حقيقة صورة استقبال لاريجاني في بيروت... النهار تتحقق FactCheck

النهار تتحقق 12-08-2025 | 10:08

حقيقة صورة استقبال لاريجاني في بيروت... النهار تتحقق FactCheck

تظهر الصورة ازدحام أشخاص على طريق، فيما كان موكب سيارات يمر عليها، وسط اعلام لبنانية وايرانية. وتقصّت "النّهار" حقيقتها. 
حقيقة صورة استقبال لاريجاني في بيروت... النهار تتحقق FactCheck
الصورة المعدلة (اكس).
Smaller Bigger

المتداول: صورة لحشود على طريق وسط أعلام ايرانية ولبنانية انتشرت أخيراً مع دعوة الى استقبال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني في بيروت غداً الاربعاء.

 

الحقيقة: هذه الصورة خضعت لتعديل رقمي سيئ على ما يبدو. والأصل صورة قديمة، تعود الى 13 تشرين الاول 2010. وتظهر استقبال الرئيس الايراني آنذاك محمود أحمدي نجاد في بيروت، خلال زيارة استغرقت يومين. FactCheck#

 

 

"النّهار" دقّقت من أجلكم

 

 

منذ ساعات، تتناقل حسابات صورة تظهر ازدحام أشخاص على طريق، بينما كانت يمر عليها موكب سيارات، وسط اعلام لبنانية وايرانية. وأُرفقت بدعوة الى "المشاركة في استقبال لاريجاني على طريق مطار بيروت الأربعاء". وقد أثارت الصورة تساؤلات عن حقيقتها، لظهور الاشخاص فيها بوجوه مشوّهة، بينما بدت فيها تفاصيل غريبة، الامر الذي جعل مستخدمين يعتقدون أنها منشأة بالذكاء الاصطناعي. 

 

الصورة المتناقلة (اكس)
الصورة المتناقلة (اكس)

 

 

حقيقة الصورة 

الا انها ليست كذلك... كليا. 

 

فالبحث العكسي يوصلنا الى الصورة الاصلية منشورة في وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إسنا"، ضمن مجموعة اخرى من الصور، في 13 تشرين الاول 2010، بعنوان: الرئيس الإيراني يزور لبنان. 

 

كذلك، نشرتها وكاله مهر للأنباء الايرانية ومواقع اخبارية أخرى، بالتاريخ والعنوان ذاتهما. 

 

الصورة (الى اليسار) منشورة في موقع وكالة اسنا في 13 ت1 2010
الصورة (الى اليسار) منشورة في موقع وكالة اسنا في 13 ت1 2010

 

الصورة في موقع وكالة اسنا
الصورة في موقع وكالة اسنا

 

والمقصود بالرئيس الايراني، محمود أحمدي نجاد الذي أقيم له استقبال شعبي حاشد، صباح الاربعاء 13 تشرين الاول 2010، لدى وصوله الى بيروت في زيارة استغرقت يومين. وحيّاه آلاف المواطنين على الطرق المؤدية الى مطار بيروت، ونثروا عليه الارز والورد، وفقاً لما ذكرت وكالة "فرانس برس". 

 

وبمقارنة الصورة الاصلية التي نشرتها "إسنا" بالصورة المتناقلة، يتبيّن بوضوح حصول تعديل رقمي سيئ، على ما يبدو، خلّف تشوهات في وجوه الاشخاص في الصورة وأجسامهم، وفي اللافتات. 

 

استقبالات شعبية حاشدة لاحمدي نجاد في بيروت 

وكانت هذه الزيارة الاولى لاحمدي نجاد للبنان منذ انتخابه رئيساً عام 2005، والثانية لرئيس ايراني بعد زيارة الرئيس السابق محمد خاتمي عام 2003.

 

وفي اليوم الاول لزيارته تلك، تحدث احمدي نجاد في احتفال شعبي في الضاحية الجنوبية لبيروت شارك فيه ألوف بدعوة من حزب الله وحركة امل الشيعيين، مشيرا الى "تغيير بدأت ملامحه في عالمنا اليوم"، ومتنبئا بقرب سقوط "نظام الراسمالية وفكرها" وبنشوء "نظام توحيدي" جديد بين الاديان.

 

وقد استقبلته الحشود في ملعب الراية على وقع هتافات "الموت لاسرائيل" و"الموت لاميركا"، و"خوش آمديد" (اهلا وسهلا بالفارسية). وقال الامين العام لحزب الله حسن نصر الله في "كلمة ترحيبية" القاها من خلال شاشة عملاقة في الاحتفال، ان "ذنب هذا الرئيس (احمدي نجاد) انه يعبّر بشفافية وشجاعة عن منطق" ايران ومشروعها الحقيقي.

 

كذلك، أجرى احمدي نجاد في ذلك اليوم جولة محادثات رسمية مع نظيره اللبناني ميشال سليمان، تخللها توقيع أكثر من 15 اتفاقا ومذكرة تفاهم في مجالات الزراعة والاتصالات والصحة والبيئة والتعليم والسياحة والرياضة والطاقة والمياه.

 

والتقى ايضا الرئيس الايراني رئيس الحكومة سعد الحريري، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري. وأقيم على شرفه غداء رسمي في القصر الجمهوري، بينما استضافه بري على العشاء. 

 

وفي اليوم الثاني والاخير لزيارته (14 تشرين الاول 2010) اكد احمدي نجاد في احتفال شعبي جمع الآلاف في الملعب البلدي في بنت جبيل بجنوب لبنان، أن "الصهاينة الى زوال"، مشيدا بصمود لبنان في مواجهة اسرائيل الذي "ادخل الياس الى قلوب الصهاينة".

وقال أمام مستقبليه الذين فاق عددهم الخمسة عشر الفا، ان بنت جبيل الواقعة على بعد حوالى اربعة كيلومترات من الحدود الاسرائيلية، والتي جرت فيها اشرس المعارك مع الاسرائيليين في حرب صيف 2006، "معقل الحرية ومعقل للشرفاء".

 

ومن بنت جبيل، انتقل احمدي نجاد الى بلدة قانا، التي تبعد حوالى 15 كيلومترا، حيث وضع اكليلا من الزهر على ضريح ضحايا القصف الاسرائيلي في البلدة التي وقعت فيها مجزرتان في عامي 1996 و2006، قتل في الاولى اكثر من مئة شخص وفي الثانية حوالى ثلاثين معظمهم من النساء والاطفال.

 

وشكّلت محطة الجنوب تتويجا لزيارة الرئيس الايراني التي توقع الخبراء يومذاك ان تعطي دفعا قويا لحليفه الشيعي في لبنان، حزب الله.

 

لاريجاني في بيروت الاربعاء

وجاء تداول الصورة المعدلة، في وقت يترقب لبنان وصول أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني الى بيروت غداً الاربعاء، وسط عاصفة سياسية مناهضة لزيارته. 

 

وبحسب معلومات "النهار"، فإن السفارة الإيرانية في لبنان تقدمت بطلب رسمي إلى السلطات اللبنانية، وتم تحديد مواعيد للقاء لاريجاني مع رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ولم يطلب أي موعد مع وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي، علماً أن الأخير لم يكن ليستقبل المبعوث الإيراني ولو طلب موعداً لذلك.

 

وعلم أن رجّي أبدى استياءه من المواقف الإيرانية في الكواليس السياسية، وكان يفضّل ألا تحصل الزيارة وألا يتم السماح للاريجاني بزيارة بيروت. وعُلم أيضاً أن رئيس الحكومة نواف سلام سيكون حاسماً مع لاريجاني، وسيبلغه استياء لبنان مما يعتبر تدخلاً في الشؤون اللبنانية.

 

لاريجاني إلى بيروت غداً بعاصفة استفزازية "حزب الله" يطوّر هجماته ويهدّد الحكومة

 

 

وتأتي زيارة لاريجاني بعد سلسلة مواقف أصدرها مسؤولون إيرانيون في الآونة الأخيرة، بشأن قرار الحكومة اللبنانية تجريد حزب الله من سلاحه.

وقال لاريجاني قبل مغادرته طهران: "تعاوننا مع الحكومة اللبنانية مديد وعميق. نتشاور بمختلف القضايا الإقليمية. في هذا السياق المحدد، نتواصل مع المسؤولين اللبنانيين والشخصيات المؤثرة في لبنان" (وكالة فرانس برس).

وتابع: "مواقفنا في لبنان معروفة منذ زمن، فنحن نرى أن الوحدة الوطنية في لبنان أمر بالغ الأهمية يجب الحفاظ عليه في جميع الظروف، كما أن سيادة واستقلال لبنان كانا دائما محل اهتمامنا، وتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين من القضايا المهمة الأخرى التي نوليها اهتماما".

وأشار المتحدث باسم الخارجية الإيرانية اسماعيل بقائي الى أن جولة لاريجاني "تهدف الى المساهمة في الحفاظ على السلام في الشرق الأوسط". وأفاد بأن إيران تعترف بحق "لبنان في الدفاع عن نفسه في مواجهة عدوان النظام الصهيوني" وهو أمر سيكون "مستحيلا من دون الإمكانات العسكرية والأسلحة".

وكلّفت الحكومة اللبنانية الجيش الأسبوع الماضي وضع خطة تطبيقية لنزع سلاح حزب الله قبل نهاية العام الحالي، في خطوة أتت على وقع ضغوط أميركية ومخاوف من أن تنفّذ إسرائيل حملة عسكرية واسعة جديدة، بعد أشهر من نزاع مدمّر بينها وبين الحزب، تلقى خلاله الأخير ضربات قاسية على صعيد البنية العسكرية والقيادية.

ورفض الحزب القرار، مؤكداً أنه سيتعامل معه "كأنه غير موجود". واتهم الحكومة بارتكاب "خطيئة كبرى".

 

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

ثقافة 10/30/2025 10:50:00 PM
بعد صراع طويل مع المرض...
صحة وعلوم 10/29/2025 2:06:00 PM
أنقذ الطبيب اللبناني الدكتور محمد بيضون طفلاً من الموت بجراحة غير مسبوقة أعاد فيها وصل رأسه بجسمه، بعدما كان الأمل مفقوداً في نجاته.
مجتمع 10/30/2025 3:01:00 PM
فتحت القوى الأمنية تحقيقاً في الحادثة للوقوف على ملابسات جريمة الطعن