كلا، هذه المشاهد ليست لسوريين في مصر احتفلوا بالأحداث الدموية في بلادهم FactCheck#

نشرت حسابات على موقع التواصل الاجتماعي الأشهر في مصر فايسبوك مقطعي فيديو بمزاعم أنهما لاحتفالات سوريين في مصر بأحداث العنف ضد العلويين في منطقة الساحل السوري أخيرا. الا ان هذا الزعم مضلل تماما. FactCheck# 

"النّهار" دقّقت من أجلكم

فقد تداولت حسابات على فايسبوك مقطعي فيديو لاحتفال مجموعة من الشباب، حمل أحدهم علم سوريا الجديد. وكتب أحد الحسابات تعليقا (من دون تدخل): "مؤيدون للجولاني الإرهابي ‎الداعشي موجودون في مصر ونزلوا واحتفلوا على ارض مصر... انتم لسه مش وخدين بالكم اننا في خطر؟". 

حقيقة هذه المشاهد 
ولكن بعد تتبع مصادر هذه المشاهد، اتضح أنّها قديمة، وأن لها سياقا مختلفا تماما. وهو ما يمكن تبيانه في الآتي:

بداية، قاد البحث العكسي إلى احتفالات مشابهة على الحساب الرسمي لمنصة "الشرق" الإخبارية في فايسبوك بتاريخ 8 كانون الأول (ديسمبر) 2024، بعنوان: "هتاف وتكبير ورفع الأعلام السورية... احتفالات مواطنين سوريين في مصر بسقوط نظام بشار الأسد".

وهنا بدأ البحث عن احتفالات السوريين في مصر بسقوط بشار الأسد، حتى تم التوصل إلى المقطع الرئيسي بخلفية الصوت ذاتها على منصة تيك توك، بتاريخ 8 كانون الأول (ديسمبر) 2024.

@abearalsayed #لله #الحمد #سوريا #مصر ♬ الصوت الأصلي - عاشق الساروت 💚

كذلك نشر حساب آخر على تيك توك مقطع الفيديو الآخر بالتاريخ ذاته، ولكن بعنوان: "احتفالات النصر من مصر منذ ساعة... السوري بيلبقلو الفرح".

@amoshe96 احتفالات النصر من مصر منذ ساعه... السوري بيلبقلو الفرح #سورياحرة #سورياحرةابية✌🏻✌🏻💚💚 #💚💚 #سوريا #سوري #سوري_وافتخر🔥 #النصر ♬ الصوت الأصلي - Amoshe📷❤️

أحداث الساحل السوري 
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان كشف أنّ "أعداد الضحايا المدنيين تستمر في الارتفاع على خلفية الأحداث الدموية، التي شهدتها مناطق الساحل السوري وعمليات التصفية على أساس طائفي ومناطقي، وراح ضحيتها المئات من المواطنين، بينهم نساء وأطفال، اذ ارتكبت قوات الأمن وعناصر وزارة الدفاع والقوات الرديفة لها جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان، وسط غياب الرادع القانوني لهؤلاء".

ووثّق المرصد السوري، أمس الاثنين 10 آذار، "مقتل 120 مدنياً من أبناء الطائفة العلوية. وجاء توزع الضحايا كالآتي:
15 في محافظة حماة:
_سلحب سهل الغاب حماة (المجموع: 9 قتيل)
_ طاحونة الحلاوة العدد 1
_ قرية الاصيلة العدد 5

2 في حمص في حي الأرمن
50 في طرطوس
_ قرية تالين في بانياس المجموع 3
_حارة القنيطرة ريف طرطوس المجموع 3
_مجزرة بانياس مجموع الضحايا: 8
_قرية بديغان العدد 7
_جنة الجرد العدد 1
_قرية الحطانية العدد 12
_حريصون16

53 في اللاذقية:
_جوبة اسطامو ريف اللاذقية(المجموع: 13قتيل)
_ضحايا قرية بلوزة ريف اللاذقية 2
_مجزرة الشير -العدد 5
_ قرية عين العروس 17
_ البهلولية العدد 7 
_ مناطق متفرقة بريف اللاذقية العدد 9

وبلغ عدد المجازر في الساحل السوري وجباله، 44 منذ التصعيد الذي كانت شرارته هجمات شنها مسلحون من الطائفة العلوية في 6 آذار، ضد قوات وزارتي الداخلية والدفاع السورية، لتبدأ عمليات قتل وإعدامات ميدانية وتطهير عرقي.

واعداد الشهداء المدنيين وفقا للمحافظات هي كالآتي:
598 في اللاذقية.
313 في طرطوس.
171 في حماة.
12 في حمص.

ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان استشهاد 911 مواطنا في محافظتي اللاذقية وطرطوس، نتيجة عمليات التصفية، بينهم مواطنون من طوائف غير العلوية. وجاءت محافظة اللاذقية في المرتبة الأولى، ثم طرطوس، ثم حماة وأخيرا حمص.

وتأتي هذه الجرائم في سياق عمليات انتقامية واسعة تستهدف أبناء الطائفة العلوية، وسط استمرار القتل الجماعي وحرق المنازل والتهجير القسري، في ظل غياب أي تدخل دولي لوقف هذه المجازر.

من جهتها، قالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، اليوم الثلثاء، إن عائلات بأكملها، بينها نساء وأطفال، قُتلت في منطقة الساحل السوري خلال حملة عسكرية ضد ‏التمرد الذي شنه موالون للرئيس المخلوع بشار الأسد.‏

وأفاد المتحدث باسم المفوضية ثمين الخيطان في إفادة صحافية في جنيف بأن ‏المفوضية وثقت مقتل 111 مدنيا في منطقة الساحل السوري، مشيرا الى انه يُعتقد أن العدد ‏الحقيقي للقتلى "أعلى بكثير".‏ وتابع في تصريحات لصحافيين: "العديد من عمليات القتل الموثقة كانت إعدامات بإجراءات ‏موجزة ونُفذت على أساس طائفي في ما يبدو".

الخلاصة: المشاهد المتداولة تعود إلى كانون الأول (ديسمبر) 2024، وهي لاحتفالات سوريين في مصر بسقوط نظام بشار الأسد. ولا علاقة لها بأحداث العنف في الساحل السوري.