ترامب وفضيحة السباغيتي في مأدبة ملك بريطانيا؟ النهار تتحقق FactCheck
المتناقل: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "الرئيس الاميركي دونالد ترامب متناولاً السباغيتي بنهم أمام ملك بريطانيا تشارلز الثالث" أخيراً.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الصورة معدّلة، زائفة. والمشاهد الاصلية للمأدبة التي أقامها ملك بريطانيا على شرف ترامب، الاربعاء 17 ايلول 2025، تخلو من لقطة مماثلة للرئيس الاميركي. ولم تكن السباغيتي في قائمة المأكولات التي قُدّمت خلال المأدبة الملكية. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
الصورة خلّفت ضجة كبيرة في وسائل التواصل الاجتماعي، وحصدت ملايين عدة من المشاهدات. وما سترونه هو ترامب منهمكا في تناول السباغيتي، بينما كان ملك بريطانيا ممسكا بورقة. وقد تكثّف التشارك في الصورة عبر حسابات كتبت معها تعليقات ساخرة، مثل "ممم، معكرونة السباغيتي"، و"يمثل الرئيس ترامب أفضل ما في أميركا، ويمكننا جميعًا أن نشاهده على الهواء مباشرة وهو يضفي لمسة راقية على عشاء الدولة في المملكة المتحدة".

حقيقة الصورة
ولكن حذار تصديق هذه الصورة، لأنها زائفة.
في الواقع، تضع هذه اللقطة ترامب في المأدبة الرسمية التي أقامها على شرفه الملك تشارلز الثالث في قاعة سانت جورج داخل قلعة وندسور بوندسور، الاربعاء 17 ايلول 2025، في مناسبة زيارته الرسمية للمملكة المتحدة.
وتبيّن مراجعة التسجيل المصوّر الاصلي الكامل لهذا العشاء خلوه من اي مشهد يظهر فيه ترامب متناولا السباغيتي. شاهدوا بأنفسكم، ويمكنكم التوجه الى التوقيت 17.31، حين يبدأ الملك تشارلز القاء كلمته. وسترون ان ترامب كان مصغيا لخطاب الملك (ينتهي في التوقيت 26.27 في الفيديو أدناه)، ولم يتناول خلاله اي طعام.
وكان لافتا أيضا ان الصحون على الطاولة كانت خالية من أي طعام (التوقيت 23.08، و24.25).


والعثور على المشاهد الاصلية يعني، اذاً، ان الصورة المتناقلة زائفة. وقد استُخدمت في عملية التزييف لقطة من هذه المشاهد، وتم تعديلها ليبدو فيها ترامب متناولاً السباغيتي خلال إلقاء الملك تشارلز الثالث كلمته.
نقطة أخرى. لم تتضمّن قائمة المأدبة الرسمية في قصر وندسور طبق السباغيتي. وشملت القائمة المكتوبة باللغة الفرنسية، وفقاً لما ذكر موقع "بي بي سي":
- بانا كوتا جرجير هامبشاير مع بسكويت بارميزان وسلطة بيض السمان.
- بالوتين دجاج نورفولك العضوي ملفوف بشرائح الكوسا مع صلصة مُنكّهة بالزعتر وعشبة "السافوري".
- قُبّة آيس كريم فانيلا بحشوة سوربيه توت العليق من كِنت مع برقوق "فيكتوريا" مسلوق بلطف.
وفي تلك المأدبة، جلس 160 ضيفاً أمام 1,452 قطعة من أدوات المائدة. وبلغ طول المائدة 47 متراً، والمكان الرئيسي في منتصفها: الملك تشارلز والرئيس ترامب في مركز الطاولة. وباعتباره ضيف الشرف، جلس ترامب بين الملك وكاثرين أميرة ويلز. وفي مواجهتهما، جلست السيدة الاميركية الأولى، وإلى جانبيها الملكة كاميلا وأمير ويلز.
ورحّب الملك تشارلز الثالث، في كلمته، بـ"الالتزام الشخصي" لترامب تجاه إنهاء النزاعات في العالم. وقال خلال المأدبة الرسمية في قصر وندسور إن "بلدينا يعملان معا لدعم الجهود الديبلوماسية الحاسمة، خصوصا سيدي الرئيس التزامكم الشخصي تجاه إيجاد حلول لبعض النزاعات الأكثر تعقيدا في العالم، لضمان السلام".
من جهته، وصف ترامب ثاني زيارة دولة يقوم بها للمملكة المتحدة بأنّها "أحد أسمى التكريمات في حياتي". وقال في كلمته خلال المأدبة إنّ هذا الحدث غير المسبوق هو "حقا أحد أسمى التكريمات في حياتي"، معتبرا أنّ المملكة المتحدة والولايات المتحدة هما "نغمتان في وتر واحد... كلّ منهما جميلة بحدّ ذاتها، لكنّهما في الحقيقة مصمّمتان لأن تُعزفا سويا".
استقبال ملكي لترامب في مستهل زيارته لبريطانيا
وكان ترامب وصل، برفقة زوجته ميلانيا، إلى قصر وندسور الأربعاء، حيث استقبله أفراد العائلة الملكية. وقد استقبلهما عند نزولهما من المروجية ولي العهد الأمير وليام وزوجته كاثرين، ثم الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا، تحت سماء غائمة، على ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وقد زُيِّن الشارع الرئيسي في ويندسور بالأعلام البريطانية والأميركية بهذه المناسبة، وانتشرت أعداد كبيرة من عناصر الأمن في المدينة الواقعة على بُعد حوالي 40 كيلومترا غرب لندن. فالزيارة تجري في كل محطاتها من دون أي تفاعل مع الجمهور.
وسط إجراءات أمنية مشددة، بدأت زيارة الدولة التي تستمر يومين بعرض مهيب للحرس الملكي وباحتفال عسكريٍ غير مسبوق شارك فيه 1300 فرد من القوات المسلحة البريطانية ونحو 120 خيال.
وبعد التحية الملكية التي أُطلقت من القصر وبرج لندن، شارك الأزواج الثلاثة في موكب بالعربات، ولكن داخل القلعة التي بنيت قبل ألف عام، وليس في شوارع المدينة كما كان الحال خلال زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تموز.
وانتقل الرئيس الأميركي، الخميس، إلى تشيكرز، مقر الإقامة الريفي لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، على بعد 70 كيلومترا من لندن، حيث تباحثا في قضايا سياسية واقتصادية.
ومساء، اختتم الرئيس الأميركي والسيدة الأولى ميلانيا ترامب زيارتهما، وغادرا الأراضي البريطانية، حيث أمضيا أقل من 48 ساعة.
ترامب يعبّر عن خيبة أمل كبرى من بوتين في ختام زيارته لبريطانيا
تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب تناول السباغيتي أمام ملك بريطانيا خلال المأدبة الرسمية في قصر وندسور. في الواقع، هذه الصورة زائفة، معدّلة. والمشاهد الاصلية للمأدبة التي أقامها ملك بريطانيا على شرف ترامب، الاربعاء 17 ايلول 2025، تخلو من لقطة مماثلة للرئيس الاميركي. ولم تكن السباغيتي في قائمة المأكولات التي قُدّمت خلال المأدبة الملكية.
نبض