حقيقة مشاهد الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوري وقسد... النهار تدقق FactCheck

المتداول: "مشاهد للاشتباكات العنيفة التي اندلعت أخيراً"، وفقاً للمزاعم، "بين الجيش السوري وقوات سوريا الديموقراطية (قسد)" في شرق محافظة حلب بشمال سوريا. 

الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.

الحقيقة: هذه المشاهد قديمة، اذ تعود آثارها الى 15 ايار 2021. وتظهر معارك عشائرية في العراق، وفقاً لما تم تداولها. FactCheck#  

"النّهار" دقّقت من أجلكم 

النيران المتطايرة في الارجاء أضاءت السماء ليلا. في هذه المشاهد الليلية، لا يُسمع سوى اطلاق نار كثيف. وقد انتشر الفيديو خلال الساعات الماضية في حسابات كتبت معه (من دون تدخل): "فيديو للاشتباكات العنيفة المندلعة بين الجيش العربي السوري وقسد". 

فيديو
للأشتباكات العنيفه المندلعة بين الجيش العربي السوري وميليشيات قسد pic.twitter.com/4oCx7yByKv

— شبكة أخبار سوريا (@SyrNetworkNews) October 5, 2025

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (اكس)

اشتباكات بين "قسد" والجيش السوري في دير حافر شرق حلب

جاء انتشار الفيديو في وقت اندلعت اشتباكات بين القوات السورية وقوات سوريا الديموقراطية (قسد)، على محور مدينة دير حافر شرق محافظة حلب بشمال سوريا، مساء الأحد 6 تشرين الأول 2025، على ما ذكرت تقارير اعلامية.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن “قسد” استهدفت بقذائف المدفعية قريتي حميمة والكيطة في محيط المدينة، الامر الذي دفع قوات النظام إلى الرد على مصادر النيران.

في المقابل، اتهمت “قسد” القوات الحكومية بارتكاب “انتهاكات جديدة” في المنطقة. وقالت في بيان إن طائرة مسيرة تابعة للنظام استهدفت صباح الأحد سيارة عسكرية تابعة لها، ما أدى إلى إصابة ثلاثة من مقاتليها.

وأضافت أن دورية للأمن الداخلي تعرّضت مساء اليوم ذاته لهجوم مماثل، أسفر عن إصابة أربعة آخرين، وأن الأحياء السكنية في دير حافر تعرّضت لقصف مدفعي "عشوائي"، في محاولة لبث الذعر بين السكان وخلق الفوضى في شمال سوريا وشرقها.

ونفت وزارة الدفاع السورية ما روجته "قسد" بشأن استهداف الجيش للأحياء السكنية في مدينة دير حافر. وأكدت أن "هذه الادعاءات المضلِّلة تهدف إلى التغطية على جرائمها بحق المدنيين في مناطق شمال سوريا وشرقها، ومحاولاتها المستمرة لزعزعة الأمن والاستقرار".

حقيقة الفيديو

الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بهذه التطورات. 

والدليل العثور عليه منشوراً، بنسخة أطول (44 ثانية)، في هذا الحساب في يوتيوب، في 15 ايار 2021، بعنوان: "شاهد قوة العركة بين عشيرتي بيت شاوي والجعباوي". 

لقطة من الفيديو المنشور في يوتيوب، في 15 ايار 2021

كذلك، نشرته حسابات أخرى في يوتيوب، في الايام اللاحقة، بالعنوان ذاته: عركة بين عشائر. وذكرت أنّ المكان هو البصرة بجنوب العراق.

ولم يمكن التأكد من ذلك من مصادر موثوق بها. 

وتناولت تقارير إخبارية عدة تعود الى عام 2021 النزاعات العشائرية المسلّحة في البصرة وتداعياتها. "خلال عام 2020، سجّلت المحافظات العراقية الجنوبية الثلاث، البصرة، وميسان، والناصرية، 321 نزاعا عشائريا مسلحا، منها 140 نزاعا في البصرة اسفرت عن 14 قتيلا و50 جريحا، بحسب النائب ميزر حمادي سلطان، رئيس لجنة المصالحة والعشائر في البرلمان العراقي.

وأفاد بأن "القوات الأمنية نفذت 1400 مذكرة اعتقال بحق مفتعلي النزاعات منذ 2019 وحتى الربع الأول من عام 2021. وتفاقمت الظاهرة، إذ نشب 15 نزاعا مسلحا في الربع الأول من عام 2021، راح ضحيتها 11 شخصاً". 

ووفقا لتقرير لموقع"العربي الجديد"، "سجلت الأقضية التابعة للبصرة، مثل الهارثة والقرنة والمدينة، ما نسبته 85% من النزاعات العشائرية، بسبب قربها من الحقول النفطية التي تشكل سببا أساسيا للصراع بين العشائر من أجل الحصول على وظائف في الشركات العاملة بها، أو تعويضات إن اكتشف النفط في أراض تابعة لإحداها. كذلك، سُجلت نزاعات أخرى في مناطق غرب البصرة، كالحيانية ووسطها كالتميمية والجمهورية والموفقية والعالية، وفقاً للعميد أمجد قاسم، مدير شرطة المدينة، والذي يؤكد توثيق نزوح 13 عائلة في تلك المناطق، تاركين بساتينهم وبيوتهم بسبب النزاعات المسلحة، التي يصفها النائب سلطان بـ"الظاهرة المستفحلة" نتيجة السلاح المنفلت وضعف الأجهزة الأمنية". 

و"يلعب تدهور الوضع المعيشي دورا أساسيا في تصاعد النزاعات في البصرة التي وصلت نسبة الفقر فيها إلى 40%، وفقا لما وثقه مكتب مفوضية حقوق الإنسان في المدينة، والذي قال في بيان صدر في  26 حزيران 2020، إن "الأوضاع الاقتصادية السيئة فاقمت نسبة الفقر في المحافظة، وثروات المحافظة لا تجلب على سكانها سوى المزيد من الآثار القاتلة من الأمراض والبطالة ونقص في الحرث والنسل".

أياً يكن، فإن نشر الفيديو في ذاك التاريخ القديم، ايار 2021، يعني أن لا علاقة له بالتطورات في سوريا. 

تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الفيديو المتناقل يعود "للاشتباكات العنيفة التي اندلعت أخيراً بين الجيش السوري وقوات سوريا الديموقراطية (قسد)، في شرق محافظة حلب بشمال سوريا. في الحقيقة، هذه المشاهد قديمة، اذ تعود آثارها الى 15 ايار 2021. وتظهر معارك عشائرية في العراق، وفقاً لما تم تداولها.