القيادي العراقي أبو عزرائيل سينفذ عمليات في تل أبيب بأمر من خامنئي؟ النهار تتحقق FactCheck

تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي منشوراً منسوباً إلى القيادي العراقي في كتائب الإمام علي، أيوب فالح حسن المعروف بـ"أبو عزرائيل" قال إنَّه "سينفذ عمليات في تل أبيب بعد تلقيه ضوءاً أخضر من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي". إلّا أنَّ هذا المنشور زائف، ونفى أبو عزرائيل صحّته. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
في الادّعاء المتداول، قالب خاص بمنشورات على إكس تضمّن صورة للقيادي "أبو عزرائيل" ومعرّف حسابه على المنصة. وجاء فيه (من دون تدخّل): "وحق زينب يا نتنياهو، سيكون الرد في عقر دارك. وحق الحسين لن نرحمك. وابي الاحرار الامام الحسين، سنحول تل ابيب الى تراب. آية الله العظمى السيد علي خامنئي أوصل لنا رسالة منذ قليل بإعطانا الضوء الاخضر لتنفيد العمليات المباركة. الخبر هو ما ترون لا ما تسمعون".
وانتشر المنشور في حسابات كتبت معه (من دون تدخّل): "ابو عزرائيل يتعهد تنفيذ عمليات في قلب تل أبيب وتحويلها تراباً بعد حصوله على الضوء الأخضر من المرشد الإيراني".
وقد تحقّقت "النّهار" من الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:
1- فور انتشار الادعاء، راجعنا حسابات أبو عزرائيل على مواقع التواصل الاجتماعي. وتبيّن أنَّه لم ينشر المنشور المنسوب إليه. كذلك، لم تنشر أي وسيلة إعلامية رسمية أو المؤسسات الإعلامية التابعة للفصائل المسلّحة منشوراً مشابهاً.
2- بالتدقيق في المنشور المتداول، لاحظنا علامات عدّة فيه تشير إلى أنَّه مفبرك، كالخط المستخدم في الكتابة، والذي يختلف عن الخط الذي يستعمله أبو عزرائيل عادة، بالإضافة إلى غياب اي تاريخ له، بعكس منشورات أبو عزرائيل الأصلية، فضلاً عن الجودة المنخفضة فيه.
كذلك أمكن ملاحظة خط أفقي صغير باللون الأحمر يتوسط المنشور، وهو ما دفعنا إلى البحث عن مصدر الصورة. واتّضح أنَّ الناشر الأول هو حساب ينشط على إكس باسم عبدالله خالد. والخط الأحمر الذي أشرنا إليه هو ما تبقى من الحقوق، الذي وضعها خالد على الصورة، وعمد ناشرون آخرون إلى إزالته.
3- اتّضح أيضاً في المنشور الزائف لخالد أنَّه مؤرّخ. إلّا أنَّ الخط المستخدم في كتابة التاريخ عليه مختلف عن الذي يستخدمه أبو عزرائيل. وهذا المنشور لم يتم تداول لقطات شاشة أو فيديوهات له توثّق نشر أبو عزرائيل له، لا بل هو الصورة الوحيدة، الأمر الذي يشير إلى أنَّها مفبركة وتم توزيعها.
4- بالبحث في حسابات أبو عزرائيل، تبيّن أنَّه شارك في المنشور الزائف للتحذير منه. وقال: "التغريدة التي تم تداولها باسمي ليست لي إطلاقاً، وهي مزورة. وقد تمّ ترويجها على أساس أنني كتبتها ثم حذفتها، وهذا غير صحيح. أؤكد أنني لم أنشرها من الأساس. وأي تصريح رسمي يصدر عني يكون عبر هذا الحساب فقط، وما عدا ذلك مجرد تزوير رخيص ودليل ضعف وجبن من مروّجيه... انتهى".
ويأتي تداول هذا المنشور الزائف بعدما صدرت تهديدات عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكلمة التي ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أخيراً. وقال: "نظام بشار الأسد في سوريا قضينا عليه، والميليشيات في العراق ردعناها، وقادتها إذا اعتدوا على إسرائيل فسنقضي عليهم أيضاً".
ولاقى كلامه رفضاً عراقياً ترجمه وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين بالقول إنَّ "التصريحات مرفوضة وغير مقبولة. والهجوم على أي عراقي هجوم على العراق".
وفي سياق مستجدات ملف غزة، أصدرت الخارجية العراقية، اليوم الأربعاء، بياناً عبّرت فيه عن ترحيبها بالمبادرة التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي تهدف إلى إنهاء الحرب في غزة.
وأشادت بما تضمّنه الإعلان من مقترحات تتعلق بوقف الحرب، وإعادة إعمار القطاع، ومنع تهجير الشعب الفلسطيني، فضلاً عن تأكيد عدم السماح بضم الضفة الغربية. وأعربت عن أملها أن "تُسهم هذه المقترحات في إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وبما يضمن إيصال المساعدات الإنسانية الكافية إلى الفلسطينيين في القطاع من دون قيود، ومنع أي محاولات لتهجيرهم".