نشرت حسابات على موقع التواصل الاجتماعي الأشهر في مصر فايسبوك فيديو بمزاعم أنه يُظهر سيولا تجرف أغناما في المملكة المغربية. الا ان هذا الزعم مضلل تماما. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
فقد تداولت حسابات على فايسبوك فيديو يُظهر سيولا تجرف أغناما. وكتبت معه تعليقا (من دون تدخل): "المغرب الأقصى، سيول بسبب تساقطات الأمطار تجرف عدداً كبيراً من الأغنام في المملكة المغربية".

حقيقة الفيديو
بيد أن هذا الفيديو لا علاقة له بالمملكة المغربية. وسبق ان تم تداوله في ايلول 2024، وكشفت "النهار" حينها أنه يعود الى 30 حزيران 2020. ويظهر فيضانات في منطقة إرجيش بمدينة فان التركية، تسببت بأضرار مادية كبيرة في حي كيركبينار، وجرفت 74 رأسا من الأغنام، الأمر الذي أدى إلى نفوقها.
فقد قاد البحث العكسي إلى لقطة شاشة من الفيديو منشورة في موقع جريدة "زمان" التركية في 2 آب (أغسطس) 2021، ضمن تقرير عن "نفوق عشرات الماشية في تركيا بسبب الفيضانات ودمار يلحق بالمنازل".

وقاد التعمق في البحث، باستخدام كلمات مفاتيح بالتركية، الى الفيديو منشورا بنسخة أطول في تاريخ أقدم، 30 حزيران (يونيو) 2020 (و1 تموز/يوليو 2020)، في مواقع وحسابات اخبارية تركية كتبت معه: "تحولت الأمطار الغزيرة في منطقة إرجيش Erciş بمدينة فان Van فيضانات وتسببت بأضرار مادية كبيرة في حي كيركبينار Kırkpınar. وجرفت 74 رأسا من الأغنام الأمر الذي ادى الى نفوقها".


ووفقا لتقارير اعلامية تركية، "أثرت الأمطار على مدينة فان والمناطق المحيطة بها بعد ظهر اليوم (30 حزيران 2020). وفي حي كيركبينار، على بعد 25 كيلومترا في منطقة إرجيس، تسببت الأمطار الغزيرة التي بدأت قرابة الساعة 16:00 ب.ظ، بفيضانات. وتضررت العديد من الحظائر والملاجئ في الحي، وبالكاد نجت امرأة تحلب أغنامها في حظيرة للحيوانات. ونفقت 74 رأسا من الأغنام بعدما جرفتها الفيضانات".
"كذلك، تضررت الطريق والأراضي الزراعية في الحي بسبب الفيضانات. وبعدما أبلغ السكان السلطات بالوضع، تم إرسال فرق إدارة الإطفاء وإدارة الغابات الزراعية إلى المنطقة. وبينما كانت الفرق تعمل في المناطق المتضررة باستخدام معدات البناء، أجرت فرق إدارة الزراعة والغابات في المنطقة أيضا أعمال تقييم للأضرار".
لماذا الآن؟
ويأتي تداول هذا الفيديو في الوقت الراهن مقترنا بدعوة الملك محمد السادس العاهل المغربي، في رسالة رسمية وجهها إلى مواطنيه، ونقلها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، في شباط الماضي، وأكد فيها أن الدولة حريصة على تمكين المغاربة من أداء شعائرهم الدينية في أفضل الظروف. غير أن الوضع المناخي والاقتصادي الراهن يفرض على الجميع التحلي بروح المسؤولية والتضامن.
وقال الملك في رسالته: "إن حرصنا على تمكينكم من الوفاء بهذه الشعيرة الدينية في أحسن الظروف يواكبه واجب استحضارنا ما تواجهه بلادنا من تحديات مناخية واقتصادية، أدت إلى تراجع كبير في أعداد الماشية".
وأضاف: "آخذاً في الاعتبار أن عيد الأضحى سُنّة مؤكدة مشروطة بالاستطاعة، فإن إقامتها في هذه الظروف الصعبة قد تلحق ضرراً كبيراً بشرائح واسعة من شعبنا، بخاصة ذوي الدخل المحدود".
وفي خطوة رمزية تعكس تضامن الملك مع شعبه، أعلن أنه سيقوم بذبح الأضحية بالنيابة عن الأمة، داعياً المواطنين إلى التزام هذه التوجيهات مراعاةً للظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
وتشهد المملكة المغربية أسوأ حقبة جفاف منذ ثمانينيات القرن الماضي، إذ تراجعت أعداد المواشي بنسبة 38%، وسُجّل عجز في المتساقطات المطرية بلغ 53% مقارنة بمتوسط الثلاثين عاماً الأخيرة، وفقا لما صرح به وزير الفلاحة أحمد البواري في منتصف شباط/ فبراير.
وأدى هذا النقص إلى تقلص المساحات الزراعية المرويّة بنسبة 45%، وانخفاض إنتاج الحبوب إلى أقل من 30 مليون قنطار، مقارنة بمعدّل سنوي يتجاوز 70 مليون قنطار في السنوات العادية.
وانعكس هذا الوضع على أسعار الأعلاف التي سجّلت ارتفاعاً قياسياً بنسبة 60%، الامر الذي زاد من أعباء مربّي الماشية ودفع العديد منهم إلى التخلص من قطعانهم، سواء بالبيع أو بالذبح المبكر.
كذلك شهدت أسعار اللحوم الحمراء ارتفاعاً تجاوز 40% في بعض الأسواق،بينما سجلت أسعار الحليب ومشتقاته زيادات متتالية بسبب نقص الإنتاج المحلي.
الخلاصة: الفيديو المتداول لسيول تجرف اغناماً لا علاقة له بالمغرب. فهو قديم اذ يعود إلى حزيران 2020. وهو لفيضانات من جراء سيول ضربت تركيا، وتسببت بأضرار وخسائر.
نبض