المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "نيراناً مشتعلة في ميناء الحديدة غرب اليمن"، من جراء الغارات الاسرائيلية الاخيرة. 

الا ان هذا الزعم غير صحيح.

الحقيقة: هذا الفيديو قديم، اذ يعود الى 20 تموز 2024. وقد صوّر بعد الهجوم الإسرائيلي على ميناء الحديدة يومذاك. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم

تظهر المشاهد نارا مشتعلة تصاعد منها دخان كثيف، بينما يسمع في الخلفية صوت رجل يقول (بالعامية): "أوه، لا اله الا الله، ضربو المنشآت الآن. المينا تحترق. اربع صواريخ...". وقد انتشر المقطع أخيرا في حسابات كتبت معه (من دون تدخل): "ضرب مينا الحديدة". وحاز نحو 1.7 مليون مشاهدة انطلاقاً من حساب في تيك توك، وحصد مشاركات وتعليقات كبيرة. 

@abdalllahalshozbe ضرب مينا الحديده #ضرب #مينا #الحديده #في #اليمن ♬ الصوت الأصلي - هيبه يمانيه

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (تيك توك)

10 قتلى و92 جريحاً في غارات إسرائيلية على العاصمة اليمنية

جاء انتشار المقطع في وقت قُتل 10 أشخاص وأصيب 92 آخرون، في غارات إسرائيلية مكثفة استهدفت، الأحد 24 آب 2025، بنى تحتية للطاقة في العاصمة اليمنية صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون المدعومون من إيران، على ما أوردت وكالة "فرانس برس". 

وأظهرت صور للوكالة كرة نار كبيرة تضئ السماء فوق العاصمة، مخلّفة عمود دخان أسود كثيف.

وكانت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين أفادت بوقوع "عدوان صهيوني على العاصمة صنعاء"، في استمرار للمواجهة المستمرة منذ أشهر بين الحوثيين والدولة العبرية. وأوضحت أنّ الغارات استهدفت "محطة شركة النفط بشارع الستين في صنعاء" و"محطة كهرباء حزيز جنوب صنعاء"، فيما أفاد مصدر أمني حوثي بأنّ الهجوم استهدف "مبنى أمن أمانة العاصمة وسط صنعاء".


من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، استهداف مواقع "عسكرية" تابعة للحوثيين في صنعاء، بينها ما يقع قرب القصر الرئاسي ومحطات للطاقة ومنشأة لتخزين الوقود. وأفاد في بيان أنّ "الغارات نفذت ردا على الهجمات المتكررة التي شنّها النظام الحوثي على دولة إسرائيل ومدنييها، بما في ذلك إطلاق صواريخ أرض-أرض وطائرات مُسيّرة باتجاه الأراضي الإسرائيلية في الأيام الأخيرة".

ونشر المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة للحوثيين أنيس الأصبحي على منصة إكس بيانا الاثنين 25 منه قال فيه "تدين وزارة الصحة والبيئة بأشد العبارات جريمة العدوان الصهيوني التي استهدفت العاصمة صنعاء (...) ما أدى إلى ارتقاء 10 شهداء و92 جريحا".

حقيقة الفيديو 

الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بهذه التطورات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.

فالبحث عنه، بتجزئته الى صور ثابتة (Invid)، يوصلنا اليه منشورا في مواقع اخبارية وحسابات، في 20 تموز 2024، مع شرح انه يظهر "حريقا كبيرا في ميناء الحديدة عقب غارات إسرائيلية". 

لقطة من الفيديو المنشور في حساب التلفزيون العربي في يوتيوب، في 20 تموز 2024

لقطة من الفيديو المنشور في حساب سامح جواس- الوطن العدنية في يوتيوب، في 20 تموز 2024

ذلك السبت 20 تموز 2024، أغارت مقاتلات إسرائيلية على أهداف للحوثيين في ميناء مدينة الحديدة اليمنية، غداة تبنّي الحوثيين المدعومين من إيران هجوماً بمسيّرة مفخّخة أوقع قتيلاً واحداً في تل أبيب، على ما ذكرت وكالة "فرانس برس". 

وكانت هذه أول ضربة إسرائيلية علنية ضدّ اليمن، الذي يشنّ منه الحوثيون هجمات بالصواريخ والمسيّرات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها. ويؤكد الحوثيون أنّ هذه الهجمات تأتي دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة في ظلّ الحرب الدائرة منذ 7 تشرين الأول 2023.

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في مداخلة متلفزة "لدي رسالة لأعداء اسرائيل: لا تخطئوا. سندافع عن أنفسنا بكل الوسائل، على كل الجبهات. أي طرف يهاجمنا سيدفع ثمنا باهظا جدا لعدوانه".

ووصلت حصيلة الغارات الإسرائيلية الى 6 قتلى على الاقل و83 جريحاً. وقد أصابت محطة لتوليد الكهرباء ومنشآت لتخزين الوقود في ميناء الحُديدة، الرصيف البحري الرئيسي الخاضع لسيطرة الحوثيين. وتسببت بحريق هائل في الميناء، الذي غطته سحابة كثيفة من الدخان الأسود، بحسب مشاهد بثتها قناة "المسيرة". 

وبعد يومين على الغارات، واصلت فرق الإطفاء الاثنين 22 منه جهودها لاحتواء الحريق الهائل الذي كان لا يزال مشتعلاً في ميناء الحُديدة. 

تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الفيديو المتناقل يظهر "حريقاً في ميناء الحديدة غرب اليمن"، من جراء الغارات الاسرائيلية الاخيرة. في الحقيقة، هذا الفيديو قديم، اذ يعود الى 20 تموز 2024. وقد صوّر بعد الهجوم الإسرائيلي على ميناء الحديدة يومذاك.