فيديو للمناورات البحرية المصرية- التركية في شرق المتوسط؟ النهار تتحقق FactCheck

نشرت حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي فيديو بمزاعم أنه "للمناورات البحرية المصرية- التركية التي نُظمت في منطقة شرق البحر الابيض المتوسط" أخيراً. الا ان هذا الزعم غير صحيح تماما. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
يظهر الفيديو قطعا بحرية وطائرات، وكتبت حسابات معه (من دون تدخل): "للمرة الأولى منذ 13 عاماً، تجري البحريتان التركية والمصرية مناورات مشتركة في شرق المتوسط. أليست لافتة هذه التوقيتات؟... تماماً بينما أسطول الصمود يشق طريقه نحو غزة".
للمرة الأولى منذ 13 عاماً، البحرية التركية والمصرية تجريان مناورات مشتركة في شرق المتوسط.
— الرادع التركي 🇹🇷 (@RD_turk) September 26, 2025
أليست لافتة هذه التوقيتات؟
تماماً بينما أسطول الصمود يشق طريقه نحو غزة... pic.twitter.com/0BNuSFMJDI
حقيقة الفيديو
ولكن بعد تفكيك المقطع إلى صور، قاد البحث العكسي إلى أنه قديم، اذ نشره حساب وزارة الدفاع التركية في اكس بتاريخ 19 تموز/ يوليو 2024، مع تعليق: "في الذكرى الخمسين لعملية "السلام السعيد"، نستذكر برحمة وامتنان واحترام الشهداء الأبطال وقدامى المحاربين من جيشنا البطل، الذين أنهوا معاناة أشقائنا الأتراك في قبرص من الاضطهاد. وننتظر جميع أشقائنا القبارصة في الاستعراض العسكري الذي يقام غدًا بمشاركة 50 سفينة".
Bu kadar yürekten çağırma beni,
— T.C. Millî Savunma Bakanlığı (@tcsavunma) July 19, 2024
Bir gece ansızın gelebilirim… 🇹🇷
Mutlu Barış Harekâtı’nın 50’nci yılında, Kıbrıs’taki Türk soydaşlarımızın yaşadığı zulme son veren kahraman ordumuzun kahraman şehit ve gazilerini rahmet, minnet ve saygıyla anıyoruz.
Yarın 50 gemiyle… pic.twitter.com/8Uj3bmamEi
حينها احتفلت تركيا بعيد السلام والحرية في جمهورية شمال قبرص التركية في الذكرى الخمسين للعملية العسكرية التركية في قبرص في 20 تموز/يوليو 1974. وبحسب الموقع الرسمي لوزارة الثقافة التركية حينها في نسخته العربية، قالت أنقرة: "نستذكر شهدائنا الذين فقدوا أرواحهم في النضال من أجل الاستقلال، ونحيي ذكرى قدامى المحاربين بكل احترام".
مناورات بحر الصداقة
وأجرت القوات التركية والمصرية مناورات جوية وبحرية مشتركة في شرق البحر الأبيض المتوسط بين 22 أيلول الجاري و26 منه، وذلك للمرة الأولى منذ 13 عاماً، استئنافاً لخطوات التعاون العسكري المتنامي بين البلدين، ما يمثّل مؤشراً مهماً إلى إصلاح العلاقات بعد سنوات من الخصومة.
وشاركت تركيا في المناورات التي تحمل اسم "بحر الصداقة"، بقطع بحرية وجوية تشمل الفرقاطتين "أوروج ريس" و"غيديظ"، وزوارق الدورية السريعة "إمبات" و"بورا"، والغواصة "غور"، إضافة إلى مقاتلتين من طراز "أف-16"، وفقا لما أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع التركية زكي أكتورك، بينما تشارك وحدات من البحرية المصرية أيضاً في التدريبات.
وبشكلها المباشر، تهدف مناورات "بحر الصداقة" إلى تعزيز التنسيق العملياتي وإظهار التزام مشترك للاستقرار الإقليمي، برمزية توقيتها المتزامن مع الذكرى الثانية لتبادل السفراء بين البلدين عام 2023.
وفي الصورة الأوسع، تشير المناورات إلى سعي الجانب المصري لتنويع شراكاته بعيداً من حلفائه التقليديين، بينما تحاول تركيا تقليص عزلتها في العالم العربي، في محاولة لإعادة صوغ تحالفات الشرق الأوسط بعد تراجع الدور الأميركي، بينما تتابع اليونان وقبرص هذه المناورات بحذر، خشية تغيّر موازين القوى في شرق المتوسط.
وشكّل قرار مصر الانضمام إلى برنامج المقاتلة الشبحية التركية "كآن" تحوّلاً في تحالفات الشرق الأوسط، وفُسّر كونه رغبة مصرية– تركية مشتركة في موازنة الهيمنة الأميركية– الإسرائيلية على أطر الأمن الإقليمي.
ويمكن اعتبار استبعاد تركيا من برنامج "أف-35" بسبب شرائها منظومة "أس-400" الروسية، وتقييد حصول مصر على أسلحة أميركية متطورة، والقلق من اتساع نفوذ إسرائيل في غزة وسوريا ولبنان، إلى جانب التهديدات المتزايدة من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتقليص الاعتماد على المورّدين الأجانب مثل الولايات المتحدة وروسيا عبر تطوير قدرات دفاعية محلية، أبرز الدوافع وراء التعاون المتنامي بين البلدين.
الخلاصة: الفيديو المتداول لا علاقة له بالمناورات المصرية- التركية في منطقة الشرق الاوسط أخيراً. فهو قديم، اذ نشرته وزارة الدفاع التركية في 19 تموز/يوليو 2024، ترويجاً في الذكرى الخمسين لـ"عملية السلام" في شمال قبرص.