تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خبراً يزعم أنَّ زعيم "ائتلاف دولة القانون" نوري المالكي صرّح بأنَّ "محافظ البصرة أسعد العيداني أعطى رئيس مجلس القضاء الأعلى العراقي القاضي فائق زيدان مبلغ مليون دولار أميركي من أجل تزوير تقرير وفاة الطبيبة بان زياد"، التي وجدت جثّتها في منزلها قبل مدّة. إلّا أنَّ هذا الخبر خاطئ، والتصريح المنسوب إلى المالكي مختلق، ولا يستند إلى أي مصدر. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم

في الادّعاء المتداول، لقطة شاشة لما يبدو أنَّه فيديو منشور على منصّة يوتيوب، تضمّن صورتين لنوري المالكي والطبيبة بان زياد. وكُتِب معها (من دون تدخّل): "نوري المالكي: محافظ البصرة اعطى  فائق زيدان مليون دولار أميركي الىمن أجل تزوير تقرير الدكتورة بان".

الخبر الخاطئ المتناقل (فايسبوك)

وقد تحقّقت "النّهار" من الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:

1- بالبحث في صفحات نوري المالكي على منصات فايسبوك وإنستغرام وتيليغرام وإكس، وصفحة "ائتلاف دولة القانون" الرسمية، اتّضح أنَّه ليس هناك تصريح مماثل له، أو أي تصريح آخر بخصوص قضية الطبيبة بان زياد.

ولم يتطرق المالكي إلى هذا الموضوع خلال لقائه الأخير على قناة "الرابعة" مع الإعلامي غزوان جاسم، ولم يتّهم العيداني بدفع رشوة للقاضي زيدان.

كذلك، لم يُنشَر تصريح مشابه في أي وسيلة إعلامية، مثل قناة "آفاق" المملوكة من المالكي، ووكالة الأنباء العراقية (واع) الرسمية، والوكالات المحلية الأخرى.

2- بالبحث في يوتيوب عن الفيديو الذي تضمّنته لقطة الشاشة المتداولة، وجدنا مصدره، قناة hasanabofalah4985@، التي نشرته في 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري. وحاز لديها أكثر من 726,129 مشاهدة. واتَّضح أنَّ الفيديو لا يحتوي على تصريح محكي أو موثّق للمالكي، بل هو عبارة عن صورتَين جامدتين للمالكي وبان زياد، أرفق بهما الخبر الزائف. 

لقطة شاشة للفيديو المنشور في قناة hasanabofalah4985 (يوتيوب)

ووفقا لما تبيّن، فإن قناة "حسن ابو فلاح Hasan Abo Falah" تبث محتوى غير موثوق به. ففي 29 سبتمبر/أيلول الماضي، نسبت زوراً إلى السياسي عزّت الشابندر تصريحاً مشابهاً، لم يدلِ به ولا يوجد مصدر يثبت صحّته.

لقطة شاشة لمحتوى غير موثوق به بثّته القناة (يوتيوب)

ويأتي تداول هذا الخبر الخاطئ على خلفية جدل واسع في العراق أثارته خلال الشهرين الماضيين قضية الطبيبة بان زياد بسبب ملابسات وفاتها. وطالبت العديد من المؤسسات الحقوقية والنشطاء والجهات السياسية والفنية بإجراء تحقيق مفصّل في قضيتها، قبل أن ينهي مجلس القضاء الأعلى الجدل ويكشف نتائج التحقيقات التي توصّلت إلى أنّ بان زياد "انتحرت بسبب ضغوط نفسية وعاطفية".

ويتم ربط الادّعاء الخاطئ بالمالكي ومحافظ البصرة أسعد العيداني في ظل فوضى رقمية يشهدها العراق قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في 11 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وقد انطلق التنافس الدعائي بين المرشحين بعد إعلان مفوضية الانتخابات قوائم المرشّحين، الذين تمّت المصادقة عليهم، بينما جدّد "ائتلاف دولة القانون"، أمس الأحد، التمسّك بترشيح زعيمه نوري المالكي لرئاسة الحكومة العراقية المقبلة.