تمثال للطبيبة العراقية بان زياد طارق بعد وفاتها المثيرة للجدل؟ النهار تتحقق FactCheck
تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة بمزاعم أنّها لـ"نصب تذكاري أقيم للطبيبة العراقية بان زياد طارق"، التي وجدت جثتها قبل أسابيع في منزلها، بعدما "انتحرت"، بحسب مجلس القضاء الاعلى العراقي. إلّا أنَّ هذا الادّعاء خاطئ، والصورة مولّدة بالذكاء الاصطناعي. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
في الادّعاء المتداول، صورة تظهر تمثال من الذهب أو البرونز مثبّتاً على قاعدة كُتب عليها اسم الطبيبة بان زياد طارق. وأرفقت بتعليق (من دون تدخّل): "تستأهل تمثال النزاهة والشرف، الشهيدة المغدورة بان زياد طارق، شهيدة الحق".

وقد تحقّقت "النّهار" من الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:
1- بالبحث في المصادر الإعلامية المحلية والمصادر الحكومية في محافظة البصرة، اتّضح أنَّه ليس هناك أي إعلان عن إنشاء نصب تذكاري للطبيبة بان زياد طارق، ولم تظهر أي صور أو فيديوهات تثبت ذلك. كذلك، لم تعلن أي جهة عزمها على إنشاء نصب لها، فضلاً عن أنَّ قضيتها انتهت بإعلان مجلس القضاء الأعلى أنَّها توفيت نتيجة "انتحار". ولم تُمنح مرتبة "الشهادة"، إذ أنَّ حوادث الانتحار لا تدخل ضمن قانون مؤسسة الشهداء.
2- بالتدقيق في الصورة المتداولة، يمكن ملاحظة تشوّه ملحوظ في طريقة كتابة الاسم، إذ تظهر (نقطة) غير مبررة فوق حرف الطاء (أدناه في الصورة)، الامر الذي دفعنا إلى فحص الصورة بواسطة أداة hivemoderation المختصة بكشف المحتوى الزائف، والذي بيّن أنَّها مولّدة بنسبة 99.9% بواسطة الذكاء الاصطناعي. وهو ما ينفي ادعاء إقامة تمثال للطبيبة بان في البصرة أو أي محافظة أخرى.


قضية بان زياد التي لم تغلق
بعد أسابيع على إعلان مجلس القضاء الأعلى العراقي نتائج التحقيق في وفاة الطبيبة النفسية بان زياد طارق، والتي جزمت بأنَّ سببها كان "الانتحار"، وبعدما أقامت عائلتها دعاوى قضائية ضد كل من "بث شائعات وأكاذيب"، عاد ملفها إلى الواجهة مجدداً مع إعلان مجلس محافظة البصرة تشكيل تحقيق واستضافة مدير دائرة صحة البصرة على خلفية شكاوى تتعلق بتسريب صور وفيديوهات للطبيبة وتشخيصات أولية عن وفاتها من داخل مستشفيات.
وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة البصرة عقيل الفريجي لوكالة محلية: "قدمنا طلباً رسمياً لاستضافة المدير العام للصحة من أجل الاستفهام ومساءلته بشأن ما تم تسريبه من معلومات وصور"، مؤكَّداً "الموافقة على إدراج الطلب في جدول أعمال الجلسة المقبلة، لمعرفة إجراءات الدائرة بخصوص الموظفين الذين قاموا بالتسريب، وهل تمّت معاقبتهم".
وأضاف الفريجي أنَّ "الاستضافات داخل المجلس تُعد خطوة إيجابية لتقويم العمل، ووسيلة للحد من الممارسات التي تؤثر في مسار التحقيقات الأمنية وتنعكس على القضايا الحساسة التي تشهدها المحافظة".
وأثارت قضية الطبيبة بان زياد جدلاً واسعاً قي العراق خلال الشهر الماضي، بسبب ملابسات وفاتها، التي أثارت شكوكاً حول سببها الحقيقي، وطالبت العديد من المؤسسات الحقوقية والنشطاء والجهات السياسية والفنية بإجراء تحقيق مفصّل في قضيتها، حتّى أن خمس لجان تحقيق من مختلف المفاصل الحكومية شاركت في البحث عن التفاصيل، قبل أن ينهي مجلس القضاء الأعلى الجدل ويكشف نتائج التحقيقات التي توصلت إلى أنّ بان زياد "انتحرت بسبب ضغوط نفسية وعاطفية".
نبض