المقابر تحولت ساحات للتظاهر في المغرب؟ النهار تتحقق FactCheck

نشرت حسابات على موقع التدوينات القصيرة إكس فيديو بمزاعم أنه يظهر "تظاهرات انطلقت في مقابر بالمغرب"، ضمن موجة الاحتجاجات الحالية. الا أن هذا الزعم مضلل تماما. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
يُظهر الفيديو مجموعة من الشباب وهم يهتفون داخل مقابر. وكتبت معه حسابات (من دون تدخل): "المقابر تحولت إلى ساحات للتظاهر في المغرب، هربا من قمع الأجهزة الأمنية المغربية".
المقابر تحولت إلى ساحات للتظاهر في #المغرب هروبا من قمع الأجهزة الأمنية المغربية ا#جيل_زد pic.twitter.com/Oocx7FP9AC
— أحمد حفصي || HAFSI AHMED (@ahafsidz) September 28, 2025
حقيقة الفيديو
ولكن البحث العكسي قاد إلى أن هذا المقطع قديم، إذ يعود إلى 4 أيلول/ سبتمبر 2025.
وقد نشرته صفحة Badi Azdeen على فايسبوك، مع توضيح أن "الأشخاص الذين كانوا في المقبرة جاؤوا من أجل دفن والد ناصر الزفزافي، وهم بشر مثلنا، ونتمنى أن يتفهم الجميع ذلك...".
وحدّد Badi Azdeen انه يعيش في مدينة الحسيمة في المغرب.
بحثاً عن اسم أحمد الزفزافي الذي ذكرته الصفحة، نصل الى خبر نشره موقع هيسبريس المغربي في 3 أيلول/سبتمبر 2025، عن وفاته بعد سنوات من المعاناة مع مرض عضال، وهو والد المعتقل وقائد "احتجاجات الريف" ناصر الزفزافي.
كذلك، نشر الموقع، في 4 ايلول 2025، مشاهد لتشييعه في الحسيمة.
ووفقا لما أورد موقع "الناس" المغربي، "شهدت مدينة الحسيمة، عصر الخميس 4 ايلول، خروج عشرات المواطنين في تظاهرة سلمية تزامنت مع تشييع والد ناصر الزفزافي، أحمد الزفزافي، الذي وافته المنية مساء الأربعاء 3 منه بعد صراع طويل مع مرض السرطان".
و"انطلقت المسيرة من أمام منزل الزفزافي نحو المسجد العتيق، حيث تقام الجنازة على جثمان الراحل. ورفع المشاركون شعارات تطالب بالإفراج عن ناصر الزفزافي وبقية معتقلي حراك الريف. وردّد المحتجون هتافات بالدارجة والريفية بينها: الشعب يريد سراح الزفزافي، بالروح بالدم نفديك يا ناصر، عيزي أحمد خلى وصية لا تنازل على القضية، وعيزي أحمد ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح، معبرين عن دعمهم المستمر لقضية المعتقلين".
وذكرت تقارير ان "ناصر الزفزافي المعتقل على خلفية احتجاجات الريف، ألقى من فوق منزل والده المتوفى، أحمد الزفزافي كلمة أمام من حضروا لتقديم التعازي وتشييع والده".
"جيل زد" يواصل الاحتجاجات
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الداخلية المغربية أن 263 فرداً من قوّات الأمن و23 مدنيّاً أصيبوا خلال الاحتجاجات التي اندلعت في العديد من المدن مساء الثلثاء.
وذكر الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية رشيد الخلفي في بيان أن المحتجين استخدموا السكاكين وألقوا زجاجات حارقة وحجارة، واعتقلت الشرطة 409 أشخاص. وأكّد أن "مصالح الوزارة ستواصل أداء واجبها الدستوري في حماية الأمن والنظام العامين، وصون الحقوق والحرّيات الفردية والجماعية".
وأفاد بأن "أغلبية التوقيفات التي حصلت خلال التظاهرات الأخيرة كانت من أجل التثبّت من الهوية، في حين أن الوضع رهن الحراسة النظرية شمل من تثّبت في حقّهم وجود عناصر مؤسسة لفعل جرمي (عرقلة السير والجولان في الطريق العام، إضرام النار، رشق القوات العمومية بالأحجار، المس بالممتلكات العامة والخاصة)".
واشار الى ان "جميع عمليات التدخّل تمت في الشفافية التي يفرضها القانون، حيث جرت في ظروف أتيحت خلالها للمنابر الصحافية والإعلامية إمكانية مواكبة أطوارها ونقل مجرياتها بكامل الحرية من دون أي شكل من أشكال التضييق أو التوجيه أو التدخّل، بما يعكس احترام الحق في الإعلام وضمان الاطلاع على سير التدابير الأمنية بكل شفافية".
الخلاصة: الفيديو المتداول لا علاقة له بالتظاهرات الاخيرة في المغرب. وقد نشر في 4 ايلول 2025، وصُوِّر على هامش تشييع أحمد الزفزافي في الحسيمة بالمغرب في ذلك اليوم، وفقا لما تم تداوله.