ليس صحيحاً أن الآلات الحديثة عجزت عن رفع تمثال رمسيس الثاني من منطقة ميت رهينة قرب القاهرة FactCheck#
تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي ولا سيما في مصر صورة لتمثال ممدّد على الأرض قيل إنّها تُظهر تمثالاً ثقيلاً للملك رمسيس الثاني لم تُفلح الآلات الحديثة في رفعه من مكانه فبنت السلطات متحفاً حوله. لكن هذا الادّعاء غير دقيق، بحسب خبراء.
تُظهر الصورة ما يبدو أنّه رأس تمثال ممدّد على الأرض. وجاء في التعليقات المرفقة أن الصورة تُظهر تمثالاً ثقيلاً للملك رمسيس الثاني، الذي حكم مصر في القرن الثالث عشر قبل الميلاد.
ووفقاً للتعليقات لم يتمكّن علماء الآثار باستخدام الآلات الحديثة من نقل التمثال من مكانه بسبب ثقله، فقررت السلطات بناء متحف حوله.

حصل هذا المنشور على مئات المشاركات وآلاف التعليقات والتفاعلات في الأشهر الماضية، وهو واحد من عشرات أو مئات المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تتغنّى بالحضارة المصريّة القديمة، وبينها منشورات كثيرة تنطوي على مبالغات أو أخطاء أو أكاذيب.
ماذا يظهر في الصورة؟
وفقاً لخبراء آثار استطلعت آراءهم وكالة "فرانس برس"، ما يظهر في الصورة هو بالفعل تمثال كبير للملك رمسيس الثاني عُثر عليه في منطقة ميت رهينة في محافظة الجيزة عام 1820. والتمثال معروض بالفعل في متحف ميت رهينة.
وهو واحد من تمثالين عُثر عليهما آنذاك، رمّم الآخر ونُقل إلى ميدان رمسيس بوسط القاهرة، ثم نُقل مجدداً إلى الموقع الحالي للمتحف المصري الكبير"، الأمر الذي يدحض الحديث عن عجز الآلات عن رفع هذا الحجم من التماثيل، بحسب الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري.
لماذا بقي هذا التمثال في مكانه إذاً؟
ويقول وزيري لخدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة "فرانس برس": "عُثر على هذا التمثال مستلقيًا على وجهه في حفرة مليئة بالطين والماء، لكنه كان متضررًا من أسفل الركبتين بشكل كبير". وهذا سبب إبقائه في مكانه "تجنّباً لمزيد من الأضرار (...) وليس نتيجة عجز في رفعه".
وكان التمثال يتضرر سنويًا بسبب فيضان النيل، الأمر الذي دفع السلطات عام 1985 إلى بناء أول متحف مكشوف لحمايته، بحسب المصدر.
ويؤيّد ذلك عضو جمعية الأثريين المصريين تامر المنشاوي، ويقول لوكالة "فرانس برس": "أبقي التمثال مكانه بسبب ضعف حالته وليس لعجز تقنيّ".
ويوضح المنشاوي أن قرار إنشاء المتحف المكشوف لم يكن لحماية التمثال فحسب، إنما أيضًا لعرض مجموعة نادرة من الآثار المكتشفة في ميت رهينة، منها تماثيل للإلهين المصريّين القديمين بتاح وحتحور، وآثار تعود لعصر الدولة الحديثة (النصف الثاني من الألفيّة الثانية قبل الميلاد) والعصر المتأخر (الألفيّة الأولى قبل الميلاد).
وكانت ميت رهينة، واسمها القديم منف، عاصمة مصر القديمة ومركزًا دينياً هاماً، وتضمّ معابد وقصورا ملكيّة وآثاراً تعود لأكثر من أربعة آلاف عام، وفقاً للمصدر.
خدمة تقصي صحة الأخبار باللغة العربية، وكالة فرانس برس
نبض