فيروز رثت ابنها زياد أمام جثمانه... حبيبي حبيبي؟ النهار تتحقق FactCheck

المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "السيدة فيروز وهي ترثي ابنها الفنان الراحل زياد الرحباني أمام جثمانه" بعد وفاته أخيراً.
الا أن هذا الادعاء غير صحيح.
الحقيقة: هذا الفيديو قديم، إذ تعود آثاره في الانترنت الى آذار 2013. لكنّه يعود في الواقع الى تاريخ أقدم، الى نيسان 1992، وفقاً لما أكد "تلفزيون لبنان" لـ"النهار"، وهو لفيروز مؤدية تراتيل الآلام في دير سيدة البلمند بشمال لبنان، في مناسبة الجمعة العظيمة. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
تظهر المشاهد السيدة فيروز وهي ترتل "حبيبي حبيبي، يا ولداه خاطبني...". وقد انتشر المقطع خلال اليومين الماضيين عبر حسابات كتبت معه (من دون تدخل): "السيدة فيروز ترثي ابنها مباشرة في 28/7/2025"، وايضا "أمام جثمانه".
@stella11112 #ذياد الرحباني #السيده فيروز # وداع العباقره # l’iban#لبنان #وجع ♬ الصوت الأصلي - Nina 🇱🇧🇱🇧🇱🇧هناء
حقيقة الفيديو
الا ان هذه المزاعم لا اساس لها، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث عن المقطع، بتجزئته الى صور ثابتة (Invid)، يوصلنا اليه منشورا بنسخة أطول في حساب Ghayboun@ في يوتيوب، في 5 آذار 2013، بعنوان: فيروز- قامت مريم. وكتب ايضاً: "الجمعة الحزينة في دير (سيدة) البَلَمَنْد، 1992".
وكان الحساب محقّاً.
فقد أمكن التأكد من "تلفزيون لبنان" مشكوراً، أن هذه المشاهد التي حملت شعاره، صوّرها بالفعل في دير سيدة البلمند البطريركي في شمال لبنان. التاريخ: 24 نيسان 1992. وهو لترتيل السيدة فيروز آلام المسيح بمناسبة الجمعة العظيمة يومذاك.
كذلك، وثّقت "النّهار" اطلالة السيدة فيروز في دير سيدة البلمند يومذاك، في عددها الصادر السبت 25 نيسان 1992. وكتبت: "أحيت أمس (الجمعة 24 نيسان 1992) الطوائف المسيحية الشرقية الجمعة العظيمة ورتبة دفن المسيح في الكنائس والاديار التابعة لهذه الطوائف في انحاء لبنان. وفي دير البلمند، اقيمت خدمة جناز المسيح في الكنيسة الاثرية برئاسة رئيس الدير جورج ابو زخم، وادت جوقة الدير تراتيل الآلام، وتلي الانجيل على حشد المصلين الذين ضاقت بهم الكنيسة والباحات المحيطة بها، ثم خرجوا وراء نعش المسيح الى الباحة الداخلية وبلغوا باحة المدخل الرئيسي، حيث اعد سرادق خاص بين الاعمدة الاثرية وركعت السيدة فيروز، والى جانبها كورس خاص رافقها، وهي ترتل تراتيل الآلام: "لا تنوحي يا امي" و "مبارك انت يا رب علمني حقوقك ونسجد للآب ولابنه ولروح قدسه وصارخين مع السيرافيم قدوس قدوس انت يا رب".
وتصاعدت آهات ألوف الحضور قدوس قدوس يا رب" وهدرت وما لبثت ان ان همدت عندما صدح صوت فيروز اليوم علق على خشبة الذي علق الارض على المياه..." ثم "فليكن موت ابنك حياة لطالبيها".
و"قامت مريم" هو عنوان الترنيمة التي كانت فيروز تؤديها في الفيديو. وهي ترتل في الجمعة العظيمة خلال أسبوع الآلام. "لحنها ماروني قديم، وكلماتها من زياح الصليب الماروني"، على ما أوضح لـ"النهار" الاب يوحنا جحا، الراهب اللبناني الماروني، العضو في اللجنة البطريركية للشؤون الطقسية فرع الموسيقى المقدسة، والمدير السابق لجوقة الكسليك.
في وداع زياد الرحباني
وقد ودّع لبنان الاثنين 28 تموز 2025 في مأتم مهيب الفنان زياد الرحباني، أحد أبرز المحدّثين في الموسيقى والمسرح في لبنان خلال العقود الماضية الذي توفي السبت عن 69 عاما، فيما كانت محط الأنظار رباطة جأش الفنانة فيروز خلال مشاركتها بوداع ابنها في كنيسة رقاد السيدة في المحيدثة في بكفيا، شمال شرق بيروت، على ما كتبت وكالة "فرانس برس".
وقبل أن يسلّم رئيس الحكومة نوّاف سلام العائلة في نهاية مراسم الدفن وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور الذي منحه رئيس الجمهورية جوزاف عون الراحل، أكد أن "لبنان كله شريك في هذا الحزن الكبير".
وتوجه إلى الراحل قائلا: "زياد المبدع العبقري، كنتَ أيضا صرخة جيلنا الصادقة، الملتزمة قضايا الإنسان والوطن"، مضيفا "ستبقى يا زياد صوت الجمال والتمرد، صوت الحق والحقيقة حين يصير السكوت خيانة".
وبقيت فيروز ساعات قبل الدفن وبعده تشارك جلوسا وقربها ابنتها ريما في تلقّي التعازي وتحني رأسها شاكرة وفود المعزين الذين تقاطروا بأعداد كبيرة، بينهم مشاهير كثر من مجالات مختلفة، في قاعة الاستقبال التابعة لهذه الكنيسة البيزنطية الطراز المشيدة عام 1900 والتي تملأ الأيقونات الدينية القديمة جدرانها.