بكاء مرشح عراقي خسر في الانتخابات؟ النهار تتحقق FactCheck

تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق فيديو بمزاعم أنَّه يظهر "بكاء مرشّح خاسر في الانتخابات بمحافظة بغداد". إلّا أنَّ هذا الادّعاء خاطئ، والفيديو يعود لسياسي باكستاني بكى فرحاً في لندن، بعد تبرئته من تهمة الإرهاب. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
في الادّعاء المتداول، فيديو يظهر شخصاً يرتدي بدلة وربطة عنق، ويجلس باكياً على كرسي متحرّك، بينما يحيط به أشخاص كُثُر يبكون معه. أرفقته حسابات بتعليق (من دون تدخّل): "خطية مرشح صرف 500 مليون في بغداد وخسر بالانتخابات".
وقد تحقّقت "النّهار" من الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:
1- بالبحث العكسي عن الفيديو، تبيّن أنَّه نشر في سبتمبر/أيلول 2022، ويعود إلى السياسي الباكستاني ألطاف حسين، الذي بكى فرحاً بعدما تمّت تبرئته، في محكمة بريطانية بلندن في فبراير/شباط 2022، من التهم الموجهة إليه بـ"تشجيع الإرهاب".
وهذا يعني أنَّ المقطع ليس لمرشح عراقي خسر في الانتخابات، التي لم تبدأ بعد، ومن المقرر إجراؤها في 11 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وعلى الرغم من صدور قرار تبرئة حسين في فبراير/شباط 2022، وتداول وسائل إعلام حينها مقاطع مصوّرة توثّق لحظة الإفراج عنه، فإنَّ النسخة الأصلية من الفيديو الذي أعيد تداوله مؤخراً نشرت لاحقاً في سبتمبر/أيلول من العام ذاته. وقد تبيّن من خلال التحقق البصري ومقارنة اللقطات أنَّ الفيديو يوثّق بالفعل لحظة الإفراج ذاتها، إذ تطابقت معالم الموقع وملابس حسين والمنديل الأزرق الذي كان بحوزته مع مشاهد منشورة سابقًا من قبل ناشطين وصحافيين.
لقطات توضح التطابق في معالم الفيديوهات
وتمّت تبرئة زعيم حركة "المهاجرين القومية" ألطاف حسين من تهم "التحريض على العنف وتشجيع الإرهاب" في مدينة كراتشي الباكستانية، بعدما أصدر المحلفون قراراً بالأغلبية (10 مقابل 2) ببراءته.
From MQM leader @AltafHussain_90 to everyone after his massive victory at Kingston Crown Court. MQM Pakistan should watch this 😀 pic.twitter.com/QEGXZcWV5m
— Murtaza Ali Shah (@MurtazaViews) February 15, 2022
وخلال اليوم الثالث من مداولات محكمة التاج في كينغستون أبون تيمز، وجّهت المحكمة هيئة المحلفين إلى التوصّل إلى قرار بالأغلبية بعد فشل أعضائها في إصدار حكم بالإجماع. وبعد تسع ساعات من المداولات، قرر المحلفون تبرئة حسين من تهمتين موجهتين إليه.
وكانت السلطات البريطانية وجهت إلى حسين تهمة "تشجيع الإرهاب" بسبب خطاب ناري ألقاه من المملكة المتحدة إلى أنصاره في باكستان بتاريخ 22 أغسطس/آب 2016. وتم توقيفه حينها، ثم أطلق بكفالة قبل توجيه التهم إليه رسمياً عام 2019، أي بعد ثلاث سنوات من فتح شرطة سكوتلانديارد تحقيقًا في الخطابات التي ألقاها.
وانقسمت لائحة الاتهام إلى تهمتين منفصلتين، كلتاهما تتعلقان بجريمة “تشجيع الإرهاب”، وفقًا للمادة (1/2) من قانون الإرهاب البريطاني لعام 2006 (TACT). وقد أنكر حسين جميع التهم الموجهة إليه.
ويأتي تداول هذا الفيديو بالمزاعم الخاطئة في وقت يقترب موعد الانتخابات البرلمانية العراقية المقررة في 11 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، والتي تشهد تزايداً ملحوظاً في نشر صور وفيديوهات وأخبار مضلّلة تُربط زيفاً بالمرشحين أو بمجريات الانتخابات قبل بدئها، خصوصاً بعد إعلان قوائم المرشّحين الذين تمّت المصادقة عليهم.
وغالباً ما تهدف هذه المنشورات إلى إثارة السخرية أو التقليل من شأن بعض المرشحين أو العملية الانتخابية نفسها، مستغلةً مقاطع قديمة أو خارج سياقها الجغرافي والسياسي.
ويندرج هذا المقطع ضمن موجة من المحتوى المضلّل المتداول في العراق خلال موسم الانتخابات، إذ تتم إعادة استخدام مشاهد من دول أخرى وإرفاقها بتعليقات أو نصوص باللهجة العراقية لتبدو واقعية ومحلية، بهدف جذب التفاعل أو توجيه الرأي العام.