المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "حريقا ضخما اندلع أخيرا في محطة الكهرباء وتكرير النفط في عسقلان"، من جراء هجوم شنه الحوثيون اليمنيون على اسرائيل. 

الا أنّ هذا الادعاء خاطئ. 

الحقيقة: صحيح أن الصورة من مدينة عسقلان في جنوب اسرائيل، الا انها قديمة، اذ تعود الى 11 ايار 2021. وما تظهره هو دخان يتصاعد من منشأة نفطية في عسقلان، بعد إطلاق حركة حماس الفلسطينية صواريخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم

تظهر الصورة دخانا كثيفا تصاعد من موقع تأججت فيه النار في مدينة، على ما يبدو. منذ ساعات، تنشرها حسابات بالمزاعم الآتية: "أنباء أولية عن حريق ضخم في محطة الكهرباء وتكرير النفط في عسقلان". 

الحوثيون يعلنون استهداف إسرائيل بصاروخ بالستي ومسيّرات

جاء تداول الصورة في وقت أعلن الحوثيون في اليمن، الأربعاء 25 كانون الاول 2024، إطلاق صاروخ بالستي وطائرات مسيّرة على إسرائيل، بعد أيام على هجوم استهدف تل أبيب وأصاب 16 شخصا، وفقا لما أوردت وكالة "فرانس برس". 

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق صباح الأربعاء أنه اعترض صاروخا أطلق من اليمن باتجاه إسرائيل. وجاء في بيان للجيش نشر على تطبيق تلغرام قرابة الساعة 4,30 صباحا بالتوقيت المحلي (2,30 ت غ)، إنه "تم اعتراض صاروخ أطلق من اليمن قبل دخوله الأجواء الإسرائيلية".

وأشار إلى إطلاق صفارات الإنذار "في مناطق عدة بوسط إسرائيل" في إجراء احترازي خشية سقوط شظايا وحطام جراء عملية الاعتراض، بحسب البيان.

وكان المتحدث العسكري باسم الحوثيين اليمنيين يحيى سريع قال في بيان إنه تم استخدام "صاروخ بالستي فرط صوتي نوع فلسطين2".

ومساء الأربعاء، أعلن سريع "تنفيذ عمليتين عسكريتين استهدفتا هدفين صهيونيين في يافا المحتلة، التي يسميها العدو +تل أبيب+، وكذلك والمنطقة العسكرية في عسقلان بالطائرات المسيرة الهجومية".

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن طائرة مسيّرة "سقطت في منطقة مفتوحة"، بعد دوي صفارات الإنذار في جنوب إسرائيل، قرب قطاع غزة.

حقيقة الصورة

الا ان الصورة لا علاقة لها بكل هذا.

يؤكد ذلك العثور عليها، بواسطة البحث العكسي، مؤرشفة في موقع وكالة غيتي ايماجيز Getty Images، في 11 ايار 2021، مع شرح انها تظهر "عمودا ضخما من الدخان يتصاعد من منشأة نفطية في مدينة عسقلان بجنوب إسرائيل، في 11 ايار 2021، بعد إطلاق حركة حماس الفلسطينية صواريخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل". 

تصوير: محمد عابد MOHAMMED ABED/ أ ف ب 

يومذاك، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بمقتل إسرائيليتين في عسقلان، من جراء صواريخ سقطت، الثلثاء 11 ايار 2021، ضمن ما وصفتها المقاومة الفلسطينية بأكبر ضربة صاروخية من نوعها للرد على التصعيد الإسرائيلي ضد قطاع غزة، على ما ذكرت تقارير اعلامية. 

وقال المتحدث باسم كتائب القسام إن المقاومة استهدفت عسقلان وأسدود بـ137 صاروخا من العيار الثقيل خلال 5 دقائق. وأضاف أن "في جعبتنا الكثير".

واعترضت المنظومات الجوية الإسرائيلية بعض الصواريخ، لكن عددا منها سقط في كلا المدينتين وخلّف بالإضافة إلى القتيلتين، أكثر من 80 مصابا، بعضهم بحالات هلع من جراء الرشقات المتتالية. وأحدثت الصواريخ دمارا كبيرا في المباني بعسقلان وأدت إلى اشتعال النار في بعض السيارات.

كذلك تسبب سقوط صاروخ من قطاع غزة بوقوع أضرار ضخمة في خط أنابيب نفطي تابع للحكومة الإسرائيلية الواصل من عسقلان- إيلات، وفقا لـ "قناة 12" المحلية. وأظهر مقطع فيديو، ألسنة اللهب تتصاعد مما يبدو أنه خزان وقود كبير بالقرب من مدينة عسقلان الإسرائيلية الواقعة على البحر المتوسط جنوب تل أبيب.

 تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الصورة المتناقلة تظهر "حريقا ضخما اندلع أخيرا في محطة الكهرباء وتكرير النفط في عسقلان" من جراء هجوم شنه الحوثيون اليمنيون على اسرائيل. في الحقيقة الصورة قديمة، اذ تعود الى 11 ايار 2021، وتظهر دخانا يتصاعد من منشأة نفطية في مدينة عسقلان بجنوب إسرائيل بعد إطلاق حركة حماس الفلسطينية صواريخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل.