علي لاريجاني لن يسكت عن الإهانة؟ النهار تتحقق FactCheck

المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "امين المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني علي لاريجاني مصرّحا بأنه لن يسكت عن الاهانة التي تعرض لها في القصر الجمهوري" أمس الاربعاء. 

الا أنّ هذا الادعاء غير صحيح.

الحقيقة: الترجمة الى العربية التي أرفقت بالمقطع مفبركة، خيالية. وما قاله لاريجاني في المقطع الاصلي مختلف تماماً. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم 

36 ثانية. تظهر المشاهد لاريجاني مصرحاً بالفارسية. وقد أرفق كلامه بترجمة الى العربية جاء فيها (من دون تدخل): "استقبلوني بالورد بالمطار. وبس طعلت عالقصر ببعبدا، عالخازوق قعدوني. ويا ريت بس انا حتى الجمهورية الايرانية ما سلمت منهم. لم يزعجني قولهم بأن ايران تتدخل بالوضع اللبناني. لي زعجني ليش ليبهدلوني قدام الصحافة ويفركولي اذني. انا ما رح اسكت عن الاهانة، وجايي عند الرئيس بري اشكيلو همي. الرئيس برس قبل ما احكي ولا كلمة، قلّي ما تشكيلي ببكيلك. لماذا ايها اللبنانيون تستقبلونا بهذه الطريقة؟ في العراق عندما نصل يضعون اقدامنا في المياه ويدلكوها. لا بل يشربون من المياه المنقوعة برائحة اقدامنا. سأنقل ما حدث الى ولي الفقيه كي يقطع عنكم التمويل ايها اللبنانيون". 

وقد انتشر المقطع خلال الساعات الماضية في حسابات كتبت معه: "ترجمة لقاء لاريجاني في عين التينة مع الرئيس نبيه بري". 

📌ترجمة لقاء لاريجاني في عين التينة مع الرئيس نبيه بري

📍(شاهد قبل الحذف)#لاريجاني #علی_لاریجانی #نبيه_بري #عين_التينة #لبنان@alilarijani_ir pic.twitter.com/jZkJPZk932

— 🇱🇧Omar الطروبلسي (@omar_mou3awiya) August 13, 2025

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (اكس)

حقيقة الفيديو 

الا ان لاريجاني لم يدل بهذا الكلام بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، أمس الاربعاء. 

والدليل العثور على المقطع الاصلي منشوراً في حساب لاريجاني في اكس، في 13 آب 2025، مرفقا بتعليق: "تدخّل بشؤون لبنان؟! أنا مسؤول الأمن القومي بإيران، وبقولها بصراحة: إيران ما إلها أي نيّة تتدخّل بشؤون أي دولة، ومنها لبنان. الدولة اللبنانيّة بتتحاور مع كلّ الطوايف، وبتوصل لنتيجة، وأي نتيجة بتوصل إلها نحنا منقبل فيها. اللي بيتدخّل بشؤون لبنان هو اللي بيعطيكن خطّة وجدول زمني من على بُعد آلاف الكيلومترات. نحنا ما عطيناكن ولا خطّة!". 

تدخّل بشؤون لبنان؟!

أنا مسؤول الأمن القومي بإيران، وبقولها بصراحة: إيران ما إلها أي نيّة تتدخّل بشؤون أي دولة، ومنها لبنان.
الدولة اللبنانيّة بتتحاور مع كلّ الطوايف، وبتوصل لنتيجة، وأي نتيجة بتوصل إلها نحنا منقبل فيها.
اللي بيتدخّل بشؤون لبنان هو اللي بيعطيكن خطّة وجدول زمني من… pic.twitter.com/T7r48NN3Ah

— Ali Larijani | علی لاریجانی (@alilarijani_ir) August 13, 2025

لقطة من الفيديو الاصلي منشورا في حساب لاريجاني في اكس، في 13 آب 2025

ووفقاً لترجمة الكترونية لكلامه بالفارسية، قال: "ينبغي الا تحاولوا تغيير الموقف الرسمي لإيران. أنا المسؤول عن الأمن القومي لبلدي، ويمكنني القول بثقة إن إيران ليست لديها أي نية للتدخل في شؤون الدول، بما في ذلك لبنان....". 

وأمكن ايضا العثور على المؤتمر الصحافي الكامل للاريجاني بعد لقائه بري نشرته قنوات لبنانية وعربية. وستشاهدون المقطع المتناقل مع الترجمة التي تولاها رجل مباشرة، في التوقيت 14.58 في الفيديو أدناه. 

لقطة من الفيديو المنشور في حساب قناة OTV في يوتيوب، في 13 آب 2025

وأضاف المترجم، الى الترجمة الالكترونية اعلاه لكلام لاريجاني: "نحن نحترم اي نتيجة تتوصل اليها الحكومة اللبنانية مع مختلف المكونات في لبنان. واي طلب من الحكومة اللبنانية للمساعدة، نحن مستعدون. ولكن من يتدخل بشؤون لبنان الداخلية هو الذي يزودكم بورقة ويحدد جدولا زمنيا من على بعد آلاف الكيلومترات. ونحن لم نعطكم أي خطة". 

ونقلت كلام لاريجاني هذا الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية، وايضا وكالة "فرانس برس".

لبنان يبلغ لاريجاني رفضه أي تدخل خارجي في شؤونه

وقد أبلغ لبنان لاريجاني الذي زار بيروت، أمس الأربعاء، رفضه الحازم "أي تدخل" في شؤونه الداخلية، وذلك بعد تصريحات أدلى بها مسؤولون إيرانيون حول تأييدهم احتفاظ حزب الله بسلاحه رغم تكليف الحكومة الجيش وضع خطة تطبيقية لنزع هذا السلاح بنهاية العام، وفقا لما أوردت وكالة "فرانس برس". 

وللمرّة الأولى في تاريخ العلاقات اللبنانية- الإيرانية، يقول مسؤولون لبنانيون رسميون كلاما بهذه الدرجة من الصراحة والوضوح لمسؤول إيراني. وتعتبر إيران من ابرز داعمي حزب الله، وهي التي تمدّه بالمال والسلاح منذ عقود.

وجاء في بيان أصدره المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة نواف سلام بعد لقائه لاريجاني، أن سلام قال خلال اللقاء إن التصريحات الأخيرة لبعض المسؤولين الإيرانيين "مرفوضة شكلا ومضمونا"، معتبرا أن هذه "المواقف، بما انطوت عليه من انتقاد مباشر لقرارات لبنانية اتخذتها السلطات الدستورية في البلاد (...) تشكّل خروجا صارخا عن الأصول الدبلوماسية وانتهاكا لمبدأ احترام السيادة المتبادل".

وأضاف: "لبنان لن يقبل، بأي شكل من الأشكال، التدخل في شؤونه الداخلية، ويتطلع إلى التزام الجانب الإيراني الواضح والصريح بهذه القواعد"، مشددا على أن "قرارات الحكومة اللبنانية لا يُسمح أن تكون موضع نقاش في أي دولة أخرى".

وجاءت زيارة لاريجاني الى بيروت بعد تكليف الحكومة الأسبوع الماضي الجيش بوضع خطة تطبيقية لنزع سلاح حزب الله قبل نهاية العام. ويتعرّض لبنان لضغوط أميركية في هذه المسألة، كذلك يتخوّف من أن تنفّذ إسرائيل تهديدات بحملة عسكرية واسعة جديدة في لبنان إذا لم يتم نزع سلاح حزب الله.

كذلك، اصدرت الرئاسة اللبنانية بيانا جاء فيه أن رئيس الجمهورية جوزف عون قال للمسؤول الإيراني خلال لقائه: "نرفض أي تدخل في شؤوننا الداخلية من أي جهة أتى"، موضحا أن "لبنان الذي لا يتدخل مطلقا بشؤون أي دولة أخرى ويحترم خصوصياتها ومنها ايران، لا يرضى ان يتدخل أحد في شؤونه الداخلية".

واعتبر عون أنه "من غير المسموح لأي جهة كانت ومن دون أي استثناء حمل السلاح والاستقواء بالخارج"، معتبرا أنّ "الدولة اللبنانية وقواها المسلحة مسؤولة عن أمن جميع اللبنانيين من دون أي استثناء".

وردّ لاريجاني على عون بعد اجتماعه برئيس البرلمان نبيه بري، قائلا للصحافيين: "نحن لا نتدخّل في صنع قراركم"، مضيفا: "ما نقوله هو أن كل دولة تقرّر مستقبلها بنفسها".

وتابع: "من يتدخل في الشأن اللبناني هو من يخطط لكم، ويعطيكم جدولا زمنيا من على بعد آلاف الكيلومترات، نحن لم نعطكم أي خطة"، في إشارة الى الورقة الأميركية التي ناقشتها الحكومة اللبنانية الأسبوع الماضي وتنصّ على جدول زمني لتجريد حزب الله من سلاحه.

وتابع: ينبغي الا تصدر دول الخارج أوامر للبنان"، موضحا في الوقت ذاته أن "أي قرار تتخذه الحكومة اللبنانية بالتشاور مع المقاومة (حزب الله) نحترمه".

تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان "امين المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني علي لاريجاني صرّح بأنه لن يسكت عن الاهانة التي تعرض لها في القصر الجمهوري" أمس الاربعاء. في الحقيقة، الترجمة الى العربية التي أرفقت بالمقطع المتناقل مفبركة، خيالية. وما قاله لاريجاني في المقطع الاصلي مختلف تماماً.