تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو بمزاعم أنَّه يظهر محافظ البصرة أسعد العيداني في مجلس عزاء وهو يلطم على وقع قصيدة "البصرة بلا ماي"، بالتزامن مع استمرار أزمة المياه في المحافظة. إلا أنَّ هذا الادّعاء خاطئ، إذ أنَّ الصوت في المقطع مركّب من فيديو آخر لا علاقة له بالعزاء. FactCheck# 

"النّهار" دقّقت من أجلكم

في الادّعاء المتداول، فيديو يظهر محافظ البصرة أسعد العيداني وهو يلطم مع مرافقيه، خلال مجلس عزاء حسيني، على وقع قصيدة تقول: "يحسين البصرة بلا ماي ياهو اليرضاها... لا نائب بيها ومسؤول يوكف وياها". وأرفق الفيديو بتعليق (من دون تدخّل): "البصرة بلا ماي ياهو اليرضاها... والمحافظ يلطم".

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك)

وقد تحقّقت "النّهار" من الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:

1- بالبحث العكسي عن الفيديو، من خلال لقطات صوريّة منه، اتّضح أنَّ الأصلي نشره حساب المصور بو العيس بالمعرّف (ssa_3s@) على منصّة تيك توك، يوم 6 يوليو/تموز الجاري. وتضمّن لقطات متقطّعة لحضور العيداني مجلس عزاء في مسجد الموسوي الكبير بمحافظة البصرة، وقيامه باللطم بينما ردّد الحاضرون قصيدة من كلماتها: "نداؤنا بالعبرات وا ذبيحا... يا أسير الكربات وا ذبيحا".

@ssa_3s #محرم #اسعدالعيداني #اولادعامر #المسجدالموسوي #البصرة #العراق #الشعب_الصيني_ماله_حل😂😂 ♬ الصوت الأصلي - المصور بو العيس

لقطة شاشة من الفيديو الأصلي (تيك توك)

2- بالبحث، عبر الكلمات المفتاحية، عن الصوت الذي يُسمَع في الفيديو المتداول، "يحسين البصرة بلا ماي ياهو اليرضاها"، تبيّن أنَّه يعود إلى موكب حسيني ميداني في البصرة. وقد نشره حساب Murteza بالمعرف (o8_nwe@) في تيك توك، في 4 يوليو/تموز الجاري، أي قبل تداول الفيديو أخيراً. وقد أضيف هذا الصوت الى فيديو مشاركة العيداني في مجلس العزاء.

@o8_nwe يحسين البصره بلا ماي ياهو اليرضاه #محرم #الحسين_ثورة_خالده #CapCut #شهر_محرم #الشعب_الصيني_ماله_حل😂😂 #البصرة #العراق #البصرةكربلاء__بغداد_الحبيبه_الناصريه #الكويت ##بغداد #خالدالامي ♬ الصوت الأصلي - Murteza..

لقطة شاشة من الفيديو الاصلي (تيك توك)

ويأتي تداول هذا الفيديو بالمزاعم الخاطئة، في وقت تستمر أزمة المياه في محافظة البصرة جنوب العراق، من دون أي حلول حكومية تنقذ الوضع المأسوي، إذ يعاني المواطنون من تفشّي الأمراض والتلوث، وعدم توافر مياه صالحة للشرب أو الاغتسال، وتصل المياه إلى المنازل مصحوبة بالنفايات والملح والكبريت ومختلف الملوّثات.

وبسبب ذلك، ناشد العديد من البصريين الحكومتين المحلية والمركزية لإيجاد حلول فورية وفعّالة لأزمة المياه. وسبق أن رفع الناشط البصري عمّار الحلفي مطالبات عدة بهذا الشأن، قبل أن يرفع عليه المحافظ العيداني دعوى قضائية أثارت غضب العراقيين، الذين وصفوها بأنَّها "كيدية وتعسفّية". وتضامن العديد مع الحلفي، منهم أفراد قبيلته، الذين استنكروا فعل العيداني. وقد تنازل الأخير عن دعواه.