المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس معلنا جواز تقديم الخمور في الأماكن السياحية في السعودية". 

الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.

الحقيقة: الكلام المسموع في المقطع على لسان الشيخ السديس زائف، مركّب بواسطة برنامج ذكاء اصطناعي. وقد استُخدمت في عملية التركيب مشاهد أصلية تعود الى خطبة الجمعة التي القاها الشيخ السديس في المسجد الحرام في مكة المكرمة، في 17 كانون الثاني 2025. وقد نفى مسؤول سعودي، الاثنين، تقارير إعلامية عن رفع المملكة حظرها القائم منذ 73 عاما على المشروبات الكحولية. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم

تظهر المشاهد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبدالرحمن السديس قارئا ورقة، قائلا: "يسأل بعض الناس عن إعلان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رفع الحظر عن تقديم الخمور في الأماكن السياحية. وهنا يجب أن نؤكد على مقاصد الشرع في هذا الباب، يعتبر تقديم الخمور جائزا في الأماكن المقصودة، ويجب الامتثال لأوامر ولي الأمر. أما في المناطق الأخرى من البلاد، فننتظر فيها أوامر جديدة،  وتبقى في موضع المحرم حتى يأذن ولي الأمر بغير ذلك". وكُتِب على الفيديو (من دون تدخل): "السعودية ترفع حظر الكحول في 600 موقع سياحي بحلول العام 2026 لجذب السياح قبل كأس العالم 2034". 

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك)

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (انستغرام)

حقيقة الفيديو 

الا ان الاعتقاد ان الكلام الذي يُسمع في الفيديو على لسان الشيخ السديس حقيقي اعتقاد خاطئ. 

ملاحظة: حركة شفتي الشيخ السديس لم تكن متوافقة مع الكلام المسموع في الفيديو. وهذا مؤشر الى تلاعب رقمي ما.

ويتأكد هذا التلاعب بالعثور على المشاهد الاصلية للشيخ السديس منشورة في حساب شؤون الأئمة والمؤذنين في يوتيوب، في 17 كانون الثاني 2025، بعنوان: خطبة الجمعة من الحرم المكي لمعالي الشيخ أ.د. عبدالرحمن السديس 17 رجب 1446هـ.

في إغفال كثير من المسلمين تحصين الأنفس والأولاد والبيوت، مع ضعف الجوانب الإيمانية لدى من يصيبه الشيطان بمس أو وسوسة، يَنجَفِل بعضهم إلى أحلاس الشعوذة والخرافات والمخالفات، وتلقفهم من في سلكهم من أدعياء الرقية الشرعية..

قبس من خطبة الحرم لمعالي الشيخ أ.د. #عبدالرحمن_السديس . pic.twitter.com/BOtHCED9Wn

— شؤون الأئمة والمؤذنين (@Emam_moathen) January 17, 2025

وفي خطبة الجمعة التي القاها الشيخ السديس يومذاك في المسجد الحرام، أوصى المسلمين بتقوى الله فَمَن لزِم التَّقوى فقد أجاب دَاعِيَ اللهِ. وقال: "في عالمٍ يموجُ بالأزمَاتِ والتحديات، والأوهام والشِّكَايات، وفي مجتمعات تنتشر فيها أعمال السحر والشعوذة الشيطانية، وأمراض العين والأوبئة النفسية، ومَا يُصِيبُ المُسْلِمَ مِنها مِنْ كُرَبٍ واعْتِلال، أو نَقْصٍ في الأنْفُسِ والأمْوَال، إلا من أقدار الباري سبحانه بِابْتِلاءِ الأفْرَاد والمُجْتَمعَات، وهو لِفَرِيقٍ: مِرْقاة في دَرَجَاتِ الكمال، ولآخَر: كَفَّارة لِسَيِّئاتِ الأعمال، ويُحْمَل أمر المُسْلِم كله على الخَيْر، إنْ ألَمَّ بِه البلاء والضَّيْر" (واس). 

 وأضاف: "التذكير بموضوع التحصن والتحصين من أهم ما يحتاجه الناس، ولا سيما في هذا الزَّمان الذي عمَّت أَمْرَاضٌ جَمًّا مِن الأنفس وفيها تَوَغَّلتْ، وأمَّتها العِلل وتَغَلْغَلَتْ، مِن صَرْعٍ ومسٍّ وسِحْرٍ وعَيْن، ونَفْسٍ وحَسَدٍ مُفْضٍ إلى حَيْن، وقد أشْرَقتِ الآيات القرآنية بِأعْظم بُرْهَان، والنّصوص الحديثيّة بأروع بيان، والشاهِدُ مِن الواقِع والعَيَان، أنَّهما البَلْسَم والشِّفاء لكل دَاءٍ عَيَاء، وكم مِن مريضٍ أشرف على الهلكات والمَمَات، ولم تُجْدِ في عِلَّتِهِ فَخَامَةُ المِصَحَّات، واستطَبَّ بِالرُّقيةِ الشرعيةِ فحَقق الله له البُرْء والشِّفَاء".

وتابع: "في إغفالِ كثيرٍ من المسلمين تحصين الأنْفُس والأولاد والبيوت، مع ضَعْفِ الجوانب الإيمَانِيّة والعقديّة لَدَى من يُصِيبه الشيطانُ بِمَسٍ أو وَسْوَسَةٍ أو غير ذلك، أو يُصَاب بِعَيْنٍ أو حَسَدٍ، يَنْجَفِلُ بعضهم إلى أحْلاسِ الشّعْوَذة والطّلاسم والخُرَافات، والسِّحر والدَّجَل والمُخَالفات، وتَلَقَّفَهم مَنْ في سِلْكِهِم مِن أدْعِيَاءِ الرُّقية الشرعِيّة، أو مَن يَدَّعون فَكَّ الأعمال وإبطال السِّحر ونحو ذلك فَهَذَا رَاقٍ يُسَفْسِط بِكتابة غامضة ويُتَمْتِمْ، وآخر يُهَرْطِق بِمُبْهم الكلام ويُدَمْدِم، وآخر يَقْطع بأنَّ الدَّاء عَيْن، والعَائِنُ من ذوي القُرْبى، وآخر لا يَنْفكُّ عن ضرْبٍ مُبَرِّح، وجُلُّ هؤلاء الأدْعِيَاء، يُمَوِّهون بِإظْهَار سَمْتِ العُقلاء التُّقَاة، وإن هم إلاَّ مِنَ المُخَادِعين الدُّهَاة، المُحْتالِين لابْتِزَاز أموال النَّاس، واسْتِدْرَارِها على غير قِيَاس،وقد يُزَجُّ بوصفاتٍ تُرَوِّجُ للوهم لخداع البُسَطَاء، بخاصة مع رواجها في الفضائيات وشبكات المعلومات ومواقع التواصل، بل وبعض التطبيقات الرقمية... ". 

اذاً، العثور على المشاهد الاصلية للسديس والنص الكامل لخطبته (نسخناه رقميا) يعني أنّ المقطع المتناقل زائف، إذ ركّب كلاما على لسان السديس لم يدل به، وذلك بواسطة برنامج ذكاء اصطناعي. 

والتفتيش عن المقطع الزائف، باستخدام كلمات مفاتيح انطلاقا من الكلام المختلق فيه، يوصلنا الى حساب abukarsh18@ الساخر (ابو منشار) في انستغرام، والذي نشره في 26 ايار 2025، مع تعليق: "الذكاء الاصطناعي يتخيل خطبة السديس لتبرير بيع الخمور!". 

السعودية تنفي تقارير عن رفع الحظر على المشروبات الكحولية

يشار الى ان مسؤولا سعوديا نفى، امس الاثنين، تقارير إعلامية أفادت بأن المملكة سترفع حظرها القائم منذ 73 عاما على المشروبات الكحولية، على ما ذكرت وكالة "رويترز".

وكان تقرير تناولته بعض وسائل الإعلام العالمية بعدما ظهر الأسبوع الماضي على مدونة معنية بالنبيذ قد أشار إلى أن السلطات السعودية ستسمح ببيع المشروبات الكحولية في الأماكن السياحية في إطار استعداداتها لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2034. ولم يذكر التقرير مصدر هذه المعلومات.

وقد خفّفت المملكة بعض القيود لجذب السياح والشركات العالمية، في إطار خطة طموح لتنويع موارد اقتصادها وتقليل اعتمادها على النفط.

وفي حين لا تزال المشروبات الكحولية ممنوعة، يمكن للسعوديين والأجانب المشاركة في أنشطة لم يكن من الممكن تصورها في السابق، مثل الرقص في حفلات بالصحراء ومشاهدة عروض أزياء أو الذهاب إلى السينما.

السعودية تنفي تقارير عن رفع الحظر على المشروبات الكحولية

تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان "إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس أعلن جواز تقديم الخمور في الأماكن السياحية في السعودية". في الحقيقة، الكلام المسموع في المقطع المتناقل على لسان الشيخ السديس زائف، مركّب بواسطة برنامج ذكاء اصطناعي. وقد استُخدمت في عملية التركيب مشاهد أصلية تعود الى خطبة الجمعة، التي القاها الشيخ السديس في المسجد الحرام في مكة المكرمة، في 17 كانون الثاني 2025. وقد نفى مسؤول سعودي، امس الاثنين، تقارير إعلامية عن رفع المملكة حظرها القائم منذ 73 عاما على المشروبات الكحولية.