صورة لتجمع السوريين في ساحة الأمويين للاحتفال بإلغاء قانون قيصر؟ النهار تتحقق FactCheck

المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "تجمعا للسوريين في ساحة الامويين بدمشق، للاحتفال بإلغاء قانون قيصر".
الا أنّ هذا الادعاء خاطئ.
الحقيقة: الصورة قديمة، اذ تعود الى 13 كانون الاول 2024. وتظهر أشخاصًا يحتفلون بإطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، بالقرب من نصب السيف الدمشقي في ساحة الأمويين وسط دمشق. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
تظهر الصورة حشودا تجمعت في ساحة كبيرة. وقد انتشرت خلال الساعات الماضية في حسابات كتبت معها (من دون تدخل): "تجمع السوريين بساحة الامويين للاحتفال بإلغاء قانون قيصر".
مجلس الشيوخ الأميركي يقر إلغاء قانون قيصر المفروض على سوريا
جاء تداول الصورة في وقت أقرّ مجلس الشيوخ الأميركي، مساء الخميس 9 تشرين الاول 2025، نسخة موازنته الدفاعية السنوية، متضمنة مادة تنص على إلغاء قانون قيصر للعقوبات على سوريا من دون قيد أو شرط، مع نهاية العام الجاري، وذلك بنتيجة تصويت قوية بلغت 77 صوتاً مؤيداً مقابل 22 معترضاً، وفقا لما ذكر موقع "الشرق اقتصاد".
ورحّبت سوريا بهذا القرار. ووصفه وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بأنه لحظة مفصلية في مسار استعادة سوريا لعافيتها. وقال: "خطوة تُعيد لسوريا أنفاسها الأولى، وتفتح أمامها طريقاً جديداً نحو البناء والتعافي... إنها بداية عهدٍ جديد من البناء والإحياء، عهدٌ يقوم على الكرامة والعدالة".
كذلك، عبّر النائب الجمهوري جو ويلسون عن ترحيبه بالخطوة، قائلاً: "أشعر بالامتنان لإقرار مجلس الشيوخ إلغاء قانون قيصر كجزء من موازنة الدفاع. لقد فُرضت هذه العقوبات القاسية على نظام لم يعد موجوداً، ولذا فإن نجاح سوريا الآن يعتمد على إلغاء كامل ونهائي لهذه العقوبات".
قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا
واشنطن تفرض عقوبات على بشار الأسد وزوجته والعشرات المرتبطين بالنظام السوري
حقيقة الصورة
الا ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بهذه المستجدات، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي يوصلنا اليها مؤرشفة في موقع وكالة غيتي ايماجيز Getty Images، مع شرح ان "هذه الصورة الجوية تظهر أشخاصا يحتفلون بإطاحة الرئيس السوري بشار الأسد بالقرب من نصب السيف الدمشقي التاريخي في ساحة الأمويين وسط دمشق، في 13 كانون الاول 2024".
تصوير: سمير الدومي Sameer Al-Doumy/ أ ف ب.
كذلك، عثرنا على الصورة منشورة في حساب المصوّر الدومي في انستغرام في التاريخ ذاته، ومرفقة بالشرح نفسه اعلاه.
في ذلك الجمعة 13 كانون الاول 2024، صدحت حناجر آلاف السوريين "واحد، واحد، واحد، الشعب السوري واحد"، في باحة الجامع الأموي الفسيحة في دمشق القديمة، وتحت راية علم الثورة السورية ذي النجوم الثلاث، في مشهد لم يكن يتوقعه أحد حتى الأمس القريب، على ما كتبت وكالة "فرانس برس".
وفي أول يوم جمعة بعد إطاحة نظام الرئيس بشار الأسد في 8 منه، استعادت دمشق مشهدية الاحتجاجات السلمية المناوئة للسلطات التي عمت البلاد عام 2011، قبل أن تُقمع بالقوة وتتحول الى نزاع دام مزق سوريا ودمّر مقدراتها وهجّر سكانها، متسببا بمقتل أكثر من نصف مليون شخص.
وعمّت مشاهد الفرح والبهجة باحة المسجد الأموي ومحيطه، إلى حيث تدفق السوريون منذ ساعات الصباح، وحمل بعضهم علم الاستقلال السوري الذي رفعته المعارضة السورية منذ بدء تحركاتها المناوئة للسلطة عام 2011. ووضعه آخرون على رؤوسهم وأكتافهم.
ورفع شبان شارات النصر أمام عدسات عشرات وسائل الإعلام العربية والدولية. وردّد المشاركون وبينهم نساء ورجال وأطفال، شعارات عدة داعية الى وحدة السوريين ومناوئة للأسد.
وفي محيط الجامع، تجمّع عشرات باعة الأعلام الجديدة التي لم يكن أحد يجرؤ على حملها في دمشق أو مناطق أخرى تحت حكم الأسد. وعلى جدرانه الخارجية، عُلّقت عشرات الصور لمفقودين ومعتقلين في سجون الأسد مع أرقام هواتف، لمن يعلم عنهم شيئا، مع اعلان السلطات الجديدة إخراجها آلاف المعتقلين من السجون السيئة السمعة في أنحاء البلاد.
واستبق قائد هيئة تحرير الشام أبو محمّد الجولاني، الذي يقود فصيله السلطة الجديدة في دمشق وبات يستخدم اسمه الحقيقي أحمد الشرع، صلاة الجمعة بدعوة السوريين في مقطع فيديو على تطبيق تلغرام "للنزول الى الميادين" احتفالا بـ"انتصار الثورة"، قبل المضي في "بناء البلد".
وفور انتهاء صلاة الجمعة، تدفق الآلاف من الجامع الأموي ومساجد أخرى في دمشق باتجاه الساحات الرئيسية، لا سيما ساحة الأمويين الشهيرة، وغصّت شوارع المدينة بمئات السيارات التي رفعت أعلام "الثورة".
وتكرر المشهد ذاته في مدن أخرى في سوريا، أبرزها ساحة الساعة في حمص وساحة العاصي في حماة في وسط البلاد.
في إطار هجوم خاطف استمر 11 يوما، تمكن تحالف من الفصائل المسلحة، بقيادة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة)، الأحد 8 كانون الاول 2024، من إطاحة حكم الأسد الذي فرّ وعائلته إلى روسيا.
اللحظات الأخيرة قبل فرار بشار الأسد من سوريا
"قيصر" المصور الذي وثق جثث التعذيب في سوريا يكشف عن هويته بعد سقوط الأسد
تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الصورة المتناقلة تظهر "تجمعاً للسوريين في ساحة الامويين بدمشق للاحتفال بإلغاء قانون قيصر". في الحقيقة، الصورة قديمة، اذ تعود الى 13 كانون الاول 2024. وتظهر أشخاصًا يحتفلون بإطاحة الرئيس السوري بشار الأسد بالقرب من نصب السيف الدمشقي في ساحة الأمويين وسط دمشق.