مفوضية الانتخابات هو 3933.

لقطة شاشة لقائمة المرشحين الموافق عليهم (مفوضية الانتخابات)

3- بالتعمّق في البحث، راجعنا اسماء جميع مرشحي "ائتلاف دولة القانون" في المحافظات، التي سيخوض سباق الانتخابات فيها، وتأكّدنا من عدم وجود اسم تيسير العراقية بينها. كذلك، لدى الائتلاف مرشّح واحد فقط يحمل التسلسل 82 في عموم العراق.

وجاءت التسلسلات وفقاً للترتيب الآتي: البصرة تنتهي فيها تسلسلات الائتلاف عند الرقم 50، والقادسية عند 22، والمثنى عند 14، والنجف عند 24، وبابل عند 32. وفي بغداد، صاحب التسلسل 82 (نبيل احمد عبدالامير عباس الملا)، تنتهي تسلسلات الائتلاف عند الرقم 137، وذي قار عند 36، وكربلاء عند 22، وميسان عند 20، وواسط عند 22.

وهذا يدل على أنَّ الصورة المتداولة معدّلة، إذ تمت إضافة صورة تيسير العراقية واسمها إلى اللوحة الإعلانية الأصلية.

ويأتي تداول هذه الصورة الزائفة في وقت يتزايد اهتمام العراقيين بالانتخابات البرلمانية المقبلة، خصوصاً مع انطلاق الحملات الدعائية للمرشّحين، وتصاعد الشائعات والجدل حول الأسماء المشاركة، الأمر الذي جعل بعض المستخدمين يتعاملون مع الصورة كخبر طريف أو ساخر. إلّا أنَّ تداولها الواسع وغياب التحقق من المصادر الرسمية أدّيا إلى تحويل المنشور من مادة فكاهية إلى شائعة سياسية لها تداول واسع، قبل أن كشف حقيقتها لكم.

وللتحقق من ادّعاءات مشابهة، يجب أولاً البحث عن الخبر في الصفحات الرسمية للشخص أو الجهة المذكورة، مثل حساب الفنانة أو المفوضية العليا للانتخابات في العراق، أو الوكالات الرسمية او الائتلاف السياسي. وثانياً، مطابقة أرقام التسلسلات والقوائم مع الأرقام الرسمية المتوفرة على الموقع الرسمي لمفوضية الانتخابات، لمعرفة صاحب التسلسل الحقيقي.

وثالثاً، يمكن استخدام محركات البحث العكسي عن الصور، مثل Google Images أو Yandex... لمعرفة مصدر الصورة الحقيقي وما إذا كانت معدّلة أو مقتطعة من فيديو. وأخيراً، يجب متابعة المصادر الإعلامية الموثوق بها، أو التي تشير إلى مصادرها وتثبت صحّة أخبارها بالدليل، وعدم الاعتماد على الصفحات الساخرة أو غير الرسمية.