فضل شاكر وأحمد الأسير معاً... واليد على الكتف؟ النهار تتحقّق FactCheck

المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "الشيخ السني المتشدد أحمد الأسير والمغني اللبناني فضل شاكر معاً في مشاهد عكست وداً كبيراً بينهما".
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: هذه المشاهد زائفة، مولّدة بالذكاء الاصطناعي. وقد استُخدمت في عملية التزييف صورة أصلية تظهر الاسير وشاكر معاً على هامش زيارتهما منطقة كفردبيان بقضاء كسروان في لبنان، في 24 كانون الثاني 2013. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
15 ثانية فقط. الشيخ الأسير وضع يده اليسرى على كتف شاكر، بما عكس وداً بينهما، بينما أضاءت القسمات ابتسامات عريضة. كذلك بدا خلفهما رجلان آخران مبتسمين. وقد انتشر الفيديو خلال الساعات الماضية في حسابات، وعلّق عليه مستخدمون مع اعتقاد ان مشاهده حقيقية.
@bualiha100 كيفك ع فراقو #لبنان #foryo #explorer #نواف_سلام #فضل ♬ original sound - أبو علي
حقيقة الفيديو
الا ان هذا الاعتقاد خاطئ، لأن هذه المشاهد زائفة.
والدليل العثور على الصورة الاصلية منشورة منذ كانون الثاني 2013، وفقاً لما أرشفه المحرك Tineye، ولكن المواقع ناشرتها لم تعد موجودة. ومع ذلك، لا تزال متوفرة في وسائل التواصل الاجماعي، ومواقع اخبارية، في عامي 2014 و2015.
وكما ترون في الصورة الاصلية، لم يكن الاسير يضع يده اليسرى على كتف شاكر، كما في المشاهد الزائفة المتناقلة. كذلك، لم تكن ابتسامة الرجلين عريضة بقدر ما كانت عليه فيها.
وستلاحظون أيضا انه تمت فبركة رجل بنظارة سوداء خلف شاكر والاسير، لم يكن موجودا في الصورة الاصلية. و"زُرِعت" أيضاً في شكل زائف ابتسامة كبيرة على وجه رجل آخر خلفهما.
واليكم مقارنة بين الصورة الاصلية (ادناه الى اليمين)، ولقطة من الفيديو الزائف (الى اليسار). واشرنا بالأحمر الى التلاعب الذي حصل.
وما يجب معرفته هو ان مصدر الفيديو الزائف هو حساب bualiha100/ أبو علي في تيك توك، والذي نشره الاحد 5 تشرين الاول 2025.
وهذا الحساب ينشر مقاطع منشأة بالذكاء الاصطناعي، ويكتب في التعريف: "فرع الذكاء الاصطناعي". وحسابه الاساسي هو boualihamie في تيك توك، والذي يتضمّن بدوره فيديوات منشأة بالذكاء الاصطناعي. وسبق ان دقّقت "النهار" في عدد منها بعد انتشارها بمزاعم خاطئة.
ولكن ما الذي نعرفه عن الصورة الاصلية؟
يوصلنا البحث، بواسطة محرك Yandex، الى خيوط تبرز أمامنا صوراً للشيخ الاسير وشاكر نشرتها وكالة "رويترز" في 24 كانون الثاني 2013، على هامش زيارتهما منطقة كفردبيان في قضاء كسروان بلبنان، ويظهران فيها بالثياب الشتوية ذاتها.
وتأكيداً لذلك، أجرينا لكم مقارنة بين الصورة الاصلية (أدناه الى اليمين)، وصورتين لـ"رويترز" (الى اليسار). واشرنا بالاحمر الى القواسم فيها.
وكتبت وكالة "رويترز" مع الصورة الأولى: "الزعيم السلفي السني أحمد الأسير (في الوسط) يسير مع أنصاره في منطقة فاريا للتزلج في جبل لبنان، في 24 كانون الثاني 2013". ومع الأخرى: "المغني اللبناني فضل شاكر يشارك في معركة كرات الثلج مع الزعيم السلفي السني أحمد الأسير وأنصاره في منطقة التزلج في فاريا بجبل لبنان، في 24 كانون الثاني 2013".
في ذلك اليوم، أقدم عدد من اهالي بلدة كفردبيان على اقفال الطريق المؤدي الى مراكز التزلج، لبضع ساعات، احتجاجاً على زيارة امام مسجد بلال بن رباح الشيخ احمد الاسير ومناصريه للمنطقة.
وأفاد موقع Naharnet بأن "الاهالي عمدوا، صباح الخميس (24 ك2 2013)، إلى قطع الطريق، مستقدمين جرافة لاقفال الطريق. الا ان الجيش عمل على فتحه لبعض الوقت. لكنّ الاهالي أعادوا اقفاله، واقفين في منتصف الطريق، مانعين موكب الأسير من المرور. ثم أعيد فتح الطريق قرابة الثالثة بعد الظهر، ليكمل الأسير طريقه ويؤدي الصلاة في ساحة التزلج".
وأمكن العثور على تقرير عرضته "المؤسسة اللبنانية للارسال انترناشونال" (LBC) عن الواقعة يومذاك، بعنوان: "الاسير يغادر كفردبيان وسط تدابير أمنية مشددة". وضمّنته تصريحات مصوّرة لكل من الاسير وشاكر، اللذين ظهرا بالثياب الشتوية ذاتها كما في الصورة الاصلية.
المغني فضل شاكر يسلّم نفسه للجيش اللبناني
وجاء انتشار هذا الفيديو الزائف في وقت سلّم فضل شاكر نفسه الى الجيش اللبناني، السبت 4 تشرين الاول 2025، تمهيدا لاقفال ملفه، بحسب ما أفاد مصدر قضائي وكالة "فرانس برس"، بعدما أمضى أكثر من عقد متواريا داخل مخيم للاجئين الفلسطينيين، صدرت خلاله أحكام بالسجن على خلفية قضايا مرتبطة بالإرهاب.
وقال المصدر: "الفنان فضل شاكر سلّم نفسه الى للجيش اللبناني عند مدخل مخيم عين الحلوة" قرب مدينة صيدا في جنوب لبنان، وذلك "كمقدمة لإنهاء ملفه القضائي".
وشاكر المولود في صيدا عام 1969 لوالد لبناني وأم فلسطينية، هو من أبرز المطربين في العالم العربي، وعرف بأعماله الرومانسية ودفء صوته، الى أن اعتزل الغناء في 2012 بعد تقرّبه من الشيخ المتشدد أحمد الأسير.
وفي حزيران 2013، اندلعت اشتباكات بين أنصار الأسير والجيش في بلدة عبرا قرب صيدا، إثر هجوم على حاجز عسكري. وأدت المعارك إلى مقتل 18 عسكريا و11 مسلحا، وانتهت بسيطرة الجيش على مجمع كان يتخذه الأسير ومناصروه، ومنهم فضل شاكر، مقرا لهم.
وتوارى شاكر، واسمه الحقيقي فضل شمندور، في مخيم عين الحلوة الأكبر للاجئين في لبنان. وتتولى الفصائل الفلسطينية أمن المخيمات التي لا تدخلها القوات المسلحة اللبنانية.
وأصدر القضاء العسكري حكمين غيابيين في حق شاكر عام 2020، قضى الأول بسجنه 15 عاما مع الأشغال الشاقة وتجريده من حقوقه المدنية بعد إدانته بجرم "التدخل في أعمال الإرهاب الجنائية التي اقترفها إرهابيون مع علمه بالأمر عن طريق تقديم خدمات لوجستية لهم"، والثاني بسجنه سبع سنوات مع الأشغال الشاقة وغرامة مالية بتهمة تمويل جماعة الأسير والإنفاق على أفرادها وتأمين ثمن أسلحة وذخائر.
أما الأسير الذي أوقفته السلطات عام 2015 خلال محاولته الفرار عبر مطار بيروت، فصدر حكم بإعدامه في 2017.
تقييمنا النهائي: اذاً، الفيديو المتناقل للأسير وفضل شاكر زائف. وقد استُخدمت في عملية التزييف صورة أصلية تظهرهما معاً على هامش زيارتهما منطقة كفردبيان بقضاء كسروان في لبنان، في 24 حزيران 2013.