المتداول: منشورات تدّعي أن "ملك المغرب محمد السادس والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون توفيا". 

الحقيقة: هذه الأخبار غير صحيحة، ملفقة. FactCheck#

"النّهار" دققت من أجلكم 

خلال الساعات الماضية، انتشرت على نطاق واسع منشورات تحمل شعار الموقع الاخباري المغربي "هسبريس"، ونقلت، وفقا للمزاعم، عن الديوان الملكي المغربي "وفاة ملك المغرب محمد السادس اثر جلطة دماغية". وفي الوقت ذاته، ادعت منشورات أخرى تحمل شعار قناة "النهار" الجزائرية، وفاة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون. 

الا ان هذه المزاعم غير صحيحة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي صحتها. 

"هسبريس" لم ينشر خبرا مماثلا عن وفاة الملك

فالبحث في موقع "هسبريس" المغربي ومختلف حساباته يبين انه لم ينشر خبرا عن وفاة الملك محمد السادس. 

في الواقع، تكفي مراجعة منشورات اصلية للموقع المغربي لتبيان ان الخط المستخدم فيها لا يشبه اطلاقا الخط في التصميم المتناقل. واليكم مقارنة بين منشور اصلي للموقع (ادناه الى اليمين)، والمنشور المتناقل (الى اليسار). 

كذلك لم يصدر اي بيان بشأن هذه الوفاة المزعومة للملك عن الديوان الملكي في المغرب. ولا اثر لاي خبر مماثل في وكالات انباء عالمية ومواقع اخبارية ذات شأن وصدقية. 

بعد انتشار الخبر الزائف عن وفاة الملك، نشر موقع "هسبريس" بيانا في صفحته في الفايسبوك، امس الاحد 16 شباط 2025، هاجم فيه "أكاذيب وسائل الإعلام الجزائرية المقربة من “قصر المرادية”، ومجموعة من الصفحات الجزائرية على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي ما ان انكشفت حول خبر زائف يستهدف الشخصيات أو المصالح العليا للمغرب حتى يجتهد “مريدو النظام العسكري الجزائري” في اختلاق خبر زائف جديد لعله يحظى بالتصديق من طرف القراء".

وقال: "آخر الأخبار الزائفة، التي تداولتها وتناقلتها صفحات إعلامية جزائرية، استهدف المؤسسة الملكية بشكل مباشر، حيث أطلق هواة الاصطياد في الماء العكر كذبة مفضوحة وصدقوها. وفي محاولة لإضفاء شيء من المصداقية المفتقدة على هذا الخبر حرص المدّعون على نسبه إلى جريدة هسبريس الإلكترونية، مستغلين في ذلك اسمها وهويتها البصرية، من أجل بث الفوضى والتشويش على الرأي العام".

وكان الموقع نشر ايضا بيانا في حسابه في انستغرام في 15 شباط 2025، قال فيه انه "يتواصل مسلسل إقحام جريدة هسبريس الإلكترونية في ترويج أخبار زائفة لا أساس لها من الصحة عبر منصات التواصل الاجتماعي، باستغلال الهوية البصرية للجريدة. والحلقة الجديدة من هذا “المسلسل العبثي”، الذي لا يُسلي أحدا سوى أصحابه، نشر خبر زائف من “جهات معادية للمغرب” يستهدف مؤسسة دستورية. وتجدد جريدة هسبريس تنبيه قرائها إلى أن موادها الصحافية متاحة على صفحاتها الرسمية بروابط واضحة، كما ألفوا ذلك منها".

يشار الى ان صورة محمد السادس المتناقلة تعود الى 11 تشرين الثاني 2018، وتظهره مغادرا قصر الإليزيه في باريس، بعد مأدبة غداء أقامها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في الذكرى المئوية لنهاية الحرب العالمية الأولى، وفقا لما ذكرت وكالة غيتي ايماجيز Getty Images.  

وكان الملك محمد السادس، عاد مساء الجمعة 14 شباط 2025، إلى المغرب، بعد زيارة خاصة للإمارات العربية المتحدة دامت أسابيع، وفقا لما ذكر موقع "الصحيفة". 

وخلال تلك الزيارة، التقى الملك رئيس الامارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأجرى معه مشاورات خاصة  تتعلق بالتعاون الثنائي بين البلدين، وتطوير العلاقات الاقتصادية والسياسية التي تجمع بين الرباط وأبوظبي. 

قناة "النهار" الجزائرية لم تنشر خبر وفاة تبون 

وعلى غرار موقع "هسبريس"، لم تنشر قناة "النهار" الجزائرية خبر وفاة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في موقعها ومختلف حساباتها. 

في الواقع، يبيّن البحث العكسي ان التصميم الذي استخدم في عملية فبركة الخبر الزائف منشور في حسابها في انستغرام، في 11 كانون الثاني 2025، وقد اضيفت اليه عبارة "في ذمة الله". 

واليكم مقارنة بين المنشورين الاصلي (ادناه الى اليمين)، والزائف (الى اليسار). واشرنا بالاصفر الى التلاعب الذي حصل. 

وبالطبع لم تصدر رئاسة الجمهورية الجزائرية بيانا بشأن هذه الوفاة المزعومة لتبون. كذلك لا اثر لخبر مماثل في اي وكالات انباء عالمية ومواقع اخبارية ذات شأن وصدقية. 

وفي آخر خبر حتى كتابة هذا التقرير نشرته الرئاسة الجزائرية في صفحتها في الفايسبوك في 16 منه، بعث تبون برسالة تعزية إلى عائلة المرحوم فيليكس لويس جيرو كولوزي.

وقد اطل تبون في مشاهد عرضتها الرئاسة في 15 منه، لدى عودته الى الجزائر بعد زيارة لإثيوبيا تخللها "عمل دبلوماسي مكثف انتهى بحصول الجزائر على ثلثي أصوات الأشقاء الأفارقة، في انتخاب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، الذي عاد منصبه للجزائر عن جدارة واستحقاق"، على ما أعلنت.