
تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو بالتزامن مع الهجمات الجوية الأميركية التي تشنها على مدن يمنية، بمزاعم أنه يوثّق القصف الأميركي على مدينة صعدة اليمنية. إلا أن هذا الادعاء خاطئ. فالفيديو يعود إلى هجمات أميركية- بريطانية على الحوثيين عام 2024. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
في الادّعاء المتداول، فيديو مسجّل بواسطة هاتف أحد الأشخاص ليلاً، ويظهر نيراناً مندلعة وأصوات قصف من بعيد. وأرفق بتعليق (من دون تدخّل): "جانب من القصف الأمريكي على مدينة صعدة اليمنية".
جانب من القصف الأمريكي على مدينة #صعدة اليمنية. pic.twitter.com/fpNckEs9tf
— همام شعلان || H . Shaalan (@osSWSso) March 15, 2025
لقطة شاشة من الفيديو المتداول (اكس)
وقد تحقّقت "النّهار" من صحة الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:
الفيديو المتداول قديم، إذ يعود إلى الجمعة 12 يناير/كانون الثاني 2024، وهو لضربات جوية نفذتها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا على مواقع تابعة لجماعة "أنصار الله الحوثيون" في اليمن.
#عاجل #اليمن#صعدة تحت القصف #الان .. pic.twitter.com/Pxux6w2akK
— PIC | صـور من التـاريخ (@inpic0) January 11, 2024
لقطة من الفيديو المنشور عام 2024
ونُشر الفيديو في ذلك الحين في صفحات ووكالات دولية، بالتزامن مع ضربات نفذتها أميركا وبريطانيا، بواسطة طائرات مقاتلة وصواريخ "توماهوك" ضد أهداف تم اختيارها "لإضعاف هجمات الحوثيين المستمرة على السفن في البحر الأحمر".
وشملت الأهداف أنظمة الرادار، ومواقع تخزين الطائرات بدون طيار وإطلاقها، والصواريخ الباليستية وصواريخ "كروز".
وقال مسؤول أميركي لـشبكة "سي أن أن" آنذاك إن "غواصة شاركت في العملية، اذ أطلقت صواريخ توماهوك على أهداف للحوثيين. ووفقاً لمصدر في الكونغرس، أطلع كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية قادة الكونغرس في وقت سابق من الخميس (11 منه) على الخطط.
وفي المقابل، ذكر القيادي الحوثي عبد القادر المرتضى، عبر منصة إكس، أن غارات جوية استهدفت مدنا عدة. وقال: "العدوان الاميركي الصهيوني البريطاني على اليمن يشن غارات عدة على العاصمة صنعاء ومحافظة الحديدة وصعدة وذمار".
هجمات أميركية على اليمن
وجاء تداول الفيديو بالمزاعم الخاطئة، بالتزامن مع هجمات نفذها سلاح الجو الأميركي ليلة 15 مارس/آذار الجاري، على مدن عديدة في اليمن. وأعلنت القيادة المركزية الأميركية سلسلة عمليات شملت "ضربات دقيقة ضد أهداف تابعة للحوثيين المدعومين من إيران في مختلف أنحاء اليمن، وذلك لحماية المصالح الأميركية، وردع الأعداء، واستعادة حرية الملاحة".
CENTCOM Forces Launch Large Scale Operation Against Iran-Backed Houthis in Yemen
— U.S. Central Command (@CENTCOM) March 15, 2025
On March 15, U.S. Central Command initiated a series of operations consisting of precision strikes against Iran-backed Houthi targets across Yemen to defend American interests, deter enemies, and… pic.twitter.com/u5yx8WneoG
ونشر حساب البيت الأبيض، على منصة اكس، صوراً تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب في غرفة العمليات، وعلّق عليها: "يتخذ الرئيس ترامب إجراءات ضد الحوثيين للدفاع عن أصول الشحن الأميركية وردع التهديدات الإرهابية. لفترة طويلة جداً، كانت التهديدات الاقتصادية والوطنية الأميركية تحت رحمة الحوثيين. لكن هذا لن يحدث في عهد هذه الرئاسة".
من جهته، قال المكتب السياسي لأنصار الله، ليل السبت، إن "العدوان الأميركي البريطاني على العاصمة صنعاء لن يمر من دون رد ولن يثني الشعب اليمني عن موقفه المساند للشعب الفلسطيني".
وقال إن "العدوان الأميركي البريطاني أقدم مساء اليوم على شن عدوان غادر وآثم بغارات عدة استهدفت أحياء سكنية في العاصمة صنعاء وأدت إلى ارتقاء عدد من الشهداء والجرحى من المدنيين"، مضيفا أن "استهداف المدنيين والأعيان المدنية جريمة حرب مكتملة الأركان، وهي دليل مضاف على الإرهاب الأميركي بحق الشعوب والدول المناهضة لسياسة واشنطن الاستكبارية".
ولفت إلى أن "العدوان السافر على بلدنا يؤكد أن أميركا كانت وما زالت تحارب نيابة عن الكيان الصهيوني وفي خدمة مشروعه التوسعي وجرائمه المتوحشة".