المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "قاذفات من طراز بي-2 وبي-52إتش نشرتها وزارة الدفاع الأميركية في قاعدة عسكرية سرية بجزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي، على مسافة قريبة من اليمن وإيران".

الا أنّ هذا الزعم مضلل، خاطئ.

الحقيقة: هذه المشاهد قديمة، اذ تعود آثارها في الانترنت الى 4 أيلول 2020. يظهر قاذفة بي- 2 تحلّق فوق جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي، وفقا لما تم تداوله. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم 

تظهر المشاهد مقاتلة تحلق على علو منخفض فوق شاطئ. وقد تكثف التشارك في المقطع خلال الساعات الماضية عبر حسابات، بالعربية والانكليزية، ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "نشرت وزارة الدفاع الأميركية قاذفات من طراز "بي-2" و"بي-52إتش" في قاعدة عسكرية سرية في جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي، على مسافة قريبة من اليمن وإيران".

🇺🇲🇮🇷🇾🇪
🔴غير عادي
نشرت وزارة الدفاع الأميركية قاذفات من طراز "بي-2" و"بي-52إتش" في قاعدة عسكرية سرية في جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي، على مسافة قريبة من اليمن وإيران. pic.twitter.com/wAiyabas9D

— الصين بالعربية (@mog_china) March 25, 2025

تقارير عن توجه قوة كبيرة من قاذفات الشبح الأميركية الى جزيرة في المحيط الهندي

تزامن انتشار الفيديو مع تقارير عن "توجه قوة كبيرة من قاذفات الشبح بي-2 سبيريت إلى جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي".

وكتب موقع The War Zone أن "صورا من الأقمار الصطناعية أظهرت وجود ما لا يقل عن 3 طائرات شحن من طراز سي-17 و10 طائرات للتزود بالوقود جوا، تم نشرها في الساعات الـ 48 الماضية في هذا الإقليم البريطاني الاستراتيجي، والذي استخدمته الولايات المتحدة سابقا كنقطة انطلاق لشن ضربات في الشرق الأوسط".

ويأتي هذا الحشد في ظل تصاعد الضربات الأميركية ضد الحوثيين، إلى جانب تحذيرات متزايدة لإيران من قبل إدارة ترامب بشأن اتهامها بدعم الحوثيين، وطموحاتها النووية.

حقيقة الفيديو

الا أن الفيديو المتناقل لا علاقة له بهذه التطورات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته. 

فالبحث عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يوصلنا اليه منشورا في حسابات عدة، في 4 ايلول 2020، بكونه يظهر "مقاتلة بي- 2 سبيريت تحلّق فوق جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي Diego Garcia". 

ونسب مستخدمون مصدر المقطع الى حساب Combat Learjet في اكس، والذي نشره في التاريخ ذاته، 4 ايلول 2020، مع تعليق: "شاهدوا هذا الفيديو الخاص بطائرة BA B-2 من صديق مجهول". ويخص الحساب "طيارا عسكريا متقاعدا، وكابتن رئيسيا في شركة طيران"، على ما يعرّف بنفسه. 

ومع أنه لم يذكر موقع تصوير المشاهد، الا ان متابعين من "العسكريين المتقاعدين" ذكروا ان المشاهد مصوّرة في جزيرة دييغو غارسيا.

Check out this BA B-2 video from an anonymous friend pic.twitter.com/4ZvDxx93NM

— Combat Learjet (@Combat_learjet) September 3, 2020

والقاذفة ب 2 سبيريت B-2 Spirit طائرة حربية أميركية موجودة فقط لدى سلاح الجو الأميركي. 

ووفقا لموقع غوغل مابس، فإن المسافة بين جزيرة دييغو غارسيا واليمن هي 3,659 ألف كيلومترا، وبينها وبينها إيران 4,842 ألف كيلومترا. 

وتمنح هذه الجزيرة، التي تضم قاعدة عسكرية أميركية كبيرة، واشنطن حرية الحركة لضمان وجودها البحري في منطقة المحيط الهندي لموازنة البصمة البحرية للصين.

ويوفّر مرفق دعم البحرية الأميركية في دييغو غارسيا U.S. Navy Support Facility Diego Garcia الدعم اللوجستي للقوات العملياتية المتقدمة المنتشرة في مناطق مسؤولية المحيط الهندي والخليج العربي، دعماً لأهداف السياسة الوطنية، وفقا لما يذكر موقع البحرية الاميركية. 

والدخول إلى دييغو غارسيا مقيّد، ويتطلب تصريحا من منشأة دعم البحرية الأميركية في دييغو غارسيا. ويُسمح فقط للعسكريين غير المصحوبين بذويهم، وموظفي وزارة الدفاع المدنيين، أو المتعاقدين المعتمدين، بالوجود في الجزيرة. وباعتبارها إقليمًا بريطانيًا، يخضع جميع الأفراد العسكريين والمدنيين المقيمين في الجزيرة لقانون إقليم المحيط الهندي البريطاني BIOT وادارته. وتختلف هذه القوانين عن تلك المعمول بها في الولايات المتحدة.

وقد أعلنت الولايات المتحدة، مرات عدة خلال الاعوام الماضية، ارسال قاذفات بي-2 سبيريت وبي-52 ستراتوفورتريس وغيرها الى الجزيرة، لـ"تعزيز الجاهزية والتدريب اللازمين للاستجابة لأي أزمة أو تحد محتمل في جميع أنحاء العالم". 

تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان المقطع المتناقل يظهر "قاذفات من طراز بي-2 وبي-52إتش نشرتها وزارة الدفاع الأميركية في قاعدة عسكرية سرية بجزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي، على مسافة قريبة من اليمن وإيران". في الحقيقة، الفيديو قديم، اذ تعود آثاره في الانترنت الى 4 أيلول 2020. ويظهر قاذفة بي- 2 تحلّق فوق جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي، وفقا لما تم تداوله.