صندوق غامض في طائرة بريطانية كانت متجهة إلى مصر؟ النهار تتحقق FactCheck

انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي خبر مرفق بفيديو، يزعم "العثور على صندوق غامض داخل طائرة بريطانية كانت متجهة إلى مصر". الا أنّ هذا الخبر غير صحيح. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
يظهر الفيديو أشخاصاً يرتدون زياً وقائيا، وهم يتعاونون على حمل شخص على سلم طائرة. وبدوا في لقطات
أخرى داخل الطائرة وسط الركاب. وقد انتشر أخيرا في حسابات كتبت معه (من دون تدخل): "هل كان فخاً منصوبا لمصر؟ نشرت الاندبندنت خبرا عن طائرة بريطانية متوجهة الى مدينة شرم الشيخ في مصر. وفجأة أصيب جميع الركاب وطاقم الطائرة بحالات اغماء وهم في الجو. وبعد هبوط الطائرة اضطراريا في ايطاليا، صعد اليها فريق طبي وأنزل صندوقا منها. ماذا كان يوجد فيه؟ وماذا أصاب الركاب؟...".
ولكن ما الحقيقة؟
الا أن هذه المزاعم غير صحيحة، وفقاً لما توصلت اليه "النهار"، بعد تتبع مصدر الخبر والفيديو والمرفق به.
فقد نشر الموقع الرسمي لجريدة "اندبندنت" البريطانية الخبر بتاريخ 30 آب/أغسطس الماضي، بعنوان: "لحظة صعود طاقم متخصص بالمواد الخطرة إلى طائرة الخطوط الجوية البريطانية بعد فوضى في منتصف رحلة". ونشرت الفيديو على قناتها في موقع يوتيوب بتاريخ 29 منه، مرفقاً بالعنوان ذاته.
وجاء في تفاصيل الخبر أن أماً صوّرت طاقمًا متخصصًا بالمواد الخطرة خلال صعوده الى طائرة تابعة للخطوط الجوية البريطانية، بعد "فوضى عارمة" فيها، وفقاً لوصفها.
وقالت ميلاني ويلز، البالغة 61 عامًا، إنها سافرت في رحلة بتكلفة 7500 جنيه إسترليني إلى مصر، برفقة ابنتها البالغة 19 عامًا. وروت أنها شعرت بصداع شديد، عزته في البداية إلى "ارتفاع درجة الحرارة" في الطائرة، وذلك بعد صعودها اليها في مطار غاتويك بلندن.
وزعمت السيدة ويلز أن الركاب وطاقم الطائرة أصيبوا بوعكة صحية خطيرة، اذ انهار افراد الطاقم في الممر بعد ساعتين من الإقلاع. واشارت الى أن الطائرة هبطت اضطرارياً في البندقية، حيث صعد اليها طاقم متخصص بالمواد الخطرة، ثم حُوِّل مسارها إلى لندن.
وقالت الخطوط الجوية البريطانية في بيان: "سلامة عملائنا وزملائنا أولويتنا القصوى دائمًا، وقد تم تحويل مسار طائرتنا كإجراء احترازي، بسبب عطل فني. لقد اعتذرنا لعملائنا عن تجربتهم، وقدمنا اليهم تعويضًا مناسبًا".
وأكدت الشركة عدم وجود أي دليل على وجود أي أبخرة في الطائرة، وتم فحص الطائرة وإعادتها إلى الخدمة في اليوم التالي، على ما ذكرت "الاندبندنت". ولا ذكر لاي "صندوق مشبوه"، كما زعمت المنشورات.
جدل العلاقات المصرية البريطانية
وكانت الحكومة المصرية قررت قبل أيام رفع الحواجز أمام مقر السفارة البريطانية في غاردن سيتي (وسط القاهرة)، لتيسير حركة مرور المواطنين.
وجاء ذلك بعدما أصدر حزب الجبهة الوطنية بيانا في 26 آب/ أغسطس الماضي طالب فيه بـ"إعادة النظر في المعاملة الممنوحة البعثات الديبلوماسية البريطانية في القاهرة، وفي مقدمها السفارة البريطانية في غاردن سيتي، والتي تحولت بفعل الحواجز الخرسانية والإجراءات الأمنية المبالغ فيها منطقة مغلقة تعيق حياة المواطنين وتفرض واقعا مشوها وسط العاصمة".
ودعا الحزب إلى "إزالة تلك الحواجز وإلزام السفارة البريطانية بما تلتزمه السفارات الأجنبية الأخرى العاملة في مصر، على قاعدة المساواة الكاملة والمعاملة بالمثل".
من جهتها، أعلنت الحكومة البريطانية، عبر سفارتها في القاهرة، في 31 آب/ أغسطس الماضي، إغلاق المبنى الرئيسي للسفارة بعد قرار الحكومة المصرية إزالة الحواجز الخرسانية الموضوعة أمامه، لتقييم الوضع بعد هذا القرار.
وقبل ساعات، أعلنت السفارة البريطانية في القاهرة إعادة فتح مبناها الرئيسي في منطقة غاردن سيتي، على أن يكون العمل فيها طبيعيا.
الخلاصة: ليس صحيحاً ان الفيديو المتناقل يظهر "انزال صندوق مشبوه من طائرة بريطانية كانت متوجهة الى مصر". وما يُشاهد فيه هو حضور فريق متخصص بالمواد الخطرة الى الطائرة، بعد اصابة ركابها وطاقهما بوعكة صحية. ولا ذكر لاي صندوق مشبوه فيها.