أفيخاي أدرعي يشكر الناشط أنس حبيب على تظاهراته أمام السفارات المصرية؟ النهار تتحقق FactCheck

تداولت حسابات على موقع التواصل الاجتماعي الأشهر في مصر فايسبوك فيديو بمزاعم أنه يصور أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، وهو "يشكر الناشط المصري المثير للجدل أنس حبيب على تظاهراته أمام السفارات المصرية". الا أنّ هذا الفيديو زائف، ركّب كلاماً على لسان أدرعي لم يقله اطلاقاً. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
يظهر الفيديو أفيخاي أدرعي ناظراً الى هاتفه، بينما أطل في اطار صغير اسفل الشاشة الناشط أنس حبيب متكلماً. ثم توجه أدرعي الى حبيب قائلا: "أنس حبيب ناشط مصري يتظاهر امام السفارات المصرية من أجل الانسانية وادخال المساعدات. تحياتنا للشاب أنس حبيب". وكتب مستخدمون مع الفيديو (من دون تدخل): افيخاى ادرعي متحدث جيش الكيان يشكر الإخواني انس حبيب اللي تظاهر أمام السفارة المصرية في هولندا واتهم مصر انها مانعة دخول المساعدات لغزة...".
حقيقة الفيديو
ولكن بعد تفكيك المقطع إلى صور، عبر أداة InVid، قاد البحث العكسي إلى أنه مفبرك تماما.
فالفيديو الاصلي نشره أفيخاي أدرعي على صفحته في الفايسبوك في 3 آب/أغسطس 2025، بعنوان: من نتائج طوفان حماس ووكستها: الناس في غزة يقولون كلمتهم ضد قيادة هذا التنظيم المجرم الفاسد الداعشي. استمعوا.
وفي الفيديو الاصلي، كان أدرعي يعلّق على كلام شخص "من أهالي غزة يتكلّم ضد قيادة حماس"، وفقاً لمنشور سابق له في 29 تموز 2025.
وهذا يعني، اذاً، انه تمّ في المقطع الزائف المتناقل استبدال فيديو "الرجل الغزواي" بمقطع أنس حبيب، وتركيب كلام على لسان اردعي لم يقله، وذلك بواسطة برنامج ذكاء اصطناعي.
صرخة أنس حبيب و"غزة جائعة"
وكان الناشط المصري وصانع المحتوى المقيم في هولندا أنس حبيب أغلق أبواب السفارة المصرية في هولندا، وشارك أيضا في إغلاق أبواب السفارة الأردنية هناك، احتجاجاً على ما سمّاه "تواطؤ النظامين في حصار أهل غزة وتجويعهم".
وأكد في تصريح لموقع "العربي الجديد" أنّه لا يستطيع أن يواصل حياته بأمان بينما يموت سكان غزة جوعاً تحت الحصار على مرأى ومسمع من العالم، قائلاً: "لا يمكنني أن أعيش حياتي على نحوٍ طبيعي وهناك من يتضوّر جوعاً في غزة. لا بدّ من أن أفعل شيئاً أقدّمه لله ولهؤلاء المستضعفين".
وشملت احتجاجات حبيب السفارتين المصريتين في لندن وبلجيكا... وبعده، بدأ شباب في مختلف أنحاء أوروبا تقليده، انطلاقا من تركيا، مروراً ببرلين ولندن، وصولاً إلى دول خارج القارة.
في غضون ذلك، ارتفعت حدة الغضب الشعبي في مصر ضد "جماعة الإخوان المسلمين"، إذ ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بمنشورات منددة بها وبتحركاتها الأخيرة.
وبدأ هذا الغضب مع شروع الجماعة ومنصاتها الإعلامية في الترويج لدعوات الى التظاهر أمام السفارات والبعثات الديبلوماسية المصرية في عدد من دول العالم، متبنية مزاعم تفيد بأن "مصر تغلق معبر رفح الحدودي"، وأنها "المتحكمة الوحيدة به"، وتشارك في "تجويع سكان قطاع غزة".
وبلغ الاستياء ذروته مع تظاهرات نظمتها شخصيات إسلامية محسوبة على الجماعة داخل إسرائيل، أمام السفارة المصرية في تل أبيب الخميس 31 تموز 2025، وهو ما اعتبره محللون وسياسيون خطوة تصب في مصلحة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأثار ذلك ردوداً سياسية وشعبية وحزبية وبرلمانية غاضبة ضد الجماعة التي أدرجتها محكمة مصرية في قوائم الإرهاب قبل سنوات.
الخلاصة: الفيديو المتداول لأدرعي مفبرك. وقد استُخدم في عملية التزييف فيديو أصلي نشره أدرعي في 3 آب/أغسطس 2025. وكان سياقه مختلفاً تماماً، ولا علاقة له بالناشط المصري أنس حبيب واحتجاجاته.