هذا الفيديو لا يظهر احتفال طفلة فلسطينية بوقف إطلاق النار في غزة أخيراً FactCheck#

تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو بمزاعم أنَّه يظهر طفلة فلسطينية ترقص فرحاً بوقف إطلاق النار الذي تمّ أخيراً. إلا أن هذا الادعاء خاطئ. فالفيديو قديم، اذ يعود إلى عام 2023. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
في الادّعاء المتداول، فيديو يظهر طفلة ترقص "الدبكة" وسط جمع غفير من الناس، خلال أجواء تصفيق وفرح. وكتبت مصادر الادّعاء مع الفيديو (من دون تدخّل): "فتاة فلسطينية صغيرة من غزة ترقص الدبكة. إنهم محطمون ومرهقون، لكنهم لا يزالون مليئين بالحياة. لم يفقدوا الأمل الذى حاول المجرمون الصهاينة قتله في نفوسهم، لكن الله كان وما زال معهم".
لقطة شاشة من الادّعاء المتداول (إكس)
وقد تحقّقت "النّهار" من صحة الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:
1- الفيديو قديم، إذ نشرته منصات فلسطينية في 27 كانون الاول/ ديسمبر 2023، وأرفقته بالنص الآتي: "أطفال يستمتعون بأنشطة ترفيهية في مركز إيواء رغم الجوع واللجوء والقصف"، الامر الذي ينفي ارتباطه بالأحداث الحالية.
A video shows children enjoying fun activities in a shelter center despite hunger, refuge, and bombings. pic.twitter.com/pSykceaPn1
— Quds News Network (@QudsNen) December 27, 2023
ويجدر الذكر أن الفيديو لم يُنشر خلال الهدنة الموقتة التي حصلت في 2023، إذ اتفق الجانبان (الفصائل الفلسطينية وإسرائيل على وقف القتال لمدة أربعة أيام بدأت في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، وتخللها إطلاق سراح 50 من المحتجزين في غزة مقابل 150 أسيراً فلسطينياً محتجزين في إسرائيل.
ونشر الصور والفيديوهات التوثيقية، التي تدعم قضية إنسانية معينة، قد يضاعف تضامن المجتمعات معها. إلا أنَّ نشرها في غير سياقها أو توقيتها يعد تضليلاً في معايير النشر الإعلاميّ، إذ أنَّه يُنقص من صدقية الحدث ويثير الشكوك بشأن وقوع انتهاكات ضد حقوق الإنسان كانت حصلت بالفعل، أو يغيّر صورة الواقع، خصوصاً في ما يتعلق بالمواقف المجتمعية، والسلوك الذي تتفاعل به الجماهير خلال حدث معين، فضلاً عن أنّ هذا يمكن أن يتسبب بردود فعل يتخللها خطاب كراهية لأطراف قد تتعارض أفكارها مع المحتوى المنشور، خصوصاً أنه نشر في غير سياقه وتوقيته، ما يمكن أن يؤدي لاحقاً إلى ضرر يصيب الأفراد الظاهرين في المحتوى المنشور.
وقف إطلاق النار في غزة دخل حيز التنفيذ
وقد دخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ يوم الأحد 19 كانون الثاني/يناير، إذ تلقى الجيش الإسرائيلي أمراً بوقف إطلاق النار في القطاع.
وتسلّمت اسرائيل ثلاث رهينات اسرائيليات احتجزتهن حماس، وهن ثلاث مواطنات إسرائيليات تحمل إحداهن الجنسية الرومانية، وأخرى الجنسية البريطانية. في المقابل، أعلنت هيئة السجون الإسرائيلية أنه "تم إطلاق سراح 90 سجيناً فلسطينياً ضمن اتفاق تبادل الرهائن والسجناء بين إسرائيل وحركة حماس".
وانتشر آلاف من عناصر شرطة حماس، يوم الاثنين، في قطاع غزة، في اليوم الثاني لدخول وقف إطلاق النار مع إسرائيل حيز التنفيذ، وتوزعوا في الطرق وعند المفترقات، وعملوا على توفير الحماية لمرور شاحنات المساعدات.
وأعلن وكيل وزارة الداخلية التابعة لحماس في غزة محمود أبو وطفة أن وزارته "أتمّت استعداداتها في بسط الأمن والسيطرة وحماية الجبهة الداخلية". وقال إن قوات الشرطة "جاهزة لحماية المواطن استكمالاً لجهد المقاومة وانتصار كتائب القسام (الجناح العسكري لحماس) والمقاومة، واستكمالاً للمشروع الوطني وإعادة الحياة". وشدّد على أن قواته تتولى "منع أي انفلات أو مظاهر سلاح خارج القانون".