البابا لاوون الرابع عشر يقر بتقصيره في الصلاة والتبشير في فيديو خصصه لتشارلي كيرك؟ النهار تتحقق FactCheck

المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، البابا لاوون الرابع عشر مشيداً بالمؤثر المحافظ الاميركي تشارلي كيرك "الجرئ في ايمانه"، معترفاً بـ"تقصيره في التبشير والصلاة".
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: هذا الفيديو زائف، ركّب كلاماً على لسان البابا لاوون الرابع عشر لم يقله اطلاقا. وقد استُخدمت في عملية التركيب مشاهد أصلية قديمة للبابا لها سياق مختلف. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
1.42 دقيقة، يطل فيها البابا لاوون الرابع عشر قائلاً (ترجمة من الانكليزية): "تشارلي كيرك في الجنة. هو الآن في الفردوس، حيث لا ألم ولا معاناة ولا دموع، فقط سلام وفرح في حضرة الله إلى الأبد. هو هناك في السماء مع الله الآن. إنه يُنشد مع الملائكة. لقد سمع أعظم الكلمات التي قد يسمعها المرء. أحسنت يا خادمي الصالح الأمين. خاض تشارلي معركة شريفة، وأنهى السباق. أعلم أنه من المؤسف لنا هنا أن نرى الناس يموتون في هذا الشكل، لكنه في مكان أفضل بكثير. كان عمره 31 عاما، لكنه قدّم للملكوت في 31 عامًا أكثر مما يقدمه معظم الناس في حياتهم كلها. لقد كان هذا بمثابة جرس إنذار بالنسبة الي بأن هذه الحياة موقتة. إنها سريعة. يقول الكتاب المقدس إنها كالبخار. إنها هنا اليوم وتنتهي غدًا. لم يستيقظ تشارلي أمس ظانًا أن ذلك سيكون يومه الأخير. كمؤمنين، أعتقد أن أفضل طريقة لنُكرّم حياة تشارلي هي أن نعيش لله، وأن نتمسك به حتى النهاية.
كان تشارلي جريئًا في إيمانه. كان جريئًا في إيمانه بالله. لم يُخفِ إيمانه. لم يُخفّف من وطأته ليُريح الناس. علينا أن نتوقف عن المماطلة. علينا أن نتوقف عن انتظار الوقت المثالي. اليوم، الوقت المثالي الآن، في هذه اللحظة، حان الوقت للتوقف عن التظاهر الكنسي... والفتور في إيماننا. حتى أنني أُعظ نفسي، أريد أن أكون أقرب إلى الله. أريد أن أفعل المزيد من أجله. أعلم أنني لم أكن أقرأ الكتاب المقدس وأُصلي بقدر ما أستطيع. أعلم أنني لم أكن أُبشر بالإنجيل علنًا كما ينبغي. نعيش في زمنٍ عصيب يا جماعة، وما يحتاج إليه الناس أكثر من أي وقت مضى هو الله. الله هو رجاؤنا الوحيد. هو جوابنا الوحيد. هو سبيلنا الوحيد. وبكلمات تشارلي نفسه، هزم الله الموت لكي تحيا".
وقد انتشر المقطع أخيراً في حسابات كتبت معه (من دون تدخل): "صلاة البابا لاوون من أجل تشارلي كيرك".
حقيقة الفيديو
ولكن حذار تصديق هذا المقطع، لانه مجرد تزييف.
هل لاحظتم بشرة البابا الشمعية اللمّاعة، وحركة شفتيه المصطنعة، والخاتم الذي كان يختفي في اصبعه، ثم يعاود الظهور فيها، ولكن في طرفها، ثم يختفي مجددا؟ مؤشرات الى تلاعب رقمي، الى الذكاء الاصطناعي.
والدليل على ذلك العثور على مشاهد أصلية قديمة بدا فيها البابا متكلما في المكان ذاته، ولكن متناولا مواضيع مختلفة. فمثلا، ستشاهدونه في فيديو يعود الى 15 تموز 2025، موجهاً رسالة إلى المشاركين في مبادرة "مباراة القلب".
وكان اللقاء وتوحيد القلوب، والاهتمام بالخير العام والعمل من أجل زمن يتوقف فيه سباق الكراهية من أهم الأفكار التي تضمنتها رسالة الفيديو التي وجهها يومذاك البابا إلى المشاركين في تلك المبادرة الخيرية التي تُنظَّم سنويا في إيطاليا، على ما ذكر موقع "فاتيكان نيوز".
كذلك، يُشاهد البابا وسط الديكور ذاته في فيديوين آخرين نشرتهما له شبكة صلاة البابا في العالم، في 29 تموز 2025، وفي 2 ايلول 2025. ويوجّه في الأول دعوة الى "الصلاة من أجل التعايش المتبادل في عالم تتصاعد فيه التوتّرات"، وفي الآخر الى "الصلاة من أجل علاقتنا بالخليقة كّلها".
وهذا يعني، إذاً، ان الفيديو المتناقل زائف، ركّب كلاماً على لسان البابا لم يقله، وذلك بواسطة برنامج ذكاء اصطناعي. واستُخدمت في عملية التركيب مشاهد اصلية لها سياق مختلف.
وجاءت نتيجة تحليل الصوت في الفيديو، بواسطة برنامج Hiya، انه تزييف على الارجح.
ولكن ما مصدر هذا الفيديو الزائف؟
حساب oracion051@ في تيك توك، والذي نشره في 13 ايلول 2025، مع تعليق: الله رجاؤنا الوحيد.
@oracion051 God is our only hope ❤️ #prayer #jesus #god #jesussaves #spiritualwarfare ♬ Sad song by piano and violin(886018) - NOVA
وتبيّن جولة في الحساب انه ينشر فيديوات مفبركة للبابا لاوون الرابع عشر، يتكرّر فيها ظهوره في المكان ذاته، وتتضمّن كلاماً زائفا مركّباً على لسانه.
البابا وتشارلي كيرك
يشار الى ان السفارة الاميركية في الفاتيكان أعلنت في بيان في 13 ايلول 2025 ان البابا لاوون الرابع عشر قال، خلال استقباله السفير الاميركي الجديد لدى الفاتيكان بريان بورش، إن "خلافاتنا السياسية لا يمكن حلها بالعنف اطلاقا، وأخبر السفير بيرش أنه يصلي من أجل أرملة السيد كيرك وأطفاله".
سفير ترامب للفاتيكان يهدي البابا لاوون كعكة عيد ميلاد بالشيكولاتة (فيديو)
وأعلن مدير مكتب التحقيقات الفدرالي كاش باتيل، أمس الاثنين، أن عينات الحمض النووي التي أُخذت من قطعتين عُثر عليهما قرب مكان اغتيال المؤثر المحافظ تشارلي كيرك المقرب من دونالد ترامب، عائدة للمشتبه فيه الموقوف لدى السلطات، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وبعد خمسة أيام من الحادث الذي هزّ الولايات المتحدة وكشف انقسامات سياسية عميقة في البلاد، لا تزال دوافع تايلر روبنسون (22 عاما) الموقوف منذ مساء الخميس 18 ايلول 2025، بعد مطاردة استمرت 33 ساعة، غير واضحة.
وكان تشارلي كيرك شخصية بارزة في الأوساط اليمينية الأميركية وينشر أفكاره القومية والمسيحية والمحافظة بين الشباب ويدافع عن الرئيس دونالد ترامب عبر شبكات التواصل الاجتماعي، التي كان يتابعه عبر ملايين الأشخاص، إضافة إلى مداخلاته في الجامعات.
ويشارك الرئيس الأميركي الأحد في مراسم تأبين لكيرك الذي قتل في سن الحادية والثلاثين، تُقام في ملعب في ورية بأريزونا.
وتتواصل التحقيقات في ولاية يوتا في غرب الولايات المتحدة، حيث اغتيل تشارلي كيرك الأربعاء 10 منه خلال مشكارته في ندوة في حرم جامعي.
تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان "البابا لاوون الرابع عشر مشيداً بالمؤثر المحافظ الاميركي تشارلي كيرك الجرئ في ايمانه"، معترفاً بـ"تقصيره في التبشير والصلاة". في الحقيقة، هذا الفيديو زائف، ركّب كلاماً على لسان البابا لم يقله اطلاقا. وقد استُخدمت في عملية التركيب مشاهد أصلية قديمة للبابا لها سياق مختلف.