تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خبراً يزعم أنَّ "وزير الداخلية العراقية عبد الأمير الشمري أعلن سرقة 179 مليار دينار عراقي من واردات مديرية المرور". إلّا أنَّ هذا الخبر خاطئ، ونفت وزارة الداخلية العراقية صحّته. والقالب الاخباري المتناقل معدّل. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم

في الادّعاء المتداول، قالب إخباري لجريدة "الصباح" العراقية الرسمية تضمّن صورة لوزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري، مع تصريح جاء فيه (من دون تدخّل): "وزير الداخلية: تمت سرقة 179مليار من واردات المرور ولا نعلم من سرقها". وحصل المنشور في أحد الحسابات في الفايسبوك على أكثر من 9800 تفاعل.

الخبر الخاطئ المتناقل (فايسبوك)

وقد تحقّقت "النّهار" من الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:

1- لم يعلن وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري سرقة 179 مليار دينار عراقي من واردات مديرية المرور العامّة. ولم تتم الإشارة إلى تصريح مماثل في أي وسيلة إعلامية، مثل وكالة الأنباء العراقية (واع) الرسمية، والوكالات المحلية الأخرى، أو في صفحات وزارة الداخلية والمرور العامّة وهيئة النزاهة ووزارة المالية.

2- أصدرت وزارة الداخلية العراقية بياناً أمس الجمعة نفت فيه صحّة الخبر المتناقل. وأشارت إلى أنَّ معلومات تم تداولها بخصوص هذه الحادثة في عهد حكومة رئيس سلطة التحالف الموقتة بعد عام 2003. وقالت: "بعض الصفحات المغرضة تحاول إعادة نشرها وإيهام المواطنين بأنها حادثة حصلت في وقت قريب. لذا ندعو الى توخي الدقة في نقل المعلومات ومعرفة الأخبار من مصادرها الرسمية حصراً".

لقطة شاشة لبيان وزارة الداخلية (فايسبوك)

3- بالبحث العكسي عن القالب الإخباري المتناقل، تبيّن أنَّه معدّل. ونشرت "الصباح" القالب الإخباري الأصلي في 23 أغسطس/آب الماضي، وجاء فيه: "وزير الداخلية يعلن نجاح الخطة الخاصة بإحياء ذكرى وفاة النبي الأعظم (ص) في النجف الأشرف".

لقطة شاشة للخبر الأصلي (فايسبوك)

مستشار حكومي عراقي: نخطو بثبات نحو اقتصاد أكثر تنوعاً وصلابة 

وقد أكّد مستشار رئيس الوزراء صالح ماهود سلمان، أمس الجمعة، أنَّ الإصلاحات الاقتصادية التي تبنتها الحكومة العراقية وضعت العراق على مسار جديد للنمو والاستقرار.

ورأى أنَّ البلد يخطو بثبات نحو اقتصاد أكثر تنوعاً وصلابة يضع الإنسان في قلب التنمية. وقال إنَّ مشروع طريق التنمية وميناء الفاو عنوانان لمستقبل اقتصادي يربط العراق بالعالم.

وقال سلمان، في حديث إلى وكالة الأنباء العراقية (واع)، إنَّ "العراق يقف اليوم عند مفترق تاريخي، بعدما ارتفع احتياطيه الأجنبي والذهبي، وتوسعت مشاريعه الاستثمارية والبنى التحتية، في مسار يؤسس لاقتصاد أكثر تنوعاً وصلابة يضع الإنسان في قلب التنمية".

وأضاف: "منذ ثمانينيات القرن الماضي، دخل العراق دوامة الحروب والحصار، ما أخرج مصارفه من المنظومة المالية العالمية، وأضعف قدرته على جذب الاستثمارات، وأدّى إلى اعتماد شبه كلّي على عائدات النفط. وبعد عام 2003، ورغم الانفتاح الكبير على الأسواق الدولية، بقي جزء مهم من المصارف أشبه بواجهات شكلية لبيع العملة عبر نافذة البنك المركزي، ولم تتمكن من ممارسة العمل المصرفي الحديث، بينما بقيت الشركات العامة عبئاً ثقيلاً على الموازنة من دون مردود إنتاجي يوازي ما تستهلكه من موارد".

ويأتي تداول هذا الخبر الخاطئ، في وقت يتنامى السخط الشعبي على قضايا الفساد المالي والإداري، خصوصاً في مؤسسات خدمية مثل المرور، التي ترتبط بشكل مباشر بالمواطنين من خلال الرسوم والغرامات.

وانتشرت خلال الأيام الماضية العديد من الفيديوهات التي وثّقت تقاضي بعض عناصر المرور رشى من مواطنين مقابل عدم فرض غرامات عليهم.

وأعاد الخبر الخاطئ استحضار قضية قديمة تعود إلى مرحلة ما بعد 2003، عندما تم الحديث عن اختفاء أموال طائلة في عهد سلطة الائتلاف الموقتة. إلا أنَّ الصفحات أعادت تدويرها وربطها باسم وزير الداخلية الحالي عبد الأمير الشمري، الأمر الذي أوحى بأنَّها حادثة جديدة.