الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لم يدل بهذه التصريحات عن علويي سوريا والفيديو زائف FactCheck#

تداولت حسابات على موقع التواصل التدوينات القصيرة إكس (تويتر سابقا) فيديو للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون متكلما على طائفة العلويين في سوريا. الا أن هذا المقطع، زائف، مفبرك تماما. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
فقد تداولت حسابات على إكس فيديو يظهر فيه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون متكلما على طائفة العلويين في سوريا، وكيف وصلوا إلى الحكم. وكتبت معه تعليقاً (من دون تدخل): "ما يقوله الرئيس الجزائري عن العلويين... كلام خطير عن علويي سوريا".
ما يقوله الرئيس الجزائري السيد تبون عن العلويين pic.twitter.com/MxaSi7xxvM
— فهد الشهري (@AbuOsamaFQ) March 17, 2025
حقيقة الفيديو
ولكن بعد تفكيك الفيديو إلى صور، عبر أداة InVid، قاد البحث العكسي إلى أن هذا المقطع مفبرك تماما. وهو ما يمكن تبيانه في الآتي:
أولاً: يتم تداول هذا المقطع منذ كانون الأول (ديسمبر) 2024.
ثانيا: قادت لقطة شاشة من الفيديو، عبر البحث العكسي، الى مشاهد تبون منشورة في حساب قناة "المغاربية" في تيك توك، بتاريخ 8 تشرين الأول (أكتوبر) 2024، بعنوان: "تبون يثير الجدل مجددا في أول حوار تلفزيوني له في عهدته الثانية".
@almagharibia_tv ♦ تعديل الدستور دليل فشل👇🏼👇🏼 🎙️عبد الله هبول - محام وقاض سابق - الجزائر: "أهم ما جاء في هذا الحوار الذي أجراه الرئيس هو الإشارة إلى تعديل دستوري وهذا أكبر دليل على فشل ما يعبر عنه بالجزائر الجديدة و الدستور الذي جاءت به." #الجزائر #تبون #الجزائر_الجديدة #الدستور #الانتخابات_الجزائرية
♬ original sound - Almagharibia TV قناة المغاربية
وانطلاقا من هنا، نركّز البحث على الحوار الذي أجراه تبون في تشرين الأول (أكتوبر) 2024، ونتوصل بموجبه إلى الفيديو الأصلي منشورا في صفحة المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري في الفايسبوك، في 5 تشرين الاول 2024، بعنوان: "اللقاء الإعلامي الدوري لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون مع ممثلي الصحافة الوطنية".
وبالطبع، لم يأت تبون في هذه المقابلة على ذكر الطائفة العلوية، ولم يدل فيها بأي من التصريحات المنسوبة اليه، وفقا لما تبينه مراجعة المقابلة والمواقع الإخبارية، لا سيما الجزائرية.
والعثور على المشاهد الاصلية يعني ان المقطع المتناقل تزييف، اذ تمت فبركة كلام على لسان تبون لم يدل به اصلا، بواسطة برنامج ذكاء اصطناعي.
يومذاك، أكد تبون، في الحوار معه، أن الجزائر دخلت في طريق التغيير الإيجابي، وأنها ستواصل مسيرتها بثبات نحو آفاق واعدة، مشيرا الى أن الهدف الأسمى هو تحقيق حلم الشهداء في تأسيس دولة جزائرية ديموقراطية قادرة على الدفاع عن سيادتها وحماية مواطنيها، وفقا لما أوردت مواقع اخبارية.
وأعرب خلال لقائه الإعلامي الدوري مع ممثلي وسائل الإعلام الوطنية عن حرصه على الوفاء بالتزاماته تجاه الشعب الجزائري من خلال حماية بلاده واستقلالها وحماية الضعفاء، مشيرا إلى أن البلاد دخلت في طريق التغيير الإيجابي وستواصل مسيرتها، محذرا من وجود "لوبيات" تحاول ضرب استقرار البلاد وخلق البلبلة، وفقا لوكالة الأنباء الجزائرية.
وأعلن أنه سيتم إرساء حوار وطني جاد في نهاية عام 2025 أو بداية 2026، وذلك بعد الانتهاء من مراجعة القوانين المتعلقة بأجهزة الدولة العصرية، على غرار قانوني "البلدية والولاية" و"الأحزاب السياسية"، التي كان قد التزم بوضعها بالتشاور مع الأحزاب، وذلك في سبيل تحصين الجزائر من التدخلات الأجنبية والقضاء على محاولات زرع الفتنة بين أبناء شعبها.
العلويون في سوريا
وكان الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي قاد مقاتلوه هجوما أطاح بحكم عائلة الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، أعلن أنه سيؤسس مجتمعا يشتمل كل الطوائف في بلد يتميز بمزيج طائفي وديني حساس، وفقا لما ذكرت وكالة "رويترز".
لكن هذا التعهد يواجه اختبارا صعبا بسبب حملة قتل تستهدف الطائفة العلوية في سوريا التي ينتمي إليها الرئيس المخلوع بشار الأسد والتي اندلعت بعد هجوم شنّه موالون للأسد على قوات الحكومة الجديدة. ويبدي بعض السوريين والقوى الخارجية مخاوف من أن يفرض الشرع حكما إسلاميا صارما أو يستبعد بعض الطوائف من مواقع السلطة في بلد يضم أقليات عديدة، مثل الدروز والأكراد والمسيحيين والعلويين.
والعلويون طائفة صغيرة تعتبر فرعا من الشيعة وتقدّس الإمام علي بن أبي طالب. وتتركز في سوريا لكن لها وجودا في مناطق أخرى من الشرق الأوسط.
معظم العلويين في سوريا هم من المزارعين الفقراء الذين ينحدرون من المنطقة الجبلية الغربية على البحر المتوسط.
وأصبح الرئيس الراحل حافظ الأسد، والد بشار، أقوى شخصية علوية عندما استولى على السلطة في انقلاب عام 1970 بعد صعوده داخل حزب البعث.
واعتمدت عائلة الأسد خلال حكمها على العلويين وقلدتهم مناصب في الجيش والأمن والمخابرات، لكن كثيرين منهم ظلوا يعانون من الفقر والقمع كغيرهم من السوريين في أثناء حكم العائلة.
وتعرض العلويون عبر التاريخ للاضطهاد، إذ عانوا من غزو الصليبيين والمماليك والعثمانيين، وخاضوا حروبا داخلية أيضا.
الخلاصة: الفيديو المتداول لتبون تزييف، مفبرك تماما. والمشاهد الاصلية تعود لحوار أجري معه في 5 تشرين الأول 2024، ولم يأت فيه على ذكر طائفة العلويين في سوريا.