هل أعلنت عشائر سيناء التوجه إلى معبر رفح لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة؟ النهار تتحقق FactCheck

النهار تتحقق 21-07-2025 | 12:05

هل أعلنت عشائر سيناء التوجه إلى معبر رفح لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة؟ النهار تتحقق FactCheck

"نعلن جاهزيتنا الكاملة كعشائر سيناء للمشاركة في تأمين قوافل المساعدات، ولعب دور فاعل في كسر الحصار اللاإنساني على قطاع غزة". بيان قيد التداول حمل توقيع "مجلس عشائر سيناء"، وتقصّت "النهار" صحته. 
هل أعلنت عشائر سيناء التوجه إلى معبر رفح لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة؟ النهار تتحقق FactCheck
البيان المختلق المتناقل (فايسبوك).
Smaller Bigger

نشرت حسابات على موقع التواصل الاجتماعي الأشهر في مصر (فايسبوك) بيانا منسوبا إلى "مجلس عشائر سيناء" يعلن توجه العشائر  إلى معبر رفح لفتحه من أجل إدخال المساعدات الى قطاع غزة، وكسر الحصار المفروض عليه. الا أنّ هذا البيان مفبرك. FactCheck# 

 

 

"النّهار" دقّقت من أجلكم

 

 

فقد انتشر على فايسبوك بيان منسوب الى ما يسمى "مجلس عشائر سيناء" جاء فيه (من دون تدخل): "في ظل ما يتعرض له أهلنا في قطاع غزة من حصار خانق ومجاعة مفتعلة تهدد حياة مئات آلاف الأطفال والنساء والشيوخ، نعلن في مجلس عشائر سيناء استنكارنا الشديد واستنفارنا الكامل تجاه هذه الجريمة البشعة، التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بتواطؤ دولي وصمت عربي مخزٍ... ونؤكد الآتي:
1. نطالب الرئيس عبد الفتاح السيسي بفتح معبر رفح فورًا ومن دون تأخير لإدخال المساعدات الغذائية والطبية، ورفض الخضوع للابتزاز السياسي أو العسكري لأي أحد.
2. نعلن جاهزيتنا الكاملة كعشائر سيناء للمشاركة في تأمين قوافل المساعدات، ولعب دور فاعل في كسر هذا الحصار اللاإنساني.
3. ندعو كل قبائل سيناء وأبناء مصر الأحرار للتعبير عن غضبهم الشعبي والتحرك السلمي المنظم عبر مواقع التواصل وساحات الاعتصام".

 

البيان الخاطئ المتناقل (فايسبوك)
البيان الخاطئ المتناقل (فايسبوك)


 

 

ولكن ما حقيقة هذا البيان؟

بعد البحث، اتضح أنه مختلق،  وهو ما يمكن تبيانه في الآتي:

-أولاً: لا يوجد أي كيان سياسي أو قبلي في سيناء تحت هذا المسمى. والجهة الوحيدة المعلنة في سيناء هي "اتحاد قبائل سيناء"، الذي ظهر عام 2013، وكان يُعرف حينها بـ"اتحاد القبائل العربية". ويعرّف بنفسه على موقعه الرسمي بـ"جبهة قبلية موحّدة تضم الغالبية العظمى من قبائل سيناء لمواجهة التنظيمات المتطرفة ومحاولة التحرك الإيجابي ضد العناصر المتطرفة الارهابية وتقديم الدعم اللوجستي للقوات المسلحة".

 

كذلك، يعرّف ينفسه، في حسابه الرسمي بموقع فايسبوك، أنه "جبهة قبلية موحّدة تضم الغالبية العظمى من قبائل سيناء، التي واجهت التطرف. ونفتخر بكوننا الداعم الأساسي لعجلة التنمية والاعمار في أرض الفيروز".


في الأول من أيار/مايو 2024، أُعلن رسمياً تأسيس "اتحاد القبائل العربية"، برئاسة رجل الأعمال السيناوي إبراهيم العرجاني. وتم إطلاقه أيضاً في سيناء، ويضمّ كل القبائل في ربوع مصر.

وبحسب موقعه الرسمي، يقول الاتحاد إن "مجلس القبائل والعائلات المصرية كيان اجتماعي يهدف إلى تعزيز الوحدة الوطنية والحفاظ على التراث الثقافي للقبائل والعائلات المصرية. وقد تأسس المجلس لتوحيد الروابط بين مختلف القبائل والعائلات في مصر والعمل على تحقيق السلم المجتمعي وبناء الوعي الوطني".

وتابع: "منذ نشأته، كان المجلس رمزًا للوحدة والعمل المشترك، ونظم العديد من المؤتمرات والفعاليات، أبرزها المؤتمر الثالث بشعار “بناء الوعي والسلم المجتمعي”، والذي شهد حضورًا واسعًا من شيوخ وشباب القبائل والعائلات. ويواصل المجلس جهوده في افتتاح مقرات جديدة في مختلف المحافظات لتعزيز التواصل مع جميع فئات المجتمع، مما يساهم في تحقيق أهدافه الرامية إلى توحيد الصفوف والحفاظ على الهوية الوطنية". 

 

- ثانياً: لم يصدر الاتحاد او المجلس أي بيانات أخيراً بخصوص فتح المعبر وإدخال المساعدات، دعماً للدعوة التي وجهتها "قافلة الصمود" التي انطلقت في حزيران/ يونيو 2025 من تونس والجزائر، ولم تسمح مصر بدخولها البلاد لعدم وجود أوراق ثبوتية مع أعضائها، فضلا عن تضمينها تحريضا للشعب المصري للخروج في تظاهرات ومسيرات.

 

معبر رفح مغلق... من الجانب الإسرائيلي 

في 9 شباط/ فبراير 2024، أصدرت رئاسة الجمهورية المصرية بيانا أكدت فيه أنها لم تغلق معبر رفح.

 

وقال البيان إنه بالإشارة إلى تصريحات الرئيس الأميركي (حينها) جو بايدن يوم 8 شباط/فبراير 2024 بشأن الأوضاع في قطاع غزة، تؤكد رئاسة الجمهورية توافق المواقف واستمرار العمل المشترك والتعاون المكثف بين مصر والولايات المتحدة بشأن التوصل إلى تهدئة في قطاع غزة، والعمل لوقف إطلاق النار وإنفاذ الهدن الإنسانية، وإدخال المساعدات الإنسانية بالكميات والسرعة اللازمة لإغاثة أهالي القطاع، ورفض التهجير القسري، بالإضافة إلى التوافق التام بين البلدين، في ضوء الشراكة الاستراتيجية بينهما، بشأن العمل على إرساء وترسيخ السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

 

وفي ما يتعلق بموقف مصر ودورها في إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع وإغاثة الأشقاء الفلسطينيين، توضح رئاسة الجمهورية أن مصر، منذ اللحظة الأولى، فتحت معبر رفح من جهتها بدون قيود أو شروط، وقامت بحشد مساعدات إنسانية بأحجام كبيرة، سواء من مصر ذاتها أو من خلال جميع دول العالم التي أرسلت مساعدات إلى مطار العريش، وأن مصر ضغطت بشدة على جميع الأطراف المعنية لإنفاذ دخول هذه المساعدات إلى القطاع. إلا أن استمرار القصف الاسرائيلي للجانب الفلسطيني من المعبر، والذي تكرر أربع مرات، حال دون إدخال المساعدات. وما ان انتهى قصف الجانب الآخر للمعبر، أعادت مصر تأهيله على الفور، وأجرت التعديلات الفنية اللازمة، بما يسمح بإدخال أكبر قدر من المساعدات لإغاثة أهالي القطاع.

 

 

 

وتؤكد مصر أن "الدور الذي قامت به في حشد المساعدات وإدخالها كان قياديًا ونابعًا من شعور مصر بالمسؤولية الإنسانية عن الأشقاء الفلسطينيين بالقطاع، وأنها تحملت ضغوطًا وأعباء لا حصر لها لتستطيع تنسيق عملية إدخال المساعدات. وفي سبيل ذلك قامت، وما زالت تقوم باتصالات مكثفة مع جميع الأطراف، سواء الإقليمية أو الدولية أو الأممية، للضغط من أجل إتاحة دخول المساعدات وزيادة كمياتها بالشكل المطلوب، وأن 80% من المساعدات التي تصل للقطاع مقدمة من مصر، حكومة وشعبًا ومجتمعًا مدنيًا. ومصر قامت كذلك بتسهيل زيارات المسؤولين الدوليين والأمميين للمعبر ليتفقدوا من أرض الواقع الجهود الهائلة التي تقوم بها السلطات المصرية في هذا الصدد".



في الثامن من نيسان/ أبريل 2025، وصل الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون إلى مدينة العريش المصرية في شمال جزيرة سيناء، القريبة من معبر رفح، للدعوة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل.


 

وخلال الزيارة، أكد الرئيس الفرنسي أن غزة يعيش فيها مليونا شخص "محاصرين"، ولا يمكن الحديث عنها كـ"مشروع عقاري". واعتبر أن استئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر "أولوية الأولويات"،

 

وقال إن الوضع في غزة لا يمكن التساهل معه "وهو لم يكن أبدا بهذا السوء". وأضاف: "نطالب أولا باستئناف دخول المساعدات في أسرع وقت ممكن".

وفي التاسع من حزيران/يونيو 2025، قال ماكرون إن الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة ومنع دخول المساعدات الإنسانية إليه أمر "فاضح"، داعيا مجددا إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن وإعادة فتح المعابر.

 

الخلاصة: لا يوجد في مصر ما يسمى "مجلس عشائر سيناء". ولم يصدر "اتحاد القبائل العربية" بيانا مماثلا. وهذا يعني اذاً ان البيان المتداول مفبرك. وسبق أن أكدت رئاسة الجمهورية المصرية أن معبر رفح مغلق من الجانب الإسرائيلي. وندّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة. 

 

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/8/2025 3:44:00 AM
أقدم شقيق النائب الأردني السابق قصي الدميسي على إطلاق النار من سلاح رشاش تجاه شقيقه عبد الكريم داخل مكتبه، ما أدى إلى وفاته على الفور.
اقتصاد وأعمال 10/8/2025 7:17:00 PM
ما هو الذهب الصافي الصلب الصيني، ولماذا هو منافس قوي للذهب التقليدي، وكيف سيغير مستقبل صناعة المجوهرات عالمياً، وأهم مزاياه، وبماذا ينصح الخبراء المشترين؟
النهار تتحقق 10/8/2025 9:20:00 AM
إعلان مفرح من محمد شاكر خلال الساعات الماضية. "صدر حكم ببراءة والدي، فضل شاكر"، وفقاً للمتناقل. فيديو تكشف "النّهار" حقيقته.  
سياسة 10/8/2025 1:16:00 AM
تمام بليق يوضح حقيقة ما جرى مع الشيخ حسن مرعب في صيدا