هل اعترف شقيق الطبيبة العراقية بان زياد بقتلها؟ النهار تتحقق FactCheck

تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خبراً يزعم أنَّ "شقيق الطبيبة النفسية العراقية بان زياد طارق اعترف بقتلها". إلّا أنَّ هذا الخبر خاطئ، ولا يوجد مصدر يؤكده. ولم تُعلَن بعد نتائج التحقيق الرسمي في وفاة الطبيبة بان. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
في الادّعاء المتداول، صورة مجتزأة لشقيق الطبيبة بان زياد، محمد زياد، مع خبر جاء فيه (من دون تدخّل): "أخو الدكتورة بان زياد يعترف بمقتل اخته".
وقد تحقّقت "النّهار" من الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:
1- لم يعلن مجلس القضاء الأعلى العراقي خبراً مماثلاً. وحتى لحظة كتابة هذا التحقيق، لم تبث الجهات المعنية، لا سيما وزارة الداخلية العراقية، أو مجلس الوزراء، أو جهاز الأمن الوطني العراقي، اعترافات بخصوص قضية الطبيبة بان أو نتائج التحقيق في وفاتها. كذلك، لم تفعل القنوات الرسمية، مثل العراقية الإخبارية، أو وكالة الأنباء العراقية وجريدة الصباح، فضلاً عن مجلس النواب ولجانه المختصة، والمفوضية العليا لحقوق الإنسان.
2- بحسب مصادر رسمية حكومية، سيتم إعلان نتائج التحقيق في وفاة الطبيبة بان والتقارير الجنائية النهائية، غداً الأحد.
وكان مجلس القضاء العراقي أعلن أمس الجمعة في بيان رسمي، إجراء التحقيقات بخصوص قضية الطبيبة بان زياد طارق، واتّخاذ الإجراءات القانونية بخصوص بهذا الخصوص. وأفاد بأنَّه تم توقيف أحد المتهمين، وتدوين أقوال المدّعين بالحق الشخصي، وعدد من إفادات الشهود، مشيراً إلى أنَّ المحكمة تنتظر في تقرير الطب العدلي لمعرفة الأسباب الحقيقية للوفاة.
وفي هذا السياق، أصدر المجلس الأعلى لشؤون المرأة بياناً رسميا، اليوم السبت، قال فيه إنه "يتابع ببالغ الحزن والأسى حادثة الوفاة المؤسفة التي تعرضت لها الدكتورة (بان زياد طارق) في محافظة البصرة، والتي أثارت استنكاراً واسعاً ومطالبات بضرورة كشف الحقيقة كاملةً للرأي العام".
وشدّد على "ثقته بأنَّ القضاء العراقي سيقوم بدوره بكل شفافية وعدالة، لإنصاف الضحية، بما يسهم في الحفاظ على كرامة المرأة العراقية وتعزيز حقوقها"، مؤكداً "حرص المجلس على ممارسة كامل دوره، الذي انطلق من أجله في حفظ حقوق المرأة والدفاع عن كرامتها على المستويات كافة، كما يجب إبعاد القضية عن أي محاولات للاستغلال السياسي".
الخميس الماضي، قال خال الطبيبة بان، بهاء غازي، لوسائل إعلام محلية، إنَّ "شقيق بان ما زال محتجزاً لدى قسم الجرائم للتحقيق معه، وإنَّ أي معلومات عنه مجهولة ومحجوبة"، مرجحاً أن يتم بت مصيره غداً الأحد بعد صدور التقرير".
ومن المطالبين بحق الطبيبة بان، رئيس تحالف الوطنية إياد علاوي الذي قال في بيان إنَّه يتابع بقلق بالغ ما يثار من تكهّنات غير مبنية على تقارير رسمية، بخاصة ما يتعلق بادّعاءات الانتحار من دون الرجوع إلى تقرير الطب العدلي المعتمد.
وأضاف: "نرفض وندين طريقة التعامل مع هذه القضية الإنسانية التي تمس كرامة امرأة عراقية عرفت بعلمها وإخلاصها وخدمتها لوطنها من خلال مجال اختصاصها، وهو ما يجعل من هذه الحادثة شأناً عاماً يتعلق بمكانة المرأة العراقية ودورها في المجتمع".
وطالب الحكومة العراقية والجهات المعنية بـ"الإسراع في إعلان نتائج التحقيق بشكل شفّاف وموثوق به، مع ضرورة محاسبة كل من يروج معلومات غير دقيقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تضلّل الرأي العام وتسيء إلى ذكرى الفقيدة".
وتلقّت وسائل إعلام محلية بياناً أصدره مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في محافظة البصرة، وطالب فيه بـ"حسم أسرع لملف فاجعة الطبيبة بان زياد، لغرض الوصول إلى إحاطة أعلى بملف الحادث (الجلل) والحوادث الأخرى وتعزيز أكبر لحق الأمن والأمان لدى الافراد في ظل التطور التقني والمعلوماتي في ملف التحقيق الجنائي".
وطالب المكتب رئيس الوزراء بتوجيه التوابع التحقيقية في وزارة الداخلية، ومنها المعني بملف الطبيبة، لانتهاج أعلى للتقنيات الحديثة في التحليل المعلوماتي والتحقيق الجنائي.
ويأتي تداول الاّدعاء بالمزاعم الخاطئة في سياق الجدل الدائر في العراق، بعد أن وجدت جثّة الطبيبة النفسية العراقية، بان زياد طارق، في منزلها قبل أسبوع في محافظة البصرة جنوبي العراق، في حادثة غامضة الظروف والمعالم، إذ أنَّ الإجراءات التحقيقية لم يتم الإعلان عنها إلى غاية الآن، بينما تزعم عائلتها وشخصيات حكومية بأنَّها انتحرت.