قبر الشيطان ليس تحت الفاتيكان والبابا فرنسيس لن يفتحه FactCheck#

قبر الشيطان ليس تحت الفاتيكان والبابا فرنسيس لن يفتحه FactCheck#
لقطة من فيديو متناقل بمزاعم خاطئة (تيك توك).
Smaller Bigger

المتداول: فيديوات يدّعي ناشروها أن "الفاتيكان مبني فوق قبر لوسيفر او الشيطان"، وان "البابا فرنسيس سيفتحه ضمن خمس بوابات"، في إطار فعاليات يوبيل 2025. 

 

 

الا أن هذه الادعاءات خاطئة. 

 

 

الحقيقة: قبر لوسيفر المشار اليه هو أحد القبور في مقبرة الفاتيكان الاثرية Vatican Necropolis، التي تعود الى عهد الإمبراطورية الرومانية، قبل تأسيس المسيحية كدين مهيمن في روما، وقبل أن يكون لاسم لوسيفر (الشيطان او ابليس) أي ارتباط بالشيطان. كذلك، لن يفتح الفاتيكان "خمس بوابات الى عوالم أخرى" او "شيطانية"، بل خمسة أبواب مقدسة، وذلك في تقليد قديم في الكنيسة الكاثوليكية، في مناسبة يوبيل 2025. ولا تشمل هذه الابواب قبر لوسيفر او اي قبر في مقبرة الفاتيكان. FactCheck#

 

"النّهار" دقّقت من أجلكم

 

 

ضجة كبيرة في وسائل التواصل الاجتماعي. والسبب "قبر يحمل اسم لوسيفر (اي الشيطان) تظهر خريطة ان الفاتيكان مبني فوقه". منذ ايام، ينشغل مستخدمون بهذا القبر. وذهب بعضهم الى الادعاء ان "البابا فرنسيس سيفتحه" في طقوس تشمل "فتح بوابات الى عوالم روحية أخرى"، و"حذار  متابعتها".  

 

 

 

القبر U

نعم، الخريطة المتداولة موجودة في موقع stpetersbasilica.info، حيث يمكن قراءة اسم Luicfer (لويسفر- كُتِب خطأ) كجزء من منطقة مقبرة الفاتيكان الاثرية، Vatican Necropolis، في القطاع U.  

 

 

 

 

 

واكتفى الموقع بالكتابة عن القبر U (او Tomb U) انه "تم تقليص مدخله بسبب عيب في العتبة. ومع ذلك، من الممكن أن نلقي نظرة خاطفة على بعض المنافذ ذات الخلفية الحمراء المميزة والعديد من الأقواس". 

 

وأرفق هذه المعلومات بخريطة لموقع القبر حددت انه "يسبق عهد قسطنطين (pre constantinian)".  

 

 

ومع ان الموقع لم يذكر اي شيء عن "هوية" لوسيفر ذاك الذي رُبط بالقبر U، الا ان تاريخ مقبرة الفاتيكان وتحديد ان القبر يعود الى ما قبل عهد قسطنطين ومعطيات أخرى، تبين ان لا علاقة لهذا الاسم بالشيطان. 

 

فقصة مقبرة الفاتيكان تبدأ في عهد الإمبراطورية الرومانية، قبل تأسيس المسيحية كدين مهيمن في روما. وهي تقع تحت مستوى كهوف الفاتيكان، على عمق يراوح من 3 أمتار و11 مترًا تحت بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان. 

 

و"يعود اكتشاف الموقع إلى السنوات الأولى لحبرية البابا بيوس الثاني عشر (1939-1958)، الذي أراد القيام بسلسلة من الاستكشافات الأثرية في منطقة فاتيكان كونفيسيو، وفي الجزء المركزي من الكهوف المقدسة... وتشير الحسابات التقريبية لمقابر الدفن والحرق إلى أن 22 مبنى مقبرة تم الكشف عنها خلال أعمال الحفر، وكانت مصممة لاستيعاب نحو ألف عملية دفن. وبين هذا العدد الكبير من الرجال والنساء، وخصوصا الأطفال، نقلت إلينا النقوش أسماء بعض الأفراد من عائلات المحررين الإمبراطوريين". 

 

الى جانب ذلك، فإن اسم لوسيفر لم يكن يحمل في تلك الحقبة القديمة دلالات شيطانية. وكان أشخاص، لا سيما مسيحيون، يحملون هذا الاسم، قبل ان يدلّ على الشيطان في اللاهوت المسيحي. ونذكر، مثلاً، القديس لوسيفر لكاليارى St. Lucifer of Cagliari (توفي نحو عام 370)، الذي كان أسقف كالياري في سردينيا، وعٌرف بمعارضته الشديدة للأريوسية. كذلك هناك أسقف سيينا، لوسيفر Lucifer of Siena (القرنان الثالث والرابع) الذي كان اول اسقف لسيينا. 

 

وتوضيحاً لموضوع قبر لوسيفر، نشر العالم في الكتاب المقدس دان ماكليلان Dan McClellan فيديو في حسابه في يوتيوب، في 17 كانون الاول 2024، عرض فيه ما توصل اليه بمراجعة كتاب Guide to the Vatican necropolis الذي اشار اليه موقع stpetersbasilica.info، و"نقرأ فيه اسم لوسيفر مرة واحدة في فهرس الكتاب، عند Moseleum U- The Lucifer Tomb"، على قوله. وتدارك: "ستلاحظون أن القبور الأخرى تحمل اسماء أشخاص أو عائلات". 

 

مثلاً، قبر عائلة فاليري Valerii، وقبر تي. ايليوس تيرانوس T. Aelius Tyrannus  الذي كان رجلا مُحرّرا جاء لتولي منصب عام في إدارة المقاطعة الرومانية في منطقة بلجيكا في بلاد الغال. وهناك ايضا قبر ال. توليوس زيثوس L. Tullius Zethus وعائلته... 

 

ولكن قبر لوسيفر "ليس قبر الشيطان"، على ما أكد ماكليلان، مرجحا ان يكون "اسم لوسيفر لقبا عاما مرتبطا بغرافيتي تم العثور عليها في القبر، او في شكل ما بأحد الاشخاص البارزين الذين حملوا اسم لوسيفر في القرن الرابع، مثل لوسيفر أسقف كاليارى ". وتدارك: "أعتقد أنه من المرجح أن يكون الاسم لقباً.".  

 

 

وأبرز خريطة لمقبرة الفاتيكان، مبينا من خلالها ان "قبر لوسيفر يسبق عصر قسطنطين (306-337)، واي كتابات او غرافيتي فيه تسبقه ايضا على الارجح". وقال: "هذا أمر مهم، لأنه حتى القرن الرابع الميلادي لم يكن اسم لوسيفر يدل على الشيطان، بل كان لقبا عاما، وقد حمله مسيحيون بارزون كاسم شخصي لهم. وكان الوضع على هذه الحال، حتى أعاد القديس جيروم ترجمة الكتاب المقدس الى اللاتنية واعطانا الفولغاتا نحو عام 400، والتي زرعت البذور لتعريف الشيطان بلوسيفر...". 


البابا فرنسيس لن يفتح قبر لوسيفر

وللسائلين، فإن البابا فرنسيس لن يفتح قبر لوسيفر او اي قبر آخر في مقبرة الفاتيكان، او "اي ابواب شيطانية".

 

في الواقع، أطلق البابا، الثلثاء 24 كانون الأول 2024، سنة 2025 اليوبيلية في الكنيسة الكاثوليكية، والتي يتوقع خلالها أن يأتي أكثر من 30 مليون مؤمن من العالم بأسره إلى روما، على ما أوردت وكالة "فرانس برس". 

وأمام جمهور من الأساقفة والكرادلة والمسؤولين، بينهم رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني وآلاف المؤمنين في ساحة القديس بطرس وعبر شاشات التلفزة، فتح البابا الأرجنتيني "الباب المقدس" لكاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان، في خطوة ترمز إلى تدشين سنة "اليوبيل العادي".

 

 

 

وعلى امتداد السنة المقبلة، يمكن الزوار المرور عبر هذا الباب المهيب المغلق في الأيام العادية، للحصول على "صفح كامل" عن خطاياهم، بحسب التقليد.

 

وتحل سنة اليوبيل في الكنيسة الكاثوليكية كل 25 عاما وتخصص للتوبة وتقام خلالها فاعليات ثقافية ودينية كثيرة من قداديس ومعارض ومؤتمرات وحفلات موسيقية وغنائية.

 

وفتح "الباب المقدس" سيليه في الأيام التالية فتح أبواب ثلاث كاتدرائيات أساسية أخرى في روما، وآلاف الكنائس في أرجاء مختلفة من العالم.

 

وفي دليل آخر على اهتمامه بالمهمّشين، حرص البابا على إحياء هذا التقليد اليوم الخميس في سجن ريبيبيا في روما، حيث ترأس قداسا جسد قربه من المساجين.

 

 

وسبق ان نشرت "النهار"، في 19 كانون الاول 2024، مقالة تدقيق في  مزاعم خاطئة بشأن "فتح البابا فرنسيس خمس بوابات شيطانية ليلة عيد الميلاد". 

 

اقرأ ايضا- كلا، البابا فرنسيس لن يفتح خمس بوابات شيطانية ليلة عيد الميلاد FactCheck#


الأكثر قراءة

المشرق-العربي 12/10/2025 6:25:00 AM
تحاول الولايات المتحدة تذويب الجليد في العلاقات بين إسرائيل والدول العربية من خلال "الديبلوماسية الاقتصادية"
المشرق-العربي 12/11/2025 6:15:00 AM
قذائف المزّة والعمليتان اللتان لم يفصل بينهما شهر تحمل رسائل تحذيرية إلى الشرع وحكومته، والرسالة الأبرز مفادها أن القصر الرئاسي تحت مرمى الصواريخ.
المشرق-العربي 12/11/2025 2:25:00 AM
إنّها المرة الأولى التي تتهم المنظمة "حماس" وفصائل أخرى بارتكاب جرائم ضد الانسانية.
المشرق-العربي 12/11/2025 2:10:00 PM
شدد على ضرورة منح المحافظة حكماً ذاتياً داخلياً أو نوعاً من الإدارة الذاتية ضمن سوريا كوسيلة لحماية الأقليات وحقوقها.