المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "الفلسطيني الحاج فريد أبو موسى مبتسماً" بعد استشهاده في قصف اسرائيلي في خان يونس أخيراً.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: هذه الصورة زائفة، معدّلة. وتظهر الصورة الأصلية أبو موسى ميتاً، من دون ابتسامة على الوجه. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
تظهر الصورة رجلاً ميتاً علت وجهه ابتسامة. وقد ضجّت بها وسائل التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين، محققة انتشارا واسعا وتفاعلا كبيرا بين المستخدمين. وكتبت معها حسابات (من دون تدخل): "الحاج فريد ابو موسي (أبو صخر) صاحب بئر كان يسقي الناس منها في مدينة خان يونس، ولم يتوانً عن خدمة النازحين والناس لحظة واحدة، واستمر في تأمين الماء لهم منذ بداية تشغيل البئر حتى ارتقائه اليوم. نعم الإنسان الملتزم المحب لغيره، المعطاء. قل لي بربك ماذا رأيت لتبتسم هذه الابتسامة؟".

حقيقة الصورة
الا ان الاعتقاد ان صورة ابو موسى مبتسماً بعد استشهاده حقيقية، اعتقاد خاطئ.
نعم، أُعلن استشهاد فلسطيني يحمل اسم فريد سالم علي أبو موسى (50 عاما) في قطاع غزة، الاحد 1 حزيران 2025. وأفاد مستشفى الكويت التخصصي الميداني في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة ان "طواقم الإسعاف فيه "شفاء فلسطين" انتشلت شهيدا ونقلت 30 جريحاً من جراء قصف مدفعي اسرائيلي استهدف خيام النازحين قرب برج المهندسين وصالة دريم غرب مدينة خان يونس، الاحد 1 حزيران. وذكر اسم الشهيد أنه "فريد سالم علي أبو موسى -50 عاما"، من دون ان ينشر صورة له بعد استشهاده.

اياً يكن، فإن الصورة المتناقلة لأبو موسى مبتسماً بعد استشهاده ليست حقيقية. فالتعمّق في البحث يوصلنا، عبر خيوط، الى حساب البودكاستر في "جسر بودكاست" الصحافي خير الدين الجبري في اكس، والذي نشر الصورة الاصلية لأبو موسى بعد استشهاده. وكتب معها: "انتشرت صورة واعتمدتها العديد من وسائل الإعلام الفلسطينية لابتسامة الشهيد ساقي النازحين الحاج فريد أبو موسى تقبله الله... يبدو ان الصورة متلاعب بها، وهذه هي الصورة الأصلية".

يشار الى ان تحليل الصورة المتناقلة، بواسطة أداة "Invid"، يبيّن بوضوح ان التلاعب تركز فيها على جزء الوجه، لا سيما الفم.

31 قتيلا في غزة خلال توزيع مساعدات وفقا للدفاع المدني
الاحد 1 حزيران، أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة مقتل 31 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 176 آخرين بنيران إسرائيلية خلال توزيع مساعدات غذائية، على ما أوردت وكالة "فرانس برس".
وأفاد الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل عن إطلاق نار إسرائيلي في رفح في جنوب القطاع قرب موقع مساعدات تابع لمؤسسة غزة الإنسانية الأميركية أدّى الى وقوع "31 شهيدا على الأقل وأكثر من 176 مصابا بينهم عشرات الحالات الحرجة". وذكر أن "آليات إسرائيلية أطلقت النار في اتجاه آلاف المواطنين الذين توجهوا فجر الأحد" الى المكان.
من جهته، أكد الجيش الإسرائيلي أنه "لم يطلق النار على مدنيين"، واصفا التقارير بأنها "كاذبة".
وفي رد فعل على التقارير، أعرب فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، المحظورة في إسرائيل منذ بداية العام، عن أسفه لأن توزيع المساعدات الإنسانية في غزة أصبح بمثابة "فخ مميت".
واليوم الاربعاء، أعلن الدفاع المدني في غزة أن 12 فلسطينيا على الأقل قتلوا في قصف جوي إسرائيلي استهدف خيمة للنازحين بجوار مدرسة لإيواء النازحين في غرب خان يونس في جنوب قطاع غزة. وقال بصل لوكالة فرانس برس: "نقلت طواقمنا 12 شهيدا معظمهم من الأطفال والنساء في قصف إسرائيلي جوي صباح اليوم استهدف خيم للنازحين بجانب مدرسة الحناوي في منطقة أصداء في خان يونس".
تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الصورة المتناقلة تظهر "الفلسطيني الحاج فريد أبو موسى مبتسماً" بعد استشهاده في قصف اسرائيلي في خان يونس أخيراً. في الواقع، هذه الصورة زائفة، معدلة. وتظهر الصورة الأصلية أبو موسى ميتاً من دون ابتسامة على الوجه.
نبض