تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قالت إنه يظهر الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع خلال احتجازه في أحد السجون العراقية سنة 2008. إلا أن الادّعاء غير صحيح. فالفيديو مأخوذ من فيلم وثائقي صوّر في سجن في شمال سوريا سنة 2022، ومن يظهر فيه ليس أحمد الشرع.

يظهر في الفيديو رجل يتجول داخل ساحة، وبجانبه أشخاص آخرون يرتدون جميعهم سراويل باللون البرتقالي. وقال الناشرون إنه أحمد الشّرع في سجن في العراق سنة 2008.

أحمد الشرع من التطرف إلى السلطة في سوريا
سمّى قادة الفصائل المسلحة التي شاركت في الهجوم الذي أطاح بحُكم عائلة الأسد في كانون الأول/ديسمبر، الأربعاء الماضي الشرع رئيساً بصلاحيات واسعة لمرحلة انتقالية لم تحدد مدّتها، ليتحوّل من قائد فصيل مسلح إلى رجل دولة خلال أقلّ من شهرين.

وعُرف الشرع بأبي محمد الجولاني، وتزعّم هيئة تحرير الشام الإسلامية التوجه. وبعدما قاد على رأس الهيئة تحالف الفصائل التي أطاحت بالأسد، انتقل سريعاً من الميدان الى السياسة، وبات يستخدم اسمه الحقيقي، واستعاض عن الزي العسكري ببزّة رسمية وربطة عنق.

ولد الشّرع في العام 1982 في السعودية حيث كان يعمل والده، وبقي فيها خلال السنوات السبع الأولى من حياته، كما كشف في مقابلة مع قناة العربية السعودية. عادت العائلة الميسورة إلى سوريا بعد ذلك حيث نشأ في حي المزة بدمشق، وبدأ دراسة الطب.

وبحسب موقع "ميدل إيست آي" الإلكتروني "بدأت أولى علامات الجهاد تظهر في حياة الجولاني" بعد اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، و"بدأ بحضور خطب دينيّة واجتماعات سريّة في ضواحي دمشق".

وبعد الغزو الأميركي للعراق في العام 2003، توجّه للقتال في البلد المجاور لسوريا، حيث انضم إلى تنظيم القاعدة بقيادة أبي مصعب الزرقاوي، قبل أن يُسجن لمدة خمس سنوات.

فما حقيقة الفيديو؟
إلا أنّ الفيديو المتداول لا يظهر أحمد الشرع في سجنٍ في العراق. 

فالتفتيش عن مشاهد ثابتة من الفيديو يرشد إليه منشوراً ضمن فيلم وثائقي على قناة "دويتشي فيلله" الألمانية الوثائقية على يوتيوب سنة 2023.

وجاء في التفاصيل أن الفيلم صوّر سنة 2022، ويظهر مشاهد من سجون في شمال سوريا، حيث يقبع مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلاميّة"، وهو ما يناقض ما زعمته المنشورات أن الفيديو مصّور في سجنٍ في العراق عام 2008.

وتناول هذا الفيلم الوثائقي خطر عودة التنظيم المتشدّد في مناطق شمال شرق سوريا التي تسكنها غالبية كردية.

خدمة تقصي صحة الأخبار باللغة العربية، وكالة "فرانس برس