هذا الفيديو لا يظهر إلقاء قسد القبض على عناصر من هيئة تحرير الشام FactCheck#

في ظلّ جدل يثيره وجود مقاتلين أجانب في صفوف هيئة تحرير الشام المسيطرة على مقاليد السلطة في سوريا حالياً، تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو قيل إنّه يُظهر وقوع مقاتلين أجانب من الهيئة في قبضة القوات الكرديّة التي تسيطر على مناطق في شمال شرق البلد. لكن هذا الادّعاء غير صحيح، والفيديو يُظهر في الحقيقة مقاتلين أجانب في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية وقعوا بيد فصائل سورية معارضة قبل نحو عشر سنوات.
يظهر في الفيديو عدد من الشبّان الواقعين في الأسر، ويسألهم آسروهم من أين هم فيجيبون بأنهم من تونس والجزائر والمغرب. وجاء في التعليقات المرفقة أن الفيديو يُظهر مقاتلين أجانب في صفوف قوات "الجولاني"، أي قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع.
ويأتي التداول بهذا الفيديو في ظلّ جدل بشأن وجود مقاتلين أجانب في صفوف هيئة تحرير الشام تُنسب لهم بعض التجاوزات والانتهاكات في مناطق سوريّة عدّة. إضافة إلى إثارتهم للحساسيات في بلد متعدد الأعراق والطوائف.
وفي آخر كانون الأول/ديسمبر الماضي، أعلنت القيادة الجديدة في سوريا ترقية قادة عسكريين بينهم عدد من الأجانب في هيئة تحرير الشام إلى رتب لواء وعميد وعقيد.
وبحسب ما قال الخبير في الجماعات الجهادية والشؤون السورية أيمن التميمي لوكالة فرانس برس، فإن "أحد المبادئ التأسيسية لهيئة تحرير الشام هي أن المجموعة لن تخون المهاجرين (الأجانب في صفوفها)، ولن تسلمهم إلى بلدانهم الأصلية".
عناصر مثيرة للشك في الفيديو
لكن في الفيديو وما قيل عنه عناصر مثيرة للشكّ، أبرزها أن هيئة تحرير الشام لا شأن لها بالقتال الذي تخوضه فصائل موالية لتركيا مع قوات سوريا الديموقراطية.
بالعكس، فقد التقى قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع قبل أسبوعين وفداً من قوات سوريا الديموقراطية، الجناح العسكري للإدارة الذاتية الكردية، على ما أفاد مسؤول مطلع على الاجتماع وكالة فرانس برس، مشيراً إلى أن المحادثات كانت "إيجابية".
حقيقة الفيديو
إزاء ذلك، أظهر التفتيش عن مشاهد من الفيديو أنه منشور قبل عشر سنوات، ما ينفي أولاً أن يكون الفيديو حديثاً.
ونُشر الفيديو تحديداً في أيار/مايو من العام 2014، وقد بثّته مواقع تابعة للمعارضة السوريّة آنذاك ووسائل إعلام عربيّة.
ويُظهر الفيديو عناصر من تنظيم الدولة الإسلاميّة في قبضة فصائل معارضة آنذاك.
خدمة تقصي صحة الأخبار باللغة العربية، وكالة فرانس برس