هذا الفيديو ليس لطائرة إطفاء تركية تشارك في مكافحة الحرائق في سوريا FactCheck#
تزامناً مع الحرائق التي أتت على مساحات كبيرة من الغابات في سوريا خلال الأيام الماضية، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنّه لطائرة تركيّة تساهم في إطفاء هذه الحرائق. صحيح أنّ سوريا استعانت بطائرات وسيارات إطفاء من لبنان والأردن وتركيا، إلا أنّ الفيديو المتداول مصوّر قبل نحو سنة في الولايات المتّحدة.
يصوّر الفيديو طائرة إطفاء تلقي مادّة حمراء فوق غابة مشتعلة. وجاء في التعليق المرفق "الطيران التركي يدخل الأجواء السورية للمساندة في إخماد الحرائق".

حظي الفيديو بآلاف المشاركات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية تزامناً مع الحرائق التي أتت على مساحات كبيرة من الغابات في سوريا خصوصاً في محافظة اللاذقيّة.
وتشير التقديرات الأولية إلى أن حرائق الغابات في اللاذقية "أثرت على نحو خمسة آلاف شخص، بينهم نازحون، في أكثر من 60 تجمعاً سكانياً"، وفق تصريحات من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سوريا لـ"فرانس برس".
وأضافت الأمم المتحدة أن الحرائق "حوّلت نحو 100 كيلومتر مربع من الغابات والأراضي الزراعية رماداً، أي ما يعادل أكثر من ثلاثة في المئة من مجمل الغطاء الحرجي في سوريا".
وامتدت سلسلة الحرائق التي اندلعت في ريف اللاذقية الشمالي إلى مناطق مأهولة ما أجبر السلطات على إخلاء بعض البلدات والقرى المحاذية للمناطق المشتعلة، من دون تسجيل ضحايا بين صفوف المدنيين أو فرق الإطفاء.
وقال وزير الطوارئ السوري رائد الصالح للتلفزيون الرسمي قبل يومين إن فرقاً تركية وأردنية تشارك في عمليات إخماد الحرائق إلى جانب الطيران التركي والأردني واللبناني والطيران السوري، متوقعاً أن يصل عدد الطائرات المشاركة إلى عشرين.
حقيقة الفيديو
إلا أنّ الفيديو المتداول ليس لطائرة إطفاء تركيّة في سوريا.
فقد أظهر البحث عن لقطات من الفيديو إلى نسخته الأصليّة منشورة في صفحة مصوّر يدعى كول يوكن في السادس من كانون الأول/ديسمبر 2024، الأمر الذي ينفي صلتها بالحرائق الأخيرة في سوريا.

وجاء في التعليق المرفق للفيديو أنّه يوثّق عمليات إطفاء حرائق عام 2024 في منطقة لايك كاونتي في كاليفورنيا.
ويعمل المصوّر كول يوكن الذي نشر الفيديو لدى جمعيّة Watch Duty الأميركيّة، التي تعنى برصد الحرائق وتوثيق جهود الإطفاء ونشر إرشادات السلامة.
ويمكن العثور في حسابه على عشرات المقاطع التي توثّق جهود الإطفاء.

خدمة تقصي صحة الأخبار باللغة العربية، وكالة فرانس برس
نبض