السيستاني يدعو إلى مقاطعة الانتخابات في العراق تضامناً مع الصدر؟ النهار تتحقق FactCheck

النهار تتحقق 19-09-2025 | 14:35

السيستاني يدعو إلى مقاطعة الانتخابات في العراق تضامناً مع الصدر؟ النهار تتحقق FactCheck

علي السيستاني... ودعوة منسوبة اليه بشأن "مقاطعة" الانتخابية البرلمانية المقبلة في العراق. خبر تقصّت "النّهار" صحّته.
السيستاني يدعو إلى مقاطعة الانتخابات في العراق تضامناً مع الصدر؟ النهار تتحقق FactCheck
الخبر الخاطئ المتناقل (فايسبوك).
Smaller Bigger

تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خبراً يدّعي أنَّ المرجع الديني علي السيستاني دعا في بيان إلى مقاطعة الانتخابات النيابية المقبلة في العراق، تضامناً مع زعيم "التيار الوطني الشيعي" مقتدى الصدر. إلّا أنَّ هذا الادّعاء خاطئ، ولم يوجه السيستاني دعوة مماثلة، والقالب الإخباري المتناقل مفبرك. FactCheck#

 

 

"النّهار" دقّقت من أجلكم

 

 

في الادّعاء المتداول، قالب إخباري لقناة "الفرات" الفضائية تضمّن صورة للسيستاني، مع خبر جاء فيه (من دون تدخّل): "السيستاني يصدر بيانا لمقاطعة الانتخابات تضامنا مع الصدر". وحصل المنشور في أحد الحسابات في الفايسبوك على أكثر من 20 ألف تفاعلاً.


الخبر الخاطئ المتناقل (فايسبوك)
الخبر الخاطئ المتناقل (فايسبوك)

 

 

 

وقد تحقّقت "النّهار" من الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:

 


1- القالب الإخباري المتناقل لقناة "الفرات" الفضائية مفبرك، ويختلف الخط المستخدم فيه عن الخط الأصلي الذي تستخدمه عادة القناة. ويبيّن البحث أن القناة لم تنشر هذا الخبر في أي من صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، لا بل نشرت بياناً نبّهت فيه إلى أنَّ هذا الخبر مفبرك ولم تنشره.

 

بيان قناة الفرات (فايسبوك)
بيان قناة الفرات (فايسبوك)


 

2- بمراجعة المواقع الرسمية، تبيّن أنَّ مكتب المرجع السيستاني لم ينشر بياناً مماثلاً بشأن مقاطعة الانتخابات، وكذلك الأمر بالنسبة إلى العتبتين الحسينية والعلوية. ولم تنقل أي وسيلة إعلامية محلية خبراً شبيهاً. 

 

 

آخر بيان 

والبيان الأخير الذي أصدره مكتب المرجع كان في 3 أغسطس/آب الماضي. وجاء فيه: "لوحظ أنَّ بعض الجهات السياسية والخدمية تقوم بوضع صور السيد على لافتاتها وملصقاتها التي ترفعها في الأماكن العامة، ولا سيما في طريق المشاة لزيارة الامام الحسين. وإذ نؤكّد مجدداً رفض هذا التصرف، نرجو من الجميع الاجتناب عن مثله ونطالب الجهات المعنية باتخاذ الإجراء المناسب بهذا الصدد".

 

بيان مكتب السيستاني
بيان مكتب السيستاني

 

وقبيل إجراء الانتخابات النيابية في العراق عام 2018، أصدر مكتب المرجع بياناً صريحاً بشأن الانتخابات قال فيه: "المجرّب لا يجرّب، أي يجب عدم انتخاب من فشل في التجربة.

 

وجاء فيه: "من الواضح أنَّ المسار الانتخابي لا يؤدي إلى نتائج مرضية إلا مع توفر شروط عدة، منها أن يكون القانون الانتخابي عادلاً يرعى حرمة اصوات الناخبين ولا يسمح بالالتفاف عليها. وأن تتنافس القوائم الانتخابية على برامج اقتصادية وتعليمية وخدمية قابلة للتنفيذ بعيداً عن الشخصنة والشحن القومي او الطائفي والمزايدات الاعلامية. وأن يُمنع التدخل الخارجي في أمر الانتخابات، سواء بالدعم المالي أو غيره، وتُشدّد العقوبة على ذلك. ووعي الناخبين لقيمة اصواتهم ودورها المهم في رسم مستقبل البلد، فلا يمنحونها أناساً غير مؤهلين إزاء ثمن بخس ولا اتّباعاً للأهواء والعواطف أو رعايةً للمصالح الشخصية أو النزعات القَبلية أو نحوها".

 

وأضاف: "من المؤكد أنَّ الإخفاقات التي رافقت التجارب الانتخابية الماضية، من سوء استغلال السلطة من كثيرٍ ممن انتخبوا أو تسنّموا المناصب العليا في الحكومة، ومساهمتهم في نشر الفساد وتضييع المال العام في شكل غير مسبوق، وتمييز أنفسهم برواتب ومخصصات كبيرة، وفشلهم في أداء واجباتهم في خدمة الشعب وتوفير الحياة الكريمة لأبنائه، لم تكن إلا نتيجة طبيعية لعدم تطبيق العديد من الشروط اللازمة، ولو بدرجات متفاوتة، عند إجراء تلك الانتخابات. وهو ما يلاحظ، بشكل أو بآخر، في الانتخابات الحالية أيضاً. ولكن يبقى الأمل قائماً بإمكانية تصحيح مسار الحكم وإصلاح مؤسسات الدولة من خلال تضافر جهود الغيارى من أبناء هذا البلد واستخدام سائر الأساليب القانونية المتاحة لذلك".

 

وأكّد أنَّ المرجعية "تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين ومن كل القوائم الانتخابية، بمعنى أنها لا تساند أيّ شخص أو جهة أو قائمة على الاطلاق. فالأمر كله متروك لقناعة الناخبين وما تستقر عليه آراؤهم بعد الفحص والتمحيص، ومن الضروري عدم السماح لأي شخص او جهة باستغلال عنوان المرجعية الدينية أو أيّ عنوان آخر يحظى بمكانة خاصة في نفوس العراقيين للحصول على مكاسب انتخابية. فالعبرة كل العبرة بالكفاءة والنزاهة، والالتزام بالقيم والمبادئ، والابتعاد عن الاجندات الاجنبية، واحترام سلطة القانون، والاستعداد للتضحية في سبيل انقاذ الوطن وخدمة المواطنين، والقدرة على تنفيذ برنامج واقعي لحلّ الأزمات والمشاكل المتفاقمة منذ سنوات طوال".

 

وأشار إلى أنَّ الطريق إلى التأكد من ذلك هو "الاطلاع على المسيرة العملية للمرشحين ورؤساء قوائمهم، لا سيما من كان منهم في مواقع المسؤولية في الدورات السابقة، لتفادي الوقوع في شِباك المخادعين من الفاشلين والفاسدين، من المجرَّبين أو غيرهم". 

 

الصدر المُقاطع 
ويأتي تداول هذا الخبر الخاطئ، في سياق التجاذبات السياسية والاجتماعية، مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في العراق. ويسعى بعض الناشطين والصفحات إلى الزج بأسماء المرجعية الدينية لإضفاء شرعية على مواقف سياسية أو حزبية، خصوصاً مع استمرار زعيم "التيار الوطني الشيعي" مقتدى الصدر في موقفه الرافض للمشاركة في الانتخابات. 

 

وهذه ليست المرة الأولى التي تُستغل فيها المرجعية في صراعات انتخابية، وغالباً ما تُفبرك صور أو بيانات منسوبة إلى السيستاني للتأثير في اتجاهات الناخبين، وهو ما حذّر منه مكتبه مراراً.

 

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/8/2025 3:44:00 AM
أقدم شقيق النائب الأردني السابق قصي الدميسي على إطلاق النار من سلاح رشاش تجاه شقيقه عبد الكريم داخل مكتبه، ما أدى إلى وفاته على الفور.
اقتصاد وأعمال 10/8/2025 7:17:00 PM
ما هو الذهب الصافي الصلب الصيني، ولماذا هو منافس قوي للذهب التقليدي، وكيف سيغير مستقبل صناعة المجوهرات عالمياً، وأهم مزاياه، وبماذا ينصح الخبراء المشترين؟
اسرائيليات 10/9/2025 3:20:00 PM
جلس في أحد المقاهي البيروتية واحتسى فنجان قهوة بين الزوار المحليين.