هل حذر ترامب من أسامة بن لادن في كتاب نشره قبل عام على هجمات 11 أيلول؟ FactCheck

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه تنبأ بالتهديد الذي شكّله زعيم "القاعدة" أسامة بن لادن على الولايات المتحدة، في كتاب نشره قبل عام على الهجمات الارهابية على الولايات المتحدة في 11 أيلول 2001.
كلام خلّف استغراباً وأثار جدلاً، لا سيما في وسائل التواصل الاجتماعي. ولكن هل تصريحات ترامب تلك صحيحة؟
هذه الرواية وردت على لسان ترامب أمام حشد من البحارة في قاعدة نورفولك البحرية بولاية فرجينيا، الاحد 5 تشرين الاول 2025، خلال إلقائه كلمة في احتفال بالذكرى الـ250 لتأسيس البحرية الأميركية.
ومما قال: "لن ينسى التاريخ أن قوات النخبة البحرية (SEALS) هي التي اقتحمت مجمع أسامة بن لادن، وأطلقت عليه رصاصة في رأسه. تذكروا ذلك".
وأضاف: "تذكروا أنني كتبتُ عن أسامة بن لادن قبل عام واحد بالضبط، قبل عام واحد من تفجيره مركز التجارة العالمي. وقلتُ: عليكم أن تراقبوا أسامة بن لادن. ولن تسمح لي الأخبار الكاذبة بالإفلات من العقاب على هذا التصريح، إلا إذا كان صحيحا".
وتابع: "في الكتاب، كتبتُ- مهما كان العنوان، لا أستطيع الجزم - ولكن يمكنني أن أخبركم أن هناك صفحةً مخصصةً لحقيقة أنني رأيتُ شخصًا يُدعى أسامة بن لادن، ولم يُعجبني ذلك. وقلت عليكم معالجة الامر، لكنهم لم يفعلوا. وبعد عام، فجّر بن لادن مركز التجارة العالمي. لذا، علينا أن ننال بعض الفضل، لأن أحدًا لن يُعطيني إياه".
والكتاب الذي قصده ترامب هو The America We Deserve (أميركا التي نستحقها)، الصادر عام 2000. الا انه لم يتضمن "سوى ذكرٍ عابر لبن لادن، ولم يُخبر أحدا بضرورة "مراقبة" بن لادن أو "معالجته"، وفقاً لما توصلت اليه شبكة "سي أن أن" الاميركية، بعد الاطلاع على مضمون الكتاب.
وإليكم الإشارة الوحيدة في الكتاب إلى بن لادن، في قسم ينتقد السياسة الخارجية الأميركية:
“Instead of one looming crisis hanging over us, we face a bewildering series of smaller crises, flash points, standoffs, and hot spots. We’re not playing the chess game to end all chess games anymore. We’re playing tournament chess – one master against many rivals. One day we’re all assured that Iraq is under control, the UN inspectors have done their work, everything’s fine, not to worry. The next day the bombing begins. One day we’re told that a shadowy figure with no fixed address named Osama bin-Laden is public enemy number one, and U.S. jetfighters lay waste to his camp in Afghanistan. He escapes back under some rock, and a few news cycles later it’s on to a new enemy and new crisis.”
وترجمة النص الى العربية: بدلاً من أزمة واحدة تلوح في الأفق، نواجه سلسلة مربكة من الأزمات الأصغر، ونقاط الاشتعال، والمواجهات، والبؤر الساخنة، لم نعد نلعب لعبة الشطرنج لإنهاء جميع ألعاب الشطرنج. نحن نلعب لعبة شطرنج البطولة- أستاذ واحد ضد منافسين كثر، في يوم من الأيام، نطمئن جميعًا إلى أن العراق تحت السيطرة، وأن مفتشي الأمم المتحدة قاموا بعملهم، وأن كل شيء على ما يرام، فلا داعي للقلق. وفي اليوم التالي، يبدأ القصف. وفي يوم من الأيام، يُقال لنا إن شخصية غامضة بلا عنوان ثابت تُدعى أسامة بن لادن هو العدو الأول للشعب، والطائرات النفاثة الأميركية تُدمر معسكره في أفغانستان، يهرب عائدًا إلى مكان ما، وبعد بضع نشرات إخبارية، ننتقل إلى عدو جديد وأزمة جديدة.
ومن الواضح أن هذه ليست نصيحة لأحد بشأن بن لادن، وفقاً للاستنتاج.
وفي فصل منفصل من الكتاب، توقّع ترامب تعرّض الولايات المتحدة لهجمات إرهابية كبرى، على ما أورد موقع شبكة "سي أن أن".
وكتب ترامب: "أنا مقتنع تمامًا بأننا في خطر من هجمات إرهابية من هذا النوع ستجعل تفجير مركز التجارة العالمي عام 1993 يبدو كأطفال يلعبون بالمفرقعات النارية. ولا ينكر أي محلل عاقل هذا الاحتمال. وكثيرون منهم، مثلي، لا يتساءلون عما إذا كان سيحدث، بل متى سيحدث".
ولكن ترامب لم يتوقع أن يكون بن لادن (أو أي شخص آخر تحديدًا) مسؤولًا عن هذه الهجمات المستقبلية. وأقر بأن الاعتقاد السائد بين المحللين هو وقوع هجمات كبرى، وليس مجرد فكرة خاصة به.
وسبق أن شكل تصريح ترامب بشأن تحذيره من أسامة بن لادن موضع تدقيق مواقع اخبارية اميركية.