الطالبتان الغريقتان في النجف العراقية لم تنتحرا كقربان للإمام علي FactCheck#

تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لطالبتين غريقتين في نهر الكوفة وسط العراق، بمزاعم أنَّهما انتحرتا قرباناً للإمام علي بن أبي طالب، وأنهما من جماعة "القربان". إلا أن هذا الادعاء خاطئ، إذ أن سبب انتحار الفتاتين لم يعلن بعد. ونفت شرطة النجف لـ"النهار" صحة الادعاء. #FactCheck
"النّهار" دقّقت من أجلكم
في الادّعاء المتداول، فيديو يظهر فتانين غريقتين في أحد الأنهر، وكانت بملابس مدرسية. وقد صورته مجموعة من الأشخاص خلال وجودهم في نهر الكوفة بمحافظة النجف العراقية. وكتبت مصادر الادّعاء مع الفيديو (من دون تدخّل): "انتحار فتاتين في النجف تتبعان جماعة القربان الشيعية، التي تؤمن بتقديم الأرواح عن طريق الانتحار قربانا للإمام علي وفرحا بلقائه".
🔴 إنتحار فتاتان في النجف يتبعان لجماعة القربان الشيعية و التي تؤمن بتقديم الأرواح عن طريق الانتحار قربانا للإمام علي و فرحا بلقائه. pic.twitter.com/PwhdHW924y
— العراق برس (@aliraqplus) January 21, 2025
لقطة شاشة من الادّعاء المتداول (إكس)
وقد تحقّقت "النّهار" من صحة الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:
1- الخبر مضلل، إذ لم يتم الإعلان أن سبب الغرق هو "انتحار بدافع القربان". كذلك لم تعلن بعد الجهات الرسمية أسباب الغرق، فيما نقلت وسائل إعلام عراقية عن مصدر أمني إن "سبب الغرق هو انتحار، وجاري التحقيق في دوافعه وأسبابه".
2- نفى الناطق الرسمي باسم قيادة شرطة النجف العقيد مفيد الطاهر، لـ"النهار"، صحة الادعاء المتداول. وقال إن "التحقيقات جارية ولم تكتمل حتى اللحظة. لكن التحقيقات الأولية تشير الى ان الانتحار مجهول السبب حتى الآن. أما بالنسبة إلى ما أشيع بشأن انتماء الفتاتين الى جماعة القربان، فهذا لا أساس له ".
وكانت قيادة شرطة النجف أعلنت في 15 كانون الثاني/يناير الحالي، انتشال جثتين مجهولتي الهوية من نهر الكوفة، فيما نقلت وسائل إعلام عن مصادر أمنية إنه تم التعرف الى هويتيهما، وهما "طالبتان قضتا غرقاً في نهر الكوفة من تولد 2008، إحداهما طالبة في مدرسة ولاء الكوفة، والأخرى طالبة في مدرسة هدى الصدر في الكوفة"، من دون كشف أي مستجدات في نتائج التحقيق.
منشور قيادة شرطة النجف - فايسبوك
ويستخلص من الادعاء المتداول خطاب يحتوي على تنميط طائفي بحت، وتغيير في سياق الأحداث من دون الاستناد الى أي مصادر رسمية أو غير رسمية، الامر الذي يعد تضليلاً متعمداً يؤثر سلباً على القضايا الإنسانية ويساهم في حرف البوصلة عن الحقيقة، ويعزز خطاب الكراهية الموجّه ضد الجماعات والطوائف الدينية.
و"جماعة القربان" أو "العلاهية" تعتقد بألوهية الامام علي بن أبي طالب. ومن طقوسها الانتحار وفقا لقرعة تجرى بين أفرادها، قرباناً له. وتكرر ظهور هذه الحركة في الآونة الأخير في عدد من المحافظات العراقية، حيث أعلنت وزارة الداخلية العراقية في مناسبات عدّة، اعتقال العديد من اعضائها، لكونهم "يتبعون ديانة مخالفة للدين والدستور والقانون".