نشرت حسابات على موقع التواصل الاجتماعي الأشهر في مصر فايسبوك فيديو مع ادعاء أنه يظهر لحظة غرق بارجة بترول في خليج السويس أخيراً. الا ان هذا الزعم مضلل تماما. FactCheck# 

"النّهار" دقّقت من أجلكم

تظهر المشاهد لحظة انهيار اعمدة تحملها منصة في الماء. وزعمت حسابات أنه يوثق انهيار بارجة البترول في خليج السويس أخيراً، والذي أسفر من مصرع 4 أشخاص.

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك)

انقلاب البارجة البحرية أدمارين 12 في السويس

وكانت وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية أعلنت في الأول من تموز/ يوليو الجاري، أنها تلقت بلاغًا من شركة أوسوكو يفيد بوقوع حادث انقلاب البارجة البحرية أدمارين 12- Adam Marine 12 بمنطقة جبل الزيت بخليج السويس.

وفي ضوء المتابعة الفورية للحادث، توجه وزيرا البترول والثروة المعدنية والعمل، على رأس فريق من قيادات الوزارتين، إلى موقع الحادث، للوقوف ميدانياً على الوضع، ومتابعة عمليات الإنقاذ وما تم اتخاذه من إجراءات فورية للتعامل مع الحادث.

حقيقة الفيديو 

ولكن بعد تفكيك المقطع إلى صور، عبر أداة InVid، قاد البحث العكسي إلى أن الفيديو قديم، إذ نشره حساب على موقع يوتيوب في 19 حزيران/ يونيو 2025، بعنوان: "انهيار حفار بترول بالقرب من شواطئ رأس غارب بالبحر الأحمر".

لقطة من الفيديو المنشور في حزيران 2025

حينها، نشرت مواقع إخبارية محلية مصرية خبرا يقول إن مدينة رأس غارب بمحافظة البحر الأحمر شهدت حادث انهيار حفار بترول قديم تابع لإحدى شركات البترول العاملة بالمنطقة، ولم يسفر عن وقوع إصابات بشرية.

وكشفت التحقيقات الأولية أن الحفار المنهار قديم الطراز، وكان متوقفًا عن العمل منذ فترة، وأن الحادث لم يؤد إلى أي خسائر بشرية، بينما سقطت أجزاء منه في مياه البحر.

وتُعد منطقة رأس غارب من أهم مناطق إنتاج البترول في مصر، حيث تنتشر فيها المنصات البحرية والبرية التابعة لشركات قطاع البترول المصري، وتخضع هذه المنصات لعمليات متابعة وصيانة دورية.

وأصدرت وزارة البترول والمعادن المصرية، في 19 حزيران/ يونيو 2025، بيانا أعلنت فيه أنها تلقت في وقت سابق بتاريخ 18 منه، بلاغًا بوقوع حادث انهيار لأحد الحفارات البحرية المتقادمة المتوقفة عن العمل بمنطقة انتظار رأس غارب بخليج السويس. 

وقالت: في ضوء ما رصدته الجهات المختصة، تفيد وزارة البترول والثروة المعدنية بأن الحفار المتوقف الذي تعرض لحادث الانهيار يتبع شركة خاصة تُدعى SHIV-VAN HERITAGE، وهي شركة غير مسجلة حالياً ضمن الشركات العاملة بقطاع البترول المصري، ولا تنفذ أي أنشطة تشغيلية داخل مصر.

ويتمركز الحفار المذكور في منطقة الانتظار برأس غارب، بمحاذاة موقع الشركة العامة للبترول، حيث ظل متوقفاً عن العمل منذ سنوات عدة، وتم الحجز عليه سابقاً لصالح أحد البنوك. وتشير التحقيقات الأولية إلى أن الانهيار يُرجح أنه ناتج من تآكل الأرجل الداعمة للحفار بفعل الصدأ الناجم عن تقادم المعدة وتعرضها الطويل للعوامل الجوية.


وأكدت الوزارة أن الحادث لم يسفر عن أي خسائر بشرية أو تسربات لمواد بترولية، نظراً إلى أن الحفار خارج نطاق التشغيل منذ فترة طويلة. وأظهرت نتائج المسح البيئي الذي أُجري استقرار الوضع البيئي في المنطقة وعدم وجود أي آثار تلوث أو أخطار على البيئة المحيطة.

استمرار عملية البحث
وتستمر عمليات البحث عن مفقودين كانوا على متن البارجة البحرية أدمارين 12، التي انقلبت في خليج السويس، على قول وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية في الرابع من تموز/ يوليو الجاري.

وذكرت أن المهندس كريم بدوي، وزير البترول، اجتمع بفريق قيادة عمليات البحث والتعامل مع تداعيات الحادث، واطلع على آخر مستجدات عمليات البحث عن المفقودين والتعامل مع البارجة البحرية بموقع الحادث.

وعقد الوزير لقاءً مع قيادة فرق الإنقاذ وأعضاء لجنة تقصي الحقائق، وعرض ما تم إنجازه من جهود في عمليات البحث والتنسيق مع الجهات المختصة، مؤكدًا ضرورة الاستمرار في توسيع نطاق البحث الجوي والبحري إلى حين العثور على المفقودين الثلاثة من طاقم البارجة.

وشدد على أهمية إتمام أعمال اللجنة في إعداد التقرير النهائي بشأن ملابسات الحادث، مع ضرورة التزام الحيادية والشفافية التامة في مراجعة الوقائع وتحليل المعطيات الفنية، والتوصل إلى الأسباب الجذرية للحادث لتفادي تكراره مستقبلا، مشيرًا إلى أن الحفاظ على الأرواح وضمان السلامة المهنية يأتي في مقدمة أولويات العمل.

الخلاصة: الفيديو المتداول يعود لانهيار حفار في رأس غارب بالبحر الأحمر، وفقاً لما تم تداوله. ولا علاقة له بغرق بارجة البترول في خليج السويس أخيراً، اذ نٌشر في حزيران 2025، اي قبل هذه الحادثة.