ثروة رئيس الوزراء العراقي... هل كشفت هيئة النزاهة قيمتها؟ النهار تتحقق FactCheck

تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خبراً يزعم أنَّ "هيئة النزاهة الاتّحادية العراقية كشفت أن ثروة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني تبلغ 36 تريليوناً و854 مليار دينار عراقي". إلّا أنَّ هذا الخبر خاطئ، ولم تعلن هيئة النزاهة أمراً مماثلاً. والقالب الإخباري المتناقل معدّل . FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
في الادّعاء المتداول، قالب إخباري لقناة "الرابعة" الفضائية يتضمّن صورة للسوداني، مع خبر جاء فيه (من دون تدخّل): "هيئة النزاهة تكشف ثروة محمد شياع السوداني: 36 تريليونا و854 مليارا". وعلّقت حسابات (من دون تدخّل): "عندك كل هاي الفلوس وشعبك كاتلة الجوع". وجذب منشور الادعاء أكثر من 44 ألف تفاعل.
وقد تحقّقت "النّهار" من الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:
1- لم تعلن هيئة النزاهة الاتحادية العراقية قيمة ثروة رئيس الوزراء أو أي مسؤول رفيع المستوى في حكومته. ولم تتم الإشارة إلى بيان أو إعلان مماثل في أي وسيلة إعلامية، مثل وكالة الأنباء العراقية (واع) وجريدة "الصباح" الرسميتين، والوكالات المحلية الأخرى. ولا أثر لخبر مماثل في حسابات وزارة المالية والبنك المركزي.
2- بالبحث العكسي عن القالب الإخباري المتداول، تبيّن أنَّه معدّل، ولم تنشره قناة "الرابعة". في الواقع، تمّ وضع الخبر المفبرك في قالب أصلي نشرته القناة في حسابها على إكس يوم 19 مايو/أيار الماضي، وجاء فيه: "السوداني: المواطن أكثر وعياً حتى من بعض المتصدّين للعملية السياسية".
وجاء تصريح السوداني يومذاك في اطار اتّصال هاتفي أجراه مع مقدّم برنامج "الوطن والناس" مصطفى الربيعي، على قناة "العراقية الإخبارية" في 19 مايو/أيار، قائلاً: "المواطن على درجة كبيرة من الوعي، وأحياناً حتى أكثر من بعض المتصدّين للمسؤولية والعملية السياسية".
وأضاف: "نحن واثقون من المواطن ووعيه وحرصه على بلده"، قبل أن يستكمل حديثه مع جمع من المواطنين خلال البرنامج.
انتخابات وعقوبات أميركية
ويأتي تداول هذا الخبر الخاطئ في وقت تشتد حماوة الخطاب الانتخابي على مواقع التواصل الاجتماعي مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقرّرة في 11 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وتكثر المنشورات التي تستهدف شخصيات سياسية بارزة، في مقدمها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي يترأس ائتلاف "الإعمار والتنمية" المشارك بقوة في الساحة الانتخابية. وغالباً ما تُستخدم أخبار الثروة والفساد كوسيلة للتشويه السياسي وكسب التعاطف الشعبي، خصوصاً في الفترات التي تسبق الحملات الانتخابية.
وجاء هذا الخبر المفبرك بعدما ردّت الحكومة العراقية على قرارات وزارة الخزانة الأميركية بشأن فرض عقوبات أميركية على شركتي "المهندس" و"بلدنا"، وشخصيات عدّة لها ارتباطات بإيران والميليشيات المسلّحة المدعومة منها، بتهمة تنفيذ أو دعم هجمات ضد القوات والمصالح الأميركية في المنطقة.
وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية باسم العوادي في بيان: "تؤكد الحكومة العراقية أنَّ سيادة القانون وتطبيقه هما الأساس الذي تنتهجه الدولة العراقية في مفاصل عملها كافة، إضافة إلى التزام المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي وقّعها العراق، ويحرص على تطبيقها من منطلق عضويته الفاعلة في المجتمع الدولي وقوانينه وسياقاته المرعية".
وأضاف: "تتابع الحكومة باهتمام بالغ ما ورد في قرارات الخزانة الأميركية الأخيرة المتعلقة بفرض عقوبات على شركة المهندس العامة، وبعض الكيانات الأخرى، بدعوى ارتباطها بجهات تطبق بشأنها إجراءات قانونية أميركية".
وتابع: "ترى حكومة العراق أنَّ هذا الإجراء الأحادي مؤسف للغاية ويتنافى مع روح الصداقة والاحترام المتبادل، التي لطالما ميّزت العلاقات الثنائية بين البلدين. واتخاذ مثل هذا القرار من دون تشاور أو حوار مسبق يُشكّل سابقة سلبية في نهج التعامل بين الدول الحليفة. ويدعو العراق شركاءه الدوليين، في مقدمهم الولايات المتحدة، إلى التعاون في تبادل المعلومات الفنية والمصرفية، لا سيما مع عملية الإصلاح الهيكلي الشاملة للنظام البنكي والمصرفي العراقي التي أنجزتها هذه الحكومة".
وأشار العوادي إلى أنَّ "رئيس مجلس الوزراء أوعز بتشكيل لجنة وطنية عليا، تضم ممثلين لوزارة المالية وديوان الرقابة المالية، وهيئة النزاهة، والبنك المركزي، تتولى مراجعة القضية ذات الصلة، وترفع تقريرها وتوصياتها خلال 30 يوماً، بما يلزم من إجراءات قانونية وإدارية".
وكان نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية تومي بيغوت قال إنَّ الولايات المتحدة "تسعى إلى ممارسة أقصى قدر من الضغط على إيران. نستهدف فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الذي يدعم شركاء إيران الإرهابيين الإقليميين ووكلائها، وجماعتين متمركزتين في العراق، هما كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق".
The United States is pursuing maximum pressure on Iran. We are targeting the IRGC-Qods Force, which supports Iran’s regional terrorist partners and proxies, and two Iraq-based groups, Kata’ib Hizballah and Asa’ib Ahl al-Haq. These militias actively undermine Iraq’s sovereignty,…
— Tommy Pigott (@StateDeputySpox) October 9, 2025
وأضاف: "تعمل هذه الميليشيات بنشاط على تقويض سيادة العراق، وإضعاف اقتصاده، وشن هجمات ضد أفراد ومصالح أميركية في جميع أنحاء الشرق الأوسط".