
مع تجدّد هجمات المتمرّدين الحوثيين على السفن الحربيّة الأميركيّة في البحر الأحمر إثر الهجمات الأخيرة التي شنّتها الولايات المتّحدة على مواقع لهم في اليمن، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنّه لاستهداف سفينة أميركيّة في البحر الأحمر. إلا أنّ الفيديو في الحقيقة يعود لاحتراق سفينة قبالة شواطئ سري لانكا عام 2021.
يظهر الفيديو سفينة تحترق في عرض البحر وسفناً أخرى محيطة بها تحاول إطفاءها. وجاء في التعليق المرفق أنّ الفيديو يظهر استهداف الحوثيين لسفينة أميركيّة في البحر الأحمر.
ويأتي انتشار هذا الفيديو مع تجدّد التوترات بين الحوثيين في اليمن من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّه اعترض فجر الخميس صاروخاً أطلق من اليمن قبل أن يخترق أجواء الدولة العبرية.
وقال الحوثيون في بيان إنهم استهدفوا مطار بن غوريون بـ"صاروخ باليستي فرط صوتي". وأضافوا أن "القوات المسلحة صعّدت من عمليات استهداف القطع الحربية المعادية في البحر الأحمر منها حاملة الطائرات +يو أس أس هاري ترومان+".
وأكدوا أن "العدو الأميركي سيفشل في منع اليمن من استهداف العدو الإسرائيلي رداً على مجازره في حق إخواننا في غزة".
والثلثاء، تبنى الحوثيون إطلاق صاروخ باتجاه إسرائيل اعترضته دفاعاتها الجوية قبل أن يدخل أجواءها، بحسب الجيش الإسرائيلي.
ومنذ نهاية الأسبوع الفائت تشنّ واشنطن حملة جوية ضدّ الحوثيين أسفرت السبت عن مقتل 53 شخصاً وإصابة 98 آخرين، وفق الحوثيين الذين قالوا إنهم ردّوا باستهداف حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر مرات عدة.
حقيقة الفيديو
إلا أنّ الفيديو المتداول لا علاقة له بكلّ ذلك.
فقد أرشد البحث عن لقطات منه إلى تقريرٍ بثّته قناة "سي سي تي في" الصينيّة الرسميّة قبل سنوات، ما ينفي صلته بالأحداث الأخيرة. ونشرت قناة "أون تي في" البيلاروسية المشاهد نفسها ضمن تقريرٍ إخباريّ بعد أيّام.
وجاء في التعليق المرفق أنّه يعود لاحتراق سفينة شحن قبالة شواطئ العاصمة السري لانكيّة كولومبو في أيّار/مايو 2021.
واستمرّ الحريق على متن السفينة 13 يوماً، وأدى إلى تسرب أطنان من المواد الكيميائية نحو الشاطئ.
وقد وزّعت وكالة فرانس برس مشاهد أخرى للسفينة المحترقة "أم في إكس-برس بيرل"، التي كانت تحمل 81 حاوية من المواد الكيميائية الخطرة، بما في ذلك 25 طناً من حمض النيتريك، عندما اشتعلت فيها النيران.
خدمة تقصي صحة الأخبار باللغة العربية، وكالة فرانس برس