حقيقة ظهور الفاشينيستا أم فهد في تركيا بعد أكثر من عام على إعلان مقتلها... النهار تدقق FactCheck

تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو بمزاعم انه يظهر الفاشينيستا (أو البلوغر) أم فهد حيّة ترزق في تركيا، وذلك بعد إعلان مقتلها عام 2024. إلّا أنَّ هذا الادّعاء خاطئ، والفيديو قديم، ويعود لعملية تجميل أجرتها أم فهد عام 2023. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
في الادّعاء المتداول، فيديو مع موسيقي إخبارية مضافة، تظهر فيه الفاشينيستا أم فهد بملابس طبية، كأنها تستعد لإجراء عملية جراحية. وأرفقته حسابات بتعليق (من دون تدخّل): "عاجل- ضهور ام فهد في صالونات التجميل في تركيا بعدما أُعلنت وفاتها".
وقد تحقّقت "النّهار" من الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:
1- لدى البحث عن أي ظهور حديث لأم فهد على منصات التواصل الاجتماعي أو عن أخبار تتعلق بأنَّها على قيد الحياة في تركيا أو أي مكان آخر، لم نجد اي دليل على ذلك.
2- بالبحث العكسي عن الفيديو، توصّلنا إلى فيديو مشابه نشره حساب على منصّة تيك توك اسمه "المهرة أم فهد، وهو حساب معجب، في 20 مايو/أيار 2023. وتحدّثت فيه أم فهد عن إجرائها عملية لإزالة لحم زائد أسفل الذقن. وبالتدقيق في الفيديو، يمكن ملاحظة أنَّ الفيديو مأخوذ من منصّة سناب شات، من خلال شكل المعرّف المشار إليه في الفيديو.
@a_t3d ♬ الصوت الأصلي - المهرهً ام فهد👑🐆
3- بالبحث عن المعرّف في الفيديو، تبيّن أنَّه يعود إلى حساب مركز تجميل على سناب شات، يخص الدكتور مصطفى الخليفة، ومقره في بغداد. وبالرجوع إلى المحتوى القديم في الحساب، توصلنا إلى النسخة الأصلية من الفيديو الذي كنا نتقصاه، إلى جانب نسخ أخرى، بالصوت الأصلي. وتحدّثت فيه أم فهد عن استعدادها للدخول إلى عملية إزالة اللحم الزائد "اللغلوغ".
وعلى الرغم من أن منصة سناب شات لا تظهر تاريخ الفيديو، إلّا أنَّ معالمه والعملية الجراحية المشار عليها تتطابق مع الفيديو الذي نشره حساب المعجب عام 2023. ويمكن الاستنتاج أنَّ تاريخ الفيديو الأصلي يعود إلى تلك السنة، خصوصاً أنَّ عملية الوصول إليه في حساب مركز التجميل تطلّبت تخطياً للكثير من المحتوى المنشور.
أم فهد ضحية "موتورات" الموت
عام 2022، برزت غفران مهدي سوادي على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق باسم أم فهد، وقدّمت نفسها كسيدة أعمال. ونقل الكثير من المستخدمين والصفحات ما كانت تنشره، وجعلوه مادة للمناقشة والجدل. وغالباً ما كان الحديث يتناول جسدها وتفاصيله، ولم يخل من الإيحاءات الجنسية والطعن بشرفها.
وبعدما أصبحت أم فهد حديث مواقع التواصل، أوقفها القضاء العراقي ستة أشهر إثر دعوى رفعها عليها المستشار السابق لوزير الداخلية سعد معن بتهمة "المحتوى الهابط" و"الإخلال بالآداب العامة"، وكان يشغل يومذاك منصب رئيس لجنة "متابعة المحتوى المسيء" أو ما يعرف بمنصة "بلِّغ"، التي استهدفت صنّاع المحتوى والمؤثرين. وبعد انتهاء توقيفها، انتقدت أم فهد ما حصل معها. وقالت لصحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية إن قاضي التحقيق سألها: "لماذا ترقصين وتظهرين جزءاً من صدرك؟"، خلال حفلة عيد الميلاد التي أقامتها لابنها.
وفي 26 أبريل/نيسان 2024، قُتِلت أم فهد أمام باب منزلها بينما كانت في سيارتها، برصاصات "موتور الموت"، الذي أظهر احترافية في تنفيذ اغتيالها، وسرقة هاتفها المحمول، بحسب خبراء وشهود عيان.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل سُرِّبت عمداً مقاطع مصوّرة لجسد الضحية أثناء عملية الشريح، تُظهر أجزاء حساسة من جسدها ووشوماً عليه، الأمر الذي أثار تساؤلات عديدة عن القضية وخطورتها والهدف الكامن وراءها. ولا تزال الجهة المسؤولة عن قتل أم فهد "مجهولة"، ولم تُكشف نتائج التحقيق في مقتلها حتى اليوم.